تختلف أشكال القيادة باختلاف حالها، وكما يقول رجال المرور، إن القيادة (فن وذوق وأدب) وهي عبارة صحيحة وسليمة من جميع الزوايا، ولو طبقنا هذا المبدأ على جميع أشكال القيادة، سواء قيادة المركبات، أو قيادة فريق العمل، لكان من الواجب أن يتحلى أو يتصف هذا القيادي بهذه المبادئ، حتى نستطيع أن نطلق عليه قياديا ناجحا. ولا شك أن القياديين يختلفون في أساليب تعاملهم مع المرؤوسين، وقد يلجأ البعض من القياديين لتطبيق نظرية ماكر يجور (Y/X) مع جهل الأغلبية بها، حيث نجد أن البعض من القياديين يعتقد أن الموظفين كسالى ولا ينتجون ويضيعون الوقت دون طائل، ولا يتحملون المسؤولية، ولا يمكن الوثوق بهم، وبالتالي يحتاجون إلى رقابة مكثفة، بينما نجد البعض الآخر منهم، يعتقد عكس ذلك، حيث يرون أن الموظفين منتجون ويحبون العمل ويتحملون المسؤولية، ويمكن أن يوثق بهم، وبالتالي لا يحتاجون إلى الرقابة الزائدة، لذا فإن القيادي الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة سلبية، تكون علاقته بالمرؤوسين غير جيدة في الغالب، بينما الآخر الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة إيجابية، تكون علاقته بالمرؤوسين جيدة في الغالب. وكما يقول أستاذ الموارد البشرية الدكتور سامي أباحسين «إن العلاقة بين المديرين والمرؤوسين ليست على المستوى الذي يجب أن تكون عليه، وأن كثيرًا من المديرين يتعاملون مع الموظف باعتباره منفذًا للقرارات ليس أكثر، وأنه لا يمتلك الحق في إبداء الرأي أو مناقشة تلك القرارات، وأن هناك فئة من المديرين يحاولون التمثيل أمام البعض بأنهم يتقبلون المشاركة في اتخاذ القرارات وأن جميع ما يتم إنجازه يرجع فضله للموظفين، وأنهم يتبنون سياسة الباب المفتوح معهم، ولكن في حقيقة الأمر، يختلف ذلك على أرض الواقع، بل فقط في الاجتماعات والمناقشات العامة «يعني كلام فقط»، وقد يرجع ذلك إلى وجود عدم الثقة في المرؤوسين. ويضيف الدكتور أبوحسين بأن كثيرا من الموظفين يسودهم الخوف والرهبة تجاه المدير، وذلك خوفًا على ترقية لا يرشح لها، أو على حافز يفقده، أو إجازة لا يوافق عليها، إلخ، وبالتالي لا يتجرأ على مناقشة المدير في أي قرار يتخذه، ولسان حاله يقول: هو المسؤول عن المنشأة وليس أنا. ولو طبقنا المبدأ الذي أشرنا إليه في بداية هذا المقال، بأن القائد لابد أن يتصف بصفات (الفن والذوق والأدب) فلا بد أن يركز على مبدأ العدالة والمساواة بين المرؤوسين، وتوزيع العمل بينهم على أساس القدرات والمهارات، والوثوق بهم كموظفين أكفاء، يمكن الاعتماد عليهم والوقوف معهم في جميع الحالات، والعمل على رفع مستوياتهم عن طريق التعليم والتدريب، مع الاستمرار في شكرهم وتشجيعهم وتحفيزهم، ولا ينبغي على القائد أن يكون اهتمامه منصبًا على العمل فقط – مع أهمية ذلك- لكن يفترض أن يشاطر المرؤوسين جميع حالاتهم ويقدر ذلك أحسن تقدير.