حملت الأخبار الشهر الماضي ما لا يسر بإصابة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي - رجل الإعلام والثقافة والتعليم العالي والشورى - بحادث عرضي في باريس، وأتبع ذلك وفاته - رحمه الله - والصلاة عليه في مدينة الرياض في غضون أيام قلائل، وأصدقاؤه ومحبوه ما بين مصدق ومتألم فقد عمل في الدولة وأسس وبنى، وحاضر وقابل وكتب ونشر، وقد رثاه محبوه بما هو أهله، وها هو عيد الأضحى المبارك يحل وقد أفتقدت معايدته ذات الصفاء والنقاء "أظل الله حياة الوالدة وحياتكم بغيمة الإيمان والحب والقبول"، وهذا دربه دائما يسأل عن الوالدة متعها الله بالصحة والعافية، وعن أحوالنا بعد وفاة والدي - رحمه الله -، ولا غرو فطبعه الوفاء لزميله في الدراسة حيث لم ينس ذكره في "مشيناها" وقد زامل الوالد - رحمهما الله جميعا - في كلية اللغة العربية بالرياض وتخرجا في الدفعة السادسة في العام الجامعي 1382 - 1383 ه، وكان الوالد الأول على الدفعة وكان أبوطلال يليه بتفوق على أقرانهما البالغ عددهم 45 خريجا، وكان والدي يذكره بالخير منافسا له في الدراسة، ويكبر حبه للقراءة والثقافة والأدب ويشترك معه في الجد وإتقان اللغة والخط الجميل، وقد راسلته - رحمه الله -، أكبر له ذكره لوالدي في سرديته عن الإعلام في "مشيناها" حيث بادرت الوزارة الجديدة كما ذكر - رحمه الله - في كتابه إلى استقطاب خريجي اللغة العربية، فرشحت كلية اللغة العربية بالرياض الدكتور عبدالرحمن وكان الثاني في ترتيب التخرج، واعتذر الأول "والدي رحمه الله" واختار التعليم، وذكرت للدكتور عبدالرحمن تصحيحا أنه ذكر أن الثالث هو راشد الدريهم وبالرجوع إلى أوراق والدي - رحمه الله - وجدت أن الثالث كان سليمان الكريدان، وقد تقبل الملاحظة برحابة وود وأزعم أنه كان سيعمل على تصحيحها في الطبعة اللاحقة فطبعه التوثيق والوفاء وإعطاء كل ذي حق حقه، فرحمه الله ووالدي رحمة واسعة وتجاوز عنا وعنهم، وعزاؤنا لأسرته وبناته الكريمات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.