عبر عقود من الزمن والمملكة تسعى إلى إيجاد شراكات استراتيجية فاعلة مع كل دول وأقاليم ومناطق العالم، من الغرب إلى الشرق إلى الشمال والجنوب، متخذة في ذلك مصالحها وعلاقاتها المتينة مع سائر الأقطار، وقد جاءت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي لكل من دولة باكستان ومن ثم الهند وأخيرا الصين لتؤكد سلامة التوجه والحرص الشديد من القيادة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع هذه الدول المهمة، تشكل هذه الدول وعلى الأخص الصين ومن بعدها الهند حلقة ومكانة واسعة في الاقتصاد العالمي، فالصين ذات السكان الأعلى في العالم أكثر من مليار و400 مليون نسمة وتعتبر الأعلى نموا اقتصاديا في السنوات الماضية، وتمثل فرصة جيدة للتعاون الاقتصادي بما لديها من مقومات وأعمال تطوير مستمره، وكذلك دولة الهند التي تأتي هي الاخرى من الاقتصادات سريعة النمو والتي تتميز بتطور هائل في مجالات التقنية والبرمجة، وكذلك دولة باكستان بما لدينا من مصالح مشتركة، هذه الزيارة حظيت باهتمام عالمي واسع ووقعت من خلالها اتفاقات ومذكرات تفاهم لمشروعات استراتيجية بين المملكة وهذه الدول، تأخذ في حسبانها تعظيم مصالح المملكة الاستراتيجية خاصة في ظل أهداف رؤية المملكة 2030. إن مستقبل العلاقة مع الشرق يأتي على درجة كبيرة من الأهمية ليس فقط والمملكة من اكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم وكل الدول تحاول مد جسر العلاقات الاستراتيجية معها، لكن من صالحنا أن نوسع علاقاتنا مع جميع التحالفات والأقطار ولا نبقى في دائرة الغرب وحده، فالعالم الآن أصبح شبكة من العلاقات والشراكات والمصالح المشتركة الرابح فيها من ينتهز هذه الفرص ويضع الخطط والمشروعات الاستراتيجية محل التنفيذ، وهذا ما هدفت له هذه الزيارة الآسيوية الموفقة على كل المستويات والأصعدة.