يقول أنيس منصور عن عباس محمود العقاد: "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، فلم يكن كتابا بل كان تاريخا لعمالقة الإبداع والفن والسياسة والدبلوماسية، فذكرت له بعض هؤلاء الذين جاءوا وولدوا عبر صالون العقاد للعالم العربي والعالم، ومنهم الدكتور عبدالرحمن بدوي .. الدكتور الفيسلوف زكي نجيب محمود .. توفيق الحكيم .. الدكتور عبدالمنعم تليمة .. الفنان التشكيلي صلاح طاهر .. الروائي العالمي نجيب محفوظ .. الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل .. الفنانة مديحة يسري .. زكريا الحجاوي .. أحمد عبدالمعطي حجازي .. إحسان عبدالقدوس .. الإعلامية الكبيرة ليلي رستم .. صلاح جاهين .. الموسيقار أحمد الحفناوي .. الأديب عبدالوهاب مطاوع، ومبدعو الضاد في الوطن العربي وآخرون من كواكب عصر وزمن جميل، والأستاذ يوضح لي بعض النقاط في شخصية العقاد، التي كنت مفتونا بها أنا الآخر بفضل عصاميته في بناء ثقافة جديرة بالوقوف عندها (كالأهرامات الثلاثة) عبر تطور الأزمنة، ومهما تعولم الفكر والعقل، فسيظل العقاد الرمز في حياة كل مثقف عربي. ومن الممتع حقا نوادره التي أتذكرها منه حول (العقاد) العظيم عندما فاز بجائزة الدولة التقديرية عام 1960 من القرن الماضي إبان عهد الزعيم جمال عبدالناصر، وتوجه لمنزل الأستاذ العقاد في منزله بمصر الجديدة، لكي تكون له كلمة أمام الزعيم العربي الكبير يوم الحفل الذي سوف يشرفه رئيس الجمهورية، وأعد الكلمة الأستاذ العقاد دون ذكر أي عبارة فيها ثناء على شخص الرئيس جمال عبدالناصر، ورفض العقاد إضافة أي سطر لا يقتنع به، ما ترتب على ذلك توجه الأستاذ أنيس منصور لوزير الإعلام آنذاك الكاتب والأديب وعضو مجلس قيادة الثورة ثروت عكاشة، وتفهم الأمر الوزير، وساعة الحفل الذي شرفه الرئيس وأثناء توجه العقاد لإلقاء كلمته المكتوبة قطع التيار الكهربائي عن (الميكروفون) دون أن يشعر بذلك الأستاذ العقاد، فلم يسمع أحد من الحضور كلمة العقاد، وبعدما فرغ العقاد من إلقاء كلمته توجه له صديق، وقال له: يا أستاذ لم نسمع منك شيئا، وأدرك العقاد المقلب الذي صنعه له أنيس منصور وثروت عكاشة، وقال لصديقه: فعلها ولاد الأبالسة!". Your browser does not support the video tag.