ألف الأستاذ: أنيس منصور - رحمه الله - كتابه الفريد: «في صالون العقاد كانت لنا أيام» لا ليصور الصالون الشهير للعقاد وإنما ليرصد للمرحلة الثقافية في فترة من الزمن. كان الكتاب رصدًا دقيقًا لما دار في الصالون ولرواده من الكُتّاب والفلاسفة والشعراء ولآراء العقاد نفسه. كان الكتاب من الاستقصاء ما يمثل «بانوراما» عامة لصالون العقاد وللمشهد الثقافي بعامة. لكن أنيس منصور لم يكن راضيًا عن كل شيء، لم يكن راضيًا عن آراء العقاد الحادة والتي تسخر من العديد من الفلاسفة أو المهتمين بالفلسفة مثل: عبدالرحمن بدوي، ومن الشعراء مثل «كامل الشناوي»، ومن العديد من الأدباء المرموقين وفي مقدمتهم أستاذ الأجيال الدكتور طه حسين، وفنّد أنيس منصور - بعد ذلك - هذه الآراء، ودافع عن أستاذة عبدالرحمن بدوي، وأوضح الفرق بين تعامل العقاد له حين يدعوه ب»مولانا» وتعامل د.طه حسين حين يدعوه «بالأستاذ»..!! وكشف أنيس منصور طبيعة فهم العقاد حين أرادوا أن يمنحوه «الدكتوراة» الفخرية حيث ظنها «دكتوراة» بمناقشة حسب فهمه فكان سؤاله الاستعلائي: - مين اللجنة اللي حتناقشني ..!!؟؟ ويؤكد أنيس على تصور العقاد الخاطئ فلم يكن يعرف أن «الدكتوراة» الفخرية تمنح تقديرًا وافتخارًا وبلا مناقشة....!!! وظنها الدكتوراة التي يعرف أنها تحتاج إلى لجنة مناقشة. ولم يمكنه الزمن من إدراك إعطاء أكثر من دكتوراة فخرية فيما بعد وقد أعطيت - فيما بعد - لمحمد عبدالوهّاب ورياض السنباطي ويوسف وهبي وزكي طليمات.!!