من الجليّ الواضح لمن تتبع شخصية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بأنه يتحرك من خلال إعمال الفكر لتوسيع الإدراك ليس للحلول وحسب وإنما للتطوير، وليس ذلك بغريب لمن تخرج من كنف القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وها هو أصبح لبلدنا المبارك المملكة العربية السعودية رؤية واضحة وبرامج تحول وتطوير فتجدنا نتحدث مثلاً عن الاستثمارات التنموية وتحسين الأداء ومؤشرات الإنجاز ثم؛ وفي ذات الوقت تجدنا نتحدث عن محاسبة وبرامج حوكمة وتحولات رقمية. ربما تكون هناك تحديات ولا شك أثناء التطبيق ولكن جزء مهم في الحكومة وهو أنها ديناميكية الأداء بشكل غير مسبوق ولا أدل على ذلك من سهولة تغيير أي مسؤول عن منصبه إذا استبان لها أنه في غير مكانه المناسب. ولتعلم عزيزي القارئ بأن من أجلَّ وأسمى صفات رجالات الدولة عندما يكونون في مصاف المفكرين، فمن هو المفكر يا ترى؟ وقد حاول الإجابة على ذلك الدكتور علي نجيب إبراهيم في مقدمة ترجمته لكتاب أساطين الفكر قائلاً: «فما المقصود بالمفكر أو المعلم؟ هل هو الخبير بإيصال فكرة يجب فهمها، أم خالق أفكار جديدة، أم دليلنا إلى حُسن التفكير، أم أنه ذاك الذي يزعزع تأثيره القوي أركان الفكر السائد، وخصوصاً في أوساط الأجيال الشابة، أم ذلك كله معا؟» إننا بحق نجد كل ذلك يُستجمع في شخصية ولي العهد فهو خبير في إيصال أفكاره ومازلنا نتذكر إدهاشه لنا في لقاءاته التلفزيونية عندما كان يشرح لنا عن الرؤية وبرامجها وهو كذلك موجد لأفكار جديدة لم تكن تلوح في الأفق، وفي نفس الوقت برامجه تسير جنباً إلى جنب مع حسن التفكير وأخيراً هو الذي زعزع تأثيره أركان الفكر السائد وخذ على ذلك مثالاً داخلياً وآخر خارجياً ففي الداخل قيادة المرأة للسيارة إذ ما كان لها أن تقود لولا الله ثم محمد، والخارجي أن تأثيره لمس في الأسواق المالمية في أقاصي الدنيا. ولذلك نجده صرح بذلك فقال: «أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه دون أن أُنجز ما في ذهني لوطني، الحياة قصيرة جداً وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صنعها للوطن، وأنا حريص أن أراها تتحقق بأم عيني، ولهذا السبب فإنني في عجلة من أمري» وهذا دأب المفكرين أنهم في عجلة من أمرهم ويريدون أن يروا أفكارهم ونتائجها تمارس في الواقع الحياتي للناس. وبالتأكيد أننا عندما نقول إنهم في عجلة من أمرهم فلا يعني ذلك الاستعجال المذموم الذي يرتد بنتائج سلبية بقدر ما هو ذلك الذي يستنفذ الطاقة في كسب الوقت لرؤية الإنجازات والإصلاحات وتحقيق الطموحات. وأحد الجوانب الأخرى عندما يكون رجل الدولة مفكراً هو أن إيقاعات الحركة لديه تعمّق حقل التفكير وتحديد الاتجاهات في قضية جوهرية (أين المسير)؟ أي أين نحن من العالم داخلياً وخارجياً وكيف سنوجِّه بوصلة مسيرنا؟ وأخيراً لم يعد سمو الأمير مفكراً فحسب وإنما مفكر ونجم ساطع إذ كل عين ترقبه إنْ في الداخل أو في الخارج وها هو يكون في قائمة الشخصيات الاقتصادية ذات التأثير على الأسواق العالمية. فدمت موفقاً وهادياً مهدياً لما فيه خيرك وخيرك شعبك الكريم. Your browser does not support the video tag.