أوضح المدرب في التنمية البشرية أ. سعود السبيعي أن طرقنا القديمة في التعامل مع أفكار الأطفال تقتل الإبداع لديهم فقال:» لا تزال طرقنا العقيمة في التعامل مع أفكار الأطفال تبث هجيرها على حركة الإبداع، فكثير من الأفكار توأد قبل أن تولد، وتموت قبل أن تحيا، وتتلظى بنار الإهمال والتسفيه ، عندما تتابع طفلا يفكر ويستلذ بالتعبير عن خيالاته وأحلامه، فإننا حقيقة نقف أمام مفكر يضع الفرضيات ويناقش الحلول ويضع البدائل، نقف أمام فكر خلاق همه أن يصل للنتائج بعيدا عن كونها ممكنة أو مستحيلة، الطريقة التي يفكر بها الأطفال هي الحقيقة التي خلق الله بها عقولنا، وهي المنهج الأمثل لمناقشة وحل جميع المشكلات التي تواجهنا ، يملك الطفل بما لا يدع مجالا للشك أداتين أساسيتين للتفكير الخلاق هما : الخيال والتحليل المبني على أسئلة قد تكون أحيانا ساذجة في ظاهرها، بينما هي مفصلية في جوهرها ، 90 % من الأطفال يولدون موهوبين ومبدعين، و10% منهم تستمر موهبتهم بعد دخول المدرسة، هذه نتيجة خرجت بها إحدى الدراسات الكثيرة والتي تعبر عن واقعنا المؤسف ، نتائج كثيرة أثبتت تخلف الأمة العربية في التعامل مع ذوي العقول والمواهب، ولا أدل على ذلك من نتائج معدلات الذكاء في العالم التي لا نجد مكانا فيها لدولة عربية، يعود ذلك إلى مشكلة في فهم ماهية الإبداع وارتباطاته وأشكاله، فالفكرة السائدة بأن التأخر الدراسي للطفل معناه غياب الموهبة، وفكرة أن الطفل لابد أن يكون تابعا في تفكيره لسلوكيات وتفكير من حوله، وفكرة أن الطفل عندما يمارس طقوسه الفكرية فهو متمرد ويحتاج إلى ضبط، نضيف إلى ذلك عدم إدراك الأسرة والمجتمع للخصائص الجسمية والعقلية والوجدانية التي يمر بها الطفل خلال مراحله العمرية، كل هذه التوجهات الفكرية للتأمل مع الأطفال المفكرين لهي أسباب رئيسة في تقييد وقهر وإخضاع نعمة التفكير لدى الطفل « وأضاف السبيعي :» إن ظهور مؤسسات تُعنى بالموهوبين ودعمهم، ووضع برامج لتطويرهم، لهو أمر يدعو إلى التفاؤل، حيث أصبح لذوي العقول المبتكرة مكاناً يلجأون إليه، ومرجعاً يرجعون إليه ، لكن يبقى السؤال المؤرق هنا : هل من يُضم لهذه المؤسسات تم ضمه لأن موهبته أطلق لها العنان لتبحر في عالم الأفكار والابتكار، أم لأنه أخضع موهبته وقيدها بما يتوافق مع أنظمة هذه المؤسسات ؟ .. سؤال يحتاج إلى تفكير «.