يواصل الإيرانيون إيقاد شعلات الحرية رغم وطأة النظام القمعي، واليد الباطشة للحرس الثوري، حيث استمرت انتفاضة آلاف المواطنين في مدينة كازرون لا سيما الشباب لليوم الخامس، وعقدت التظاهرة في وقت كان المجلس البلدي وخطيب صلاة الجمعة ووسائل الإعلام الحكومية قد أعلنوا أن أي تجمع يُشكّل قبل حسم خطة تقسيم مدينة كازرون يُعد عملا غير قانوني. وكان المحتجون المجتمعون في ساحة شهداء يهتفون: «لا تخافوا كلنا متحدون معا»، «قَسَما بدماء الشهداء، نعود كل يوم إلى ساحة الشهداء»، و«العدو هنا، ولكنهم يقولون العدو أمريكا»، مما يعكس وعي الشعب الإيراني بحقيقة النظام الديكتاتوري، وأساليبه المراوغة في صناعة أعداء خارجيين في محاولة لحرف نظر الرأي العام عن هشاشة الوضع الداخلي، و المشكلات البنيوية في هيكل النظام المتهاوي، ودعا المحتجون في التظاهرة التي لعبت النساء دورا لافتا فيها، إلى الاتحاد والتضامن باعتبارهما عملا ضروريا لدحر مؤامرات النظام والحؤول دون قمع الاحتجاجات. وعقب تظاهرة أهالي كازرون الشجاعة، أعلن بعض الوكلاء المحليين يوم الأربعاء 18 ابريل أن خطة تقسيم كازرون قد توقفت. غير أن المواطنين لم يكترثوا بوعودهم مطالبين بأن يجيب المحافظ. وشهدت البلاد في هذه الأيام إضافة إلى انتفاضة أهالي كازرون وإضراب تجار السوق في المدن الحدودية، إضرابات واحتجاجات نظمتها شرائح محرومة مختلفة في المدن الإيرانية. وفي يومي الأربعاء والخميس الماضيين اتسع نطاق إضراب تجار السوق والكسبة في مدن المناطق الحدودية بمحافظات كردستان وكرمانشاه وآذربايجان الغربية أكثر من الأيام السابقة كما انضم تجار السوق بمدن سردشت ومهاباد وبوكان وبيرانشهر إلى الإضراب إضافة إلى مدن جوانرود وبانه ومريوان وسقز. وأرسل خامنئي عنصر الحرس الثوري «جليلي» ممثله في المجلس الأعلى للامن الوطني يوم الأربعاء إلى مدينة بانه بهدف وضع حد للإضراب، إلا أن المواطنين واصلوا احتجاجهم وتجاهلوا وعوده الجوفاء وخاطب أحد شباب المدينة «جليلي» قائلا "تعرضنا للضرب لمدة أربعة أيام ولم يأت القائممقام ويسأل ماذا تفعلون؟ ما هي آلامكم؟ إنهم يرسلون قوة مكافحة الشغب ضدنا، و يجلبون عددا من الأفراد باسم المخابرات ليطلقون النار في الهواء، ويقومون بتحريض الشباب بهدف اعتقال عدد من المواطنين حتى يخيفون الآخرين" وتابع الشاب الثائر "لكن المواطنون لن يخافوا بعد الان، لا أحد يخاف". وفي مدينة مريوان اتسع نطاق إضراب تجارالسوق والكسبة لتشمل جميع النقاط الرئيسية والحساسة بالمدينة مثل تقاطع الطريق الرئيسي وشارع جمهوري وتقاطع طريق «شيرنغ» وجميع المجمعات بالمدينة والسوق، واقتحمت عناصر مكافحة الشغب تجمع المواطنين في ساحة «بيساراني» واعتدوا عليهم بالضرب المبرح. كما اعتقلت القوات القمعية في هجماتها على المحتجين في مدن سقز وبانه ومريوان ما لا يقل عن 12 من المواطنين بتهمة حث المواطنين على الإضراب العام. Your browser does not support the video tag.