عبدالفتاح أبو مدين أحد رموز الصحافة والأدب في المملكة.. عاندته ظروفه الصحية وأبعدته عن المشهد الثقافي والإعلامي.. وألزمته البقاء في بيته.. حاولت أن التقيه لإجراء هذا الحوار رغبة في استنطاق دواخله، واستنباط تعابيره، والسلام عليه قبل هذا وذاك.. إلا أن ظروفه الصحية حالت دون ذلك. ولكنه تلبية لرغبتي طلب إرسال الأسئلة ليجيب عليها ومن ثم يعيدها وقد فعل، فكان هذا الحديث الجميل الذي تجلى فيه شكره لله على ما حققه في حياته الصحفية والأدبية وعدم تذمره بما آلت إليه الحال بعد المرض، وقناعته أن الخيرة فيما اختاره الله.. الإنترنت من أغيار الحياة * عبدالفتاح أبو مدين أحد رموز الصحافة – أين هو اليوم؟ * قال لي الأخ صلاح الشريف في أسئلته: أين أنت اليوم؟ فأقول له وللقارئ: إن الحياة أغيار! ولعلي أؤكد أنني أديت جهد المقل عبر أيامي التي عشتها فمارست في شبابي أعمالاً شتى وإني أحمد الله على ما أتيح لي في حياتي. فقد مارست أعمالاً شتى وفق قناعتي بما أديت وكان ديدني والحمد لله الصدق ويكفيني ذلك! * من بقي لك من الرفاق ووقف معك في ظروفك الحالية مع المعرض؟ مرتادو الأندية قلة القلة * ظروفي الحالية كالأيام والسنين الماضية وأنا والحمد لله قانع بما تحقق لي من خالقي ورازقي، ذلك أن الكسب في الحياة بعامة القناعة ومفتاح الكسب، والنجاح والصدق رصيد الإنسان في حياته. فلله الحمد على ما قدر لي وأعان وله سبحانه الثناء الجميل. المثقفة أخذت حقها المشروع * حدثنا عن التحديات التي واجهتك فترة عملك بنادي جدة الأدبي؟ وكيف تراه اليوم؟ * أيامي الطوال في النادي الأدبي الثقافي بجدة كانت كدحاً وجداً والتزاماً وصبراً وصدقاً، والحق سبحانه يعين الكادحين والصادقين والجادين، وأغيار الحياة وتأثيرها شديد! لذلك فإن أنديتنا الأدبية والثقافية اليوم غيرها بالأمس وفق الحياة بعامة. أديت جهد المقل وكفاني إذاً فالأندية اليوم تعيش ظروفها من جوانب شتى يدركها أهلوها ومن يعيشها ويتردد عليها وهم قلة أو قلة القلة إن صح هذا التعبير. * ماذا يريد المثقف بعد أن يعتزل؟ * يريد المثقف ولا أعمم فضل الله من خلال قناعته وأمانيه الصادقة بالعون والستر ويحمد ربه ويرجوه التوفيق. * كيف ترى المشهد الثقافي في وقتنا الحالي؟ * المشهد الثقافي يتكيف مع الأيام والظروف ومعطياتها، ولا أستطيع أن أقول أو أردد أكثر من تأكيد أغيار الأيام! * وسائل التواصل.. ماذا قدمت للمثقف؟ * الناس مشغولون في حياتهم، والتواصل باقٍ بين الناس، مهما تغيرت سبله، والمعرفة في مد وجزر كما أشرت آنفاً، والذين يقرؤون التاريخ يدركون ويعون المعايش والحياة سراء وضراء والله المستعان. * كيف ترى حضور الكتاب وتأثير الإنترنت عليه؟ * الإنترنت من أغيار الحياة، الناس يتكيفون مع أيامهم وجديدها ومسايرة الأيام حال واقع الدهر. * مستوى النقد والدراسات النقدية ودور الجامعات في ذلك – هل ترى أنه تطور؟ * التطور إلى المراد والأفضل مبدأ ليس جديداً في حياة البشرية، والإنسان يساير أيامه وحياته، وأوضاع الحياة بتعليمها ومعارفها وما يستجد في الحياة بعامة مبدأ ليس غريباً على الإنسان عبر التاريخ، فالإنسان يعيش حياته بأيامها ولياليها ويتكيف معها، هذا ما يمكن التسليم به ومسايرته. * مواقف حصلت لك في حياتك سواء على المستوى الأسري أو العملي ما زالت حاضرة بذهنك؟ * كما قلت ويقول الناس إن الإنسان يعيش عصره وظروفه وأنا واحد من هؤلاء جيلاً وكفاحاً وسعياً وكداً وأقول وأمثالي الحمد لله. *هل تجد أن المثقف أخذ حقه من التكريم والاهتمام؟ * المثقف، وأنا أتحدث عن بلادي ووطني يقول الحمد لله والتكريم عندي أن يعيش المواطن آمناً في وطنه عنده قوت يومه آمناً في سربه. وخدمة الوطن واجب ديني وإنساني، والمثقف الحق الصادق يردد: الحمد لله، ذلك أن المال كما قيل غاد ورائح. * أين هي المثقفة من المشهد؟ * المثقفة كالمثقف لها ما لها وعليها ما عليها، وهي اليوم بارزة في وطنها لها حقها المتاح وهي بجانب المثقف أخذاً وعطاء لها حقها المشروع وهي جديرة بالتقدير والاحترام. عبد الفتاح ابو مدين Your browser does not support the video tag.