في مشهد يلخص تناقضات السياسة الإسرائيلية، أطلقت حركة حماس سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين ظهرت عليهم علامات الهزال الخفيف، بينما أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، بعضهم بدت عليه علامات سوء المعاملة داخل السجون الإسرائيلية. وهذا التبادل، الذي يأتي ضمن هدنة هشة في غزة، لم يخفِ ازدواجية الموقف الإسرائيلي، حيث تدين تل أبيب الحالة الصحية لرهائنها المفرج عنهم، بينما تتجاهل أوضاع آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يقاسون الانتهاكات خلف قضبان الاحتلال. ازدواجية إسرائيل وتُظهر الأحداث الأخيرة ازدواجية إسرائيل في التعامل مع ملف الأسرى. فبينما أدانت تل أبيب حالة الهزال التي بدا عليها الرهائن الإسرائيليون، لم يصدر عنها أي تعليق على الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا من سجونها في أوضاع متردية، وبعضهم نقل مباشرة إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وهذه المفارقة تعكس سياسة الكيل بمكيالين، حيث يتم تصوير الرهائن الإسرائيليين كضحايا، بينما يتم تجاهل معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون خلف القضبان لسنوات دون محاكمة عادلة، ويواجهون ظروفًا قاسية تصل إلى حد التعذيب الجسدي والنفسي. الضغط على نتنياهو وزاد الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه معضلة الاستمرار في الهدنة أو استئناف الحرب، حتى لو كان ذلك على حساب حياة عشرات الرهائن الذين ما زالوا في قبضة حماس. في المقابل، انتقدت الأوساط الفلسطينية إسرائيل في التعامل مع ملف الأسرى. حيث تتجاهل الانتهاكات التي يتعرض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، رغم أن هناك تقارير حقوقية وثّقت تعرضهم لسوء المعاملة، والتعذيب، والحرمان من الرعاية الطبية. المرحلة المقبلة ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في مراحله الحاسمة، تتجه الأنظار إلى مستقبل المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وسط مخاوف من انهيار التهدئة واستئناف القتال. فمن المقرر أن تمتد الهدنة الحالية إلى ستة أسابيع، لكن لا يزال مصير المرحلة الثانية غير واضح، خاصة مع تهديدات نتنياهو بعودة العمليات العسكرية. مرحلة حاسمة ومع استمرار الضغوط الدولية والداخلية، تبدو إسرائيل عالقة بين خيارين صعبين: إما التوصل إلى اتفاق جديد يطيل أمد الهدنة ويؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى، أو العودة إلى التصعيد العسكري الذي قد يجرّ المنطقة إلى مزيد من الفوضى والدمار. أبرز السيناريوهات المحتملة 1. تمديد الهدنة: يطالب الوسطاء الدوليون بتمديد وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق جديد يشمل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين، وهو ما قد يلقى دعمًا داخل إسرائيل، خاصة من عائلات الرهائن التي تضغط على الحكومة لتقديم تنازلات. 2. عودة الحرب: إذا انهارت المفاوضات، فإن إسرائيل قد تستأنف عملياتها العسكرية، وهو ما يهدد بمزيد من الدمار في غزة، ويعرّض حياة الرهائن المتبقين للخطر. 3. مساومات سياسية: قد تحاول إسرائيل استخدام ورقة الهدنة للضغط على حماس بشأن قضايا أخرى، مثل نزع سلاح المقاومة أو فرض ترتيبات أمنية جديدة في غزة، وهو ما قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات.