الشفافية هي إحدى القيم التي تلتزم بها المنظمات كجزء من ثقافتها التنظيمية، هي العمل وسط بيئة واضحة في الثقافة والأهداف والاجراءات والأنظمة، هي المبدأ الذي يسهم في التحفيز والتقييم الموضوعي، غياب الشفافية يفتح الباب لدخول الإشاعات. الشفافية أيضا مهمة أيضا للأفراد مثلما هي مهمة للمنظمات، هي مبدأ يساعد على التقييم والتطوير. المنظمة تستفيد من الشفافية في التقييم الذاتي وتحديد جوانب القوة والجوانب التي تحتاج إلى تطوير، أما إذا اتكأت على الماضي وما تحقق فيه من نجاح وإنجازات ورسم صورة ذهنية إيجابية في المجتمع دون تغيير يتكيف مع الظروف المتغيرة فهذا وضع يمكن أن يطلق عليه نرجسية المنظمة، هذه النرجسية تتواجد لدى الفرد حين يقف أمام المرآة طوال الوقت ويتغزل بنفسه. النرجسية لا ترحب بالتقييم من الخارج، المنظمة النرجسية تتغذى على نجاح من الماضي ولهذا لا تتقدم خطوة نحو المستقبل، النرجسية الفردية هي العلاقة الفاترة بين الفرد وبين التقييم الذاتي، النرجسي يطالب بالشفافية ولا يطبقها على نفسه. العامل المشترك بين نرجسية المنظمة ونرجسية الفرد هي عدم تطبيق مبدأ الشفافية، وبتعبير آخر عدم تقبل التقييم من الخارج والاكتفاء بالتقييم الذاتي أو الشفافية الذاتية التي تصل لدى بعض المنظمات والأفراد إلى مستوى النرجسية مما يعني التوقف عند أطلال منجزات سابقة وعدم الترحيب بأي جديد أو تقييم. الشفافية في بيئة العمل تعني الثقة و تطبيق مبدأ المشاركة والترحيب بالملاحظات والمقترحات والنقد الموضوعي، فإذا كانت النرجسية حاضرة تغيب المشاركة والتواصل والتفاعل والتناغم في بيئة العمل والنتيجة غياب التغيير نحو التطوير، الفرد النرجسي سيحول المنظمة إلى منظمة نرجسية. الشفافية ذات أهمية بالغة في عالم التربية، النرجسية التربوية تعني غياب الشفافية حينها يتكون لدى الأبناء أو الطلاب أن الأب أو المعلم حالة إنسانية بلا أخطاء.