ملامح العاصمة الرياض في تغير إيجابي وهي تقفز بسرعة بشكلها وحركتها الإنسانية، عندما كانت في الماضي كما أغلب المدن الخليجية يغلب عليها النمط السريع وحركة السيارات في طرق سريعة لا تعطي الإنسان فيها لحظات هدوء وتعامل مع الإنسان كما نشاهده في أغلب المدن الأوروبية العتيقة كلندن وباريس وفيينا مثلاً، ومن يشاهد حدائق وشوارع تلك المدن يحس أنه في مسرح بشري، وخاصة في أسواقها القديمة وقرب محطات النقل العام من مترو وقطارات، من أحاديث من يزورون تلك العواصم خاصة في موسم الصيف يقضون أغلب أوقاتهم في تلك الإجازات برياضة المشي لساعات طويلة، وهذه عادة اجتماعية وصحية لمن يمارسها في أي مكان في العالم، ولكن هناك مدن تفتح ذراعيها لساكنيها وزوارها لتفرض نمط حياة جيداً أو سيئاً عليهم، ولذلك اعتبارات عديدة، وقد يكون حقوق المشاة وأرصفة الشوارع وأمانها من العوامل المهمة في هذا السياق. الرياض العاصمة تعيش حالة حركة تنموية مستمرة منذ سنوات قريبة في طرقها وحدائقها، ومن يلاحظ الأعمال الإنشائية فيها يحس أننا في حلول أعوام قريبة سوف تكون العاصمة السعودية مدينة مريحة جاذبة للحياة ومحققة للسعادة والجودة الحياتية فيها، وهذه مشاريع خلفها جهات وقيادة رشيدة لتحقيق هذه القفزة التنموية في شكل المدينة. ومن ملامح هذا التغير ما شهدناه من بدء تشغيل منظومة «مترو» الرياض لحافلات النقل العام وخدمة المترو من أشهر قليلة، هذه القفزة في منظومة النقل العام سوف ترتقي بإنسانية المدينة وتخلق بيئة اجتماعية وثقافية من هذه المشاريع، فالناس فيها أصبحوا على تواصل يومي ولحظي في مشاوريهم بهذه الوسائل العامة التي سوف تخلق أنماطاً محددة من السلوك والثقافة لها علاقة بمنظومة النقل الجديدة، كنا في عزلة في سياراتنا نعرف الآخرين عن بعد إذا حاولنا وقد تكون المعرفة خشنة أو خطرة في الطرق وحوادث المرور في تلك المرحلة. هناك بعض التفاصيل المزعجة التي أتمنى أن تكون حلولاً مؤقتة في ذروة تدشين أو استجداد ظروف بعد تدشين بعض المشاريع الضخمة ومنها مشروع «مترو» الرياض الذي حظي بنجاح واستقبال منقطع النظير عكس من كانوا يراهنون على فشله مثلاً، خاصة أن ثقافة النقل العام غير موجودة عندنا نحن نتاج الطفرات الاقتصادية في العقود الماضية، المهم من الملاحظات السلبية هو تعدي عربات النقل الترددي من محطات المترو إلى الجهات العامة والخاصة، وللأسف أن هذه العربات صغيرة بالحجم وهي ليست بالعربة العادية أو الحافلة الكبيرة، لذلك نجد المشغلين لها في تلك الخطوط يستخدمون الأرصفة التي بعضها أو غالبيتها يفترض أن تكون للمشاة، وقد تمثل خطراً على حياتهم ومضايقة لهم في تلك الممرات المصممة أصلاً للمشاة وليس لأي نوع من وسائل النقل، وأعتقد أن هناك حلولاً كثيرة ومتعددة لعملية النقل من محطات «المترو» وإلى المراكز الحكومية والتجارية بطريقة سريعة وآمنة للجميع، فمفهوم النقل الترددي هو نظام نقل عام مرن يوفر خدمة سريعة وآمنة يعتمد على حافلات تسير في مسارات مخصصة بترددات تصل إلى دقائق، لا نريد نقلاً ترددياً على الأرصفة في الشوارع العامة، وقد تكون مقبولة وبمسارات واضحة وممنوعة على المشاة داخل حرم المنشآت ذات العلاقة.