أشاد الدكتور عبدالله غريب نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة رئيس اللجنة الإعلامية بتجربة النقل الإلكتروني التي سبق بها نادي الباحة الأدبي بقية الأندية الأخرى، مبينًا أن هذه التجربة لم تكن بسبب قلة الحضور الجماهيري كما يشيع البعض، مؤكدًا أنها أسهمت كثيرًا في انتشار وذيوع نشاطات النادي داخليًا وخارجيًا وخاصة في ملتقى الرواية الخامس مؤخرًا، كذلك أشارغريب إلى أن الحركة الثقافية في المملكة العربية تتميز عن غيرها بأنها تقوم على مبادئ لا تنفك عن الثوابت وتسير وفق ما خطط لها وهي حركة لا تتسم بالجمود، مبينًا أن لائحة الأندية الأدبية مرت بمخاض عسير مشيدًا بنهج الوزارة في فتح المجال أمام المثقفين والأدباء للتعديل والنقاش المفتوح حول هذه اللائحة بحثًا عن لائحة تحقق أعلى قدر من التوافق بما يشيع الاستقرار في الساحة الثقافية. واعتبر الدكتور عبدالله ما حدث للدكتور سعاد المانع أثناء مجريات الانتخابات في أدبي الباحة بأنه «سحابة صيف» مؤكدًا اعتزازه برجال الحسبة النظاميين في الباحة.. العديد من المحاور طي هذا الحوار.. * كيف تنظر إلى تجربة النقل الإلكتروني للأمسيات في ظل قول البعض بفشل الفعاليات جماهيريًا وإلكترونيًا؟ ** أولًا رضاء الناس غاية لا تدرك، وبعض ذوي الاتجاهات المحددة أشد من غيرهم من عامة الناس في نسبة قبول الأشياء لأن مطالبهم أحيانًا كثيرة لا تنتهي، وعلامات الاستفهام لديهم تبقى معلقة لا تقبل الإجابات التي لا تطابق توجهاتهم كما هي العربة أحيانًا قبل الحصان، فتجد الإجابات حتمية الدلالة لأسئلة قد لا تكون موجودة أصلًا، وقد تصل إلى أشبه بقصة البيضة والدجاجة وأيهما أسبق في الوجود. وبالنسبة للتقنية الحديثة فقد تذكرت وأنا أجيبك على الأسئلة قصة حدثت في الباحة تعليميًا عندما كان سعادة الأستاذ محمد علي الزهراني نائب رئيس التحرير في صحيفة «المدينة» ومديرًا لإحدى مدارس الباحة سابقًا حيث قام بعمل أول برنامج حاسوبي لإخراج شهادات طلاب مدرسته واعتبرها من وجهة نظره خطوة غير مسبوقة وهي كذلك، ولكن واجهه بعض المسؤولين حينها بالانتقاد واعتبروا ذلك عملًا غير مقبول، وأوفدوا للمدرسة مشرفين تربويين يتحققون من الوضع وكأنها جريمة ارتكبت، إلا أنه أصر على استخدام التقنية وحقق بها سبقًا اليوم أصبح شيئًا من الماضي بعد دخول التقنية في كل صغيرة وكبيرة في المدرسة والمنزل وأصبحنا نشاهد في هواتفنا الخلوية كل ما يحدث على الكرة الأرضية مباشرة لحظة بلحظة ومنها النقل المباشر الذي تقصده تحديدًا في سؤالك وبالذات نقل نشاطات النادي الأدبي بالباحة باعتباره أول من خاض هذه التجربة ابتداء من ملتقى الرواية، فهي تجربة جديدة ولكنها بالتأكيد مفيدة لمن هم خارج النادي سواء في داخل المملكة أو خارجها عربيًا وعالميًا بدليل أن رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني وأنا شخصيًا بحكم رئاستي للجنة الإعلامية والإخوة أعضاء مجلس الإدارة بل وحتى أعضاء بعض اللجان تلقينا اتصالات من دول عربية وأوروبية بالذات من الطلاب الذين يتلقون تعليمهم خارج المملكة وبعض الملحقيات الثقافية والتعليمية يؤكدون أنهم عاشوا معنا ذلك النشاط أو تلك الملتقيات ومنها ملتقى الرواية وملتقى الشعر وحتى المحاضرات التي أقامها النادي في مقره بالباحة وكأنهم بيننا في القاعة، ولا أعتقد أنها تؤثر تأثيرًا كبيرًا ومن يعتبرها كما ذكرت فشلًا جماهيريًا فالإجابة لديه أكثر من أن تكون لدى النادي أو الأندية الأخرى التي خاضت نفس التجربة التي خضناها والفشل الجماهيري قد لا يتحمله النادي كمؤسسة ثقافية ولا من يدير دفته بل بالتأكيد يشاركه في ذلك المثقفون الذين يحجمون عن ولوج أبوابه وقاعات نشاطاته بلا حجة دامغة وهذه الشماعة أصبحت صدئة، ومن خبرة وتجربة فالنادي الأدبي بالباحة لا يزال بخير في نسبة حضور الأنشطة بوجه عام والملتقيات على وجه التحديد وقد شهد بذلك مثقفون وإعلاميون ونقاد كثر سواء من الداخل أو من الخارج ولدينا ما يثبت ذلك ونعتز بحضورهم وآرائهم وعلى رأسهم رؤساء أندية أدبية أفصحوا عن ذلك في ملتقيات جمعت رئيس النادي بهم والنادي مشرع الأبواب أمام المثقفين نرحب بهم في أي وقت، فالنادي منهم ولهم وبدونهم لا يمكن النهوض والقيام بمسؤولياته ومهامه الثقافية التي حددها النظام أو يراها الجمهور تحقق العائد الثقافي. مخاض عسير * وزارة الثقافة والإعلام تركت الباب مفتوحًا لتعديل لائحة الأندية الأدبية.. فما هي مقترحاتك؟ ** مرت لائحة الأندية الأدبية بمخاض عسير خلال السنوات التي مضت، وكان هدف الوزارة ووكالتها للشؤون الثقافية وتحديدًا الإدارة العامة للأندية الأدبية أن تلبي طموح ومطالب الأدباء والمثقفين على مستوى المملكة مناطق ومحافظات، بل وأشركت جهات أخرى في طرح ما لديها من رؤى ومقترحات تهم الشأن الثقافي كما طالبت أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية بتدارس الأمر وبعث ما لديهم من آراء في جميع ما يخص الأندية وإداراتها إداريًا وماليًا وثقافيًا وتلقت سيلًا من هذه الأفكار بالتأكيد كلها تصب في إعلاء الشأن الثقافي لا سيما وأن المملكة تعيش طفرة معرفية يقودها أكاديميون داخل الجامعات وخارجها ومثقفون وأدباء من الجنسين وبالتالي تم تعيين لجان عقدت اجتماعات كثيرة وخلصت إلى نتائج ولم تأخذ بها الوزارة للوهلة الأولى بل أعادتها ثانية وثالثة إلى الأندية وإلى أصحاب الشأن من ذوي الخبرات الكبيرة لتنقيحها وصولًا إلى ما يسمى بزبدة الآراء وخرجت اللائحة وتعرضت للنقد في وسائل الإعلام ونوقشت في أكثر من موقع متاح للرأي العام وتم تعديل بعض فقراتها وحذف بعضها وإضافة فقرات جديدة وكل ذلك في سبيل الوصول إلى ما يريده الرأي العام الثقافي والأدبي ومع كل هذا لا تزال النقاشات على أشدها لكنها تميل أحيانا للتكرار كما هي المطالب بزيادة الميزانيات السنوية بعيدًا عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين التي منحها للأندية، لكني هنا أطالب بنفس الطلب وزيادة بحيث ترفع الميزانية إلى مليونين. أما ما يخص المشاركة بالأفكار وتفعيل لائحة الأندية الأدبية فاعتقد أن الوزارة وإدارات الأندية الأدبية قد طرحت المجال لعموم المثقفين عبر الوسائل المتاحة ولم تقتصر على فئة دون أخرى حتى ظهرت بشكلها المقبول وأعتقد أن اللائحة ستشهد الجديد وكل ذلك من قراءات المثقفين وما يريدونها تكون عليه ومع كل ما قدَّم من جهود وما عقد من لجان وما طرح من أفكار سيظل عملا بشريًا دون درجة الكمال وهذا يعني أن اللائحة سوف تستوعب أفكار الماضي والحاضر والمستقبل وأنها سوف تسهم في بناء الثقة بين هذه المؤسسات الثقافية وبين المثقفين حتى نصل بإذن الله إلى المستوى المنشود وتفعيل اللائحة من وجهة نظري هو المشاركة في الأنشطة والحضور وتبقى الأمور المتعلقة بمسؤوليات الوزارة والأندية محل نظر واختلاف في وجهات النظر. سحابة صيف * تعرض أدبي الباحة لكثير من الانتقاد من قبل البعض بسبب اعتلاء سيدة المنصة.. فكيف واجهت تلك الانتقادات؟ ** ما حدث في الباحة أثناء الانتخابات لعضوية مجلس الإدارة الحالي كتجربة أولى خاضتها جميع الأندية الأدبية بنجاح بفضل بعد نظر المسؤولين في وكالة الوزارة والإدارة العامة للأندية الأدبية لا أعتبرها انتقادات بالمعنى الصحيح وإنما هي وجهات نظر طرحها المحتسبون للجنة التي أشرفت على الانتخابات وهي مخولة من وزارة الثقافة والإعلام ككيان له نظامه الذي شهد تطورًا متلاحقًا وسريعًا ونوعيًا في جميع مجالات خدماته للمواطنين ومنها الاهتمام بالمرأة وإشراكها في الشأن الثقافي حضورًا ومشاركة والمرأة السعودية أثبتت تفوقًا ونجاحًا في شتى المجالات بما فيهم ربات البيوت اللاتي تفرغن للتربية والقيام بشؤون الأسرة بعيدًا عن ساحات العمل خارج المنزل وزاد ذلك باعتلائها منصات التتويج محليًا وخارجيًا والعمل البناء الذي رفع من سمعة المرأة السعودية ومنهن الدكتورة سعاد المانع التي شاركت في لجنة الانتخابات بالباحة فهي قديرة وجديرة بالاحترام إذ تخرج على يديها الكثير من طلاب وطالبات العلم وكلنا في هذه البلاد محتسبون لأننا مسلمون ونؤمن بمبادئنا التي تربينا عليها ونعرف تقاليدنا التي نشأنا بها لكنها تخضع للتطوير في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ولا تخرج عن ثوابتنا، وما حصل أعتبره سحابة صيف انتهت دون إخلال ببرنامج الانتخاب. وبالتأكيد من احتج على اعتلاء امرأة على المنصة هم إخوة لنا ونقدر لهم غيرتهم على الدين ونرحب باجتهاداتهم التي حتمًا ستكون محل نقاش من قبل جهات أكثر دراية بمصالح المواطنين ونعتز برجال الحسبة النظاميين في هيئة الباحة التي نفت حينها ضلوع أحد من طرفها للقيام بالاحتجاج واعتبروه شأنًا شخصيًا لبعض المحتسبين الذين نكن لهم كل الاحترام فكما هو الصواب موجود فالخطأ والنسيان أيضًا موجود وأبواب الاجتهاد مفتوحة وما يخص مشاركة المرأة يكاد يكون شبه محسوم لصالحها في الشأن الثقافي والتربوي والتعليمي والطبي وما قد يطرأ من أنشطة جديدة وأعمال تهم الحياة وصيرورتها. ثقافة مبادئ وثوابت * كيف ترى الحركة الثقافية في الخليج عامة والمملكة خاصة؟ ** الحركة الثقافية في المملكة تسير وفق ما خطط لها وهي حركة لا تتسم بالجمود ولا الثبات لأنها تساير العصر وعجلته المتسارعة لكن الذي يميز الحركة الثقافية في المملكة أنها تقوم على مبادئ لا تنفك عن الثوابت التي تستقي الدولة بأكملها قيادة وحكومة وشعبًا جميع شؤونها من القرآن والسنة والأنظمة التي تحافظ على مكانة الإنسان وبناء عقله بعيدًا عن الانفتاح غير المحمود فالثقافة لدينا رصينة والدليل على هذا أن مشاركات المملكة سواء الداخلية أو الخارجية عبر مؤسساتها الثقافية وأنديتها الأدبية سواء كانت تابعة لوزارة الثقافة والإعلام أو جهات أخرى كالجامعات والحرس الوطني وأرامكو والهيئة العليا للسياحة ووزارة التربية والتعليم وجهات أخرى لا يحضرني اسمها كلها تعمل في هذا الإطار وتساهم في تثقيف المجتمع وتلاقي ثناء عطرًا في الداخل والخارج عبر مهرجانات ومشاركات دولية ومحلية ولا أدل على ذلك من مهرجان التراث والثقافة الذي يتبع الحرس الوطني ويقام على أرض الجنادرية كل عام هذا المهرجان الذي أصبح منارة فكر وساحة ثقافية جمعت شتات ما يشبه قارة هي المملكة العربية السعودية بحدودها الأصلية والفرعية بل وأصبح الحضور له مطمح المثقفين عربًا وعجمًا والثقافية الخليجية وإن وجد بين دول مجلس التعاون الخليجية تباين في نوعية الأنشطة وكيفيتها إلا أنها تسير أيضًا وفق خطط وبرامج شبه موحدة من حيث المحافظة على العادات والتقاليد والعقل الخليجي وكثيرة البرامج والنشاطات التي تقدم بمشاركة مواطني دول المجلس وهناك مؤسسات ثقافية وإعلامية مشتركة بين دول المجلس بالتنسيق بين وزارات الثقافة والإعلام والجهات الإعلامية التابعة لها كدليل على اللحمة الثقافية التي لا تنفك عن لحمتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. على صهوة جواد واحد * البعض يتهم النادي بإهمال مثقفي منطقة الباحة.. فما قولك؟ ** النادي الأدبي بالباحة لم يكن بدعًا من الأندية في الانتقادات، فقد طال ذلك كل الأندية وإن كان ذلك يعد ظاهرة صحية إلا أنه يجب أن يكون النقد بنّاءً وموضوعيًا للوصول إلى ما يعزز العمل الثقافي الخلاق الجماعي بعيدًا عن التثبيط والانتقاص من جهود الآخرين أو تتبع الهفوات التي لا تمس صلب الهدف بقدر ما تكشف أحيانًا سوء الظن والنادي الأدبي بالباحة مد ويمد يده عبر إدارة مجلسه لعموم المثقفين فهم وجد من أجلهم وما يقام فيه من أنشطة وما يقيم من ملتقيات بالتأكيد تهم جميع أطياف المجتمع ولدينا خطة للتواصل مع المثقفين سواء داخل لمنطقة أو خارجها عبر وسائل الاتصال والإعلان المتاحة ومنها خدمة الرسائل والتواصل المباشر هاتفيا مع المثقفين والإعلان عبر موقعه الإلكتروني وعبر الصحف الورقية والإلكترونية ولم ندخر جهدًا في سبيل إرضاء الجمهور بشكل مستمر ودائم حتى عبر أمسياته دائمًا ما يدعوهم رئيس النادي للمشاركة وبالتالي فلدينا رصيد من المثقفين الذين ساهموا ويساهمون معنا أما من يرى أننا لا بد أن ننقل النشاط إليه مباشرة فقد عملنا بهذا في المحافظات وفي الجامعة وفي التعليم العام وفي المواسم التي تخص الباحة كما هو برنامج التنشيط السياحي في الصيف والشتاء ولا توجد خصومة ثقافية مع أحد فإصداراتنا وجداول نشاطاتنا ومشاركاتنا خارج الباحة تعطي مؤشرًا إيجابيًا بأننا نبحث عن الكل ونحتضن المواهب من الشباب وننميها ونشجعها ونقدمها للساحة الثقافية ولدينا أدلة كثيرة لا مجال لحصرها ونحن كمجلس وعموم المثقفين نمتطي صهوة جواد واحد يركض نحو تثقيف المجتمع كما هو الهدف الذي رسمته وقامت من أجله الأندية. ماركة مسجلة * على أي وجه تقيّم ملتقى الرواية الخامس.. وهل هناك آلية جديدة في دوراته المقبلة؟ ** ملتقى الرواية الخامس حقق نجاحًا كالملتقيات الأخرى لأنه امتداد لما سبق في مجال الرواية منذ انطلاقته في عامه الأول والجديد فيه جدّة الموضوعات المطروح للبحث واتساع دائرة المشاركة بين المهتمين بالرواية على مستوى محلي وعربي ودولي، ومما لا شك فيه فإن نادي الباحة الأدبي قد حقق قصب السبق في التواصل والاتصال والتوالي لهذا الملتقى الذي أصبح من الملتقيات العربية التي يشار لها وينتظرها المثقفون والنقاد والروائيون بل وأصبحت الموضوعات التي تثار فيه محل اهتمام الباحثين في الأوساط الثقافية والأكاديمية في الجامعات بعد أن رصعت الكتب التي تخرج عن هذا الملتقى جبين المكتبة العربية لكبار النقاد والروائيين وهذا أكبر دليل على نجاح الملتقى في سنيه الخمس التي حضرها أكثر من خمسمائة مثقف شاركوا في البحوث وأوراق العمل وفي مناقشات أثرت الملتقى وجعلت منه علامة بارزة وماركة مسجلة لأدبي الباحة. أما الجديد فبالتأكيد أنه في نسخته ودورته السادسة سواء في عهد المجلس الحالي أو المجلس القادم سيحظى بالجديد من حيث الموضوعات أو من حيث الحضور أو المشاركات إلا أنه سيسبقه ملتقى الشعر الذي سيقام العام المقبل ويبقى الحديث عن ملتقى الرواية السادس سابقًا لأوانه الآن. قناعة وحضور * كثير من المثقفين لا يرون في الأندية الأدبية إلا مكانًا للاجتماعات الصورية وطباعة الكتب فقط.. فكيف يكون الرد عليهم؟ ** من يظن أن الأندية الأدبية مجرد اجتماعات صورية فهو بالتاكيد لا يعرفها إلا من خلال مجالس تغرد خارج سرب الثقافة فيأتي الحديث عرضًا عن الأندية كما هي بعض المؤسسات الأخرى فيكال لهذه وتلك اتهامات لا تستند إلى أدلة مقنعة، وكثيرًا ما تكون هذه الاتهامات من أناس محدودين لهم أهداف معينة بعضها يصل إلى شخصنة النقد والانتقاد. بالتأكيد هناك اجتماعات شهرية وبعضها استثنائية بحسب ظروف وحاجة العمل ولكنها ليست صورية فلها جداول عمل وتحظى بآراء واقتراحات تصب في معين النجاح في العمل الثقافي وهي من بين بنود وفقرات اللائحة سواء ما يخص مجلس الإدارة أو اللجان العاملة في النادي أما طباعة الكتب فهو هدف عريض وكبير لأنه يعبر عن المخزون الثقافي لجمهور النادي وللعلم فإن نادي الباحة الأدبي قد طبع أكثر من مائة عنوان معظمها إبداع في مجالات القصة والشعر والرواية والفكر وسبق أن أعلن النادي في العام الماضي أنه لن يطبع غير الإبداع والتزم بهذا كما خصصنا هذا العام للمواهب من الشباب المبدع والاهتمام بنتاجهم وهذا لا يعيب الأندية الأدبية بقدر ما يعزز مكانتها وثقة المؤلفين فيها ولدينا سنويًا جناح في المعرض الدولي للكتاب بالرياض أتمنى من المثقفين زيارته ومشاهدة إصدارات النادي وهذا يمكن أن يندرج على جميع الأندية إذ تتبارى في استقطاب المبدعين لطبع نتاجهم وتسويقه وللمعلومية فإصداراتنا وصلت معظم البلدان العربية والأوروبية من خلال معارض الكتاب التي تقام في كل بلد ولدينا مؤسسة تطبع كتبنا وتسوقها عالميًا ولا يضير أن يقال إننا نسرف في طباعة الكتب فنحن نعتبرها وسام فخر للنادي أن يكون سباقًا في هذا المضمار. أما كون أنشطة الأندية الأدبية غير جذابة وحتى لا أستأثر بالإجابة عن الأندية علمًا أن نشاطاتها تكاد تكون متشابهة إلا أن النشاط الثقافي بوجه عام لا يخرج عن أمسيات ثقافية وأخرى أدبية في مجالات الشعر والقصة والرواية وطباعة الكتب واستقطاب المواهب الشبابية وتقديمها للجمهور والمشاركات الوطنية وخدمة المجتمع ثقافيًا وفكريًا، وفي نادي الباحة الأدبي خصصنا يومًا للسمرات الثقافية وبرنامجًا لحوار بين المسؤولين في القطاعات الخدمية والمواطنين ونشارك في المناسبات الموسمية ونكرم المبدعين والمؤلفين والذين أسهموا في دفع عجلة الثقافة في المنطقة والكتاب والإعلاميين ولدينا شراكات مع جامعتي الملك سعود وجامعة الباحة والتعليم العام والحوار الوطني وأعتقد أن هذه البرامج وما في حكمها لا تخرج عن الأهداف التي رسمت لهذه الأندية ومن لديه أفكار جديدة فعليه أن يتقدم لمجلس إدارة النادي وبالتأكيد متى ما كانت بناءة وهادفة وتقع في دائرة اختصاصه ومسؤولياته ستجد منا الترحيب والتطبيق. أما كونها غير جاذبة فهذا يعود للمثقف وللنادي في وقت واحد فالنادي عليه مسؤولية اختيار الضيوف المشاركين والموضوعات العصرية والتي لها في الحراك الثقافي والمجتمعي أهمية قصوى وعلى المثقف أن يحضر ويستمع ويداخل بما يراه إثراء للموضوعات المطروحة أما وأن يبقى بين أربعة جدران أو لا يتواصل مع النادي ولا يعرف أين موقعه فحري به أن يكون أكثر إنصافًا وإنصاتًا فالحق يعلو ولا يعلى عليه ومع هذا فجمهورنا المثقف في الباحة أكثر قناعة بما يقام من نشاطات وأكثر حضورًا نسبة لما قد يعرفه البعض بالنسبة للحضور في غير الباحة. تحسس من المشاركة * لكن البعض يرى أن نشاطكم الثقافي غير جاذب فما السبب.. وكيف يمكن استقطاب الزوار لهذه الانشطة؟ ** مجتمعنا قد يكون فيه بعض التحسس في المشاركة المجتمعية أكثر من المجتمعات الأخرى ليس في مجال الثقافة فحسب ولكن في مجالات أخرى وهذا يعبر عن كفاءته وقدرته في المساهمة في أي مجال فكل يرى أن من حقه الوصول لأي موقع فيما يخص عضويات المجالس سواء الحكومية أو منظمات المجتمع المدني وبالتالي تكون الحساسية مفرطة أحيانًا بدليل أنه حتى الانتخابات في مجالس الأندية الأدبية والمجالس البلدية كانت ولم تزل عرضة للنقاش الذي يفضي أحيانًا إلى القناعة حتى ولو كانت مقنعة لكن دعنا نأخذ الأمور من زاوية ثانية فلو لم يصل زيد لوصل عمر وكلاهما يحملان كل أو بعض ما يستحق منهما المكان والزمان وتظل المحبة سائدة بين الجميع ما دام الهدف خدمة المجتمع أيًا كان طيفه وتوجهه ولعلي أدلل بدليل يخصني شخصيًا ففي نادي الباحة الأدبي عملت منذ أن رأى النور تحت سماء المنطقة عام 1415ه وتنقلت في عدة مواقع ولم يكن في بالي يومًا ما أن أنافس أحدًا على العضوية في المجلس لما يزيد على اثني عشر عامًا تقريبًا وكنت أعمل مع رئيس المجلس الشيخ سعد المليص متعه الله بالصحة وبقية أعضاء النادي ولم أذيل يومًا من الأيام اسمي بعضوية النادي في مقالاتي في الصحف والمجلات لأن نظرتي كانت فقط لما أنا فيه وموكل به حتى تم تعييني في المجلس السابق لخمس سنوات وفي المجلس الجديد الحالي بالانتخاب نائبًا لرئيس النادي وأعتز وافتخر بكل من عملت معهم سابقًا ولاحقًا فقد صقلت تجربتي الإعلامية والثقافية بما وجدته لديهم من خبرات وهذا يعني أن من يريد العمل والمشاركة في النادي الأدبي سيجد من يرحب به ويتبنى أفكاره ويصقل مواهبه ويتيح له الفرصة للبروز في المحافل أما وإن كنا لا نفكر إلا في باب العضوية فقط فهو ليس موصدًا بدليل أن النادي يدعو للتواصل والانخراط في الجمعية العمومية لعدة مرات وبكل الوسائل الإعلامية إلا أن الإحجام عن ذلك تدل عليه أعداد الملتحقين بالجمعية الذين قد لا يصل عددهم أصابع اليدين! فهل هذا ذنب النادي أو مجلس الإدارة أم ماذا نسميه!