حديث خادم الحرمين عن التطور الشامل الذي تعيشه المملكة هو واقع نلمسه يومياً من خلال الحركة الإيجابية الدائمة باتجاه الغد، فبلادنا تعيش مرحلة مفصلية متسقة مع تطلعاتنا إلى مستقبل أفضل مختلف لن يقتصر مردوده على واقعنا الحالي بل يؤسس للأجيال القادمة أن تعيش في ظروف تتماشى مع متطلبات المستقبل وظرف التحول الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. زيارة خادم الحرمين التاريخية إلى جمهورية روسيا الاتحادية والتي هي بمثابة نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين تأتي في إطار العلاقات المتزنة المتنوعة مع دول العالم التي تتميز المملكة بعلاقات جيدة معها تصل في حالات كثيرة إلى مرتبة الشراكة الإستراتيجية وهذا بكل تأكيد يكون في صالح المملكة كما هو في صالح الدول المعنية، فالعلاقات بين الدول تقوم على المصالح المتبادلة وأهميتها وانعكاساتها الداخلية والخارجية. الكلمات الضافية التي ألقاها الملك في موسكو حملت الكثير من المضامين المهمة على صعيد مواقف المملكة السياسية والاقتصادية التي هي ثوابت عُرفت وتميزت بها، وأكدت على ثوابت الحق والعدل والتنمية وتعزيز الشراكة وإطلاقها إلى آفاق أرحب متعدد الأوجه بما يخدم المصالح المشتركة ويعززها ويقودها إلى نقلة نوعية مع قطب من أقطاب القرار الدولي وقوة اقتصادية عالمية تؤدي الشراكة معها إلى تحقيق منافع عدة تصب في مصلحة الدولتين. زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا حظيت باهتمام الإعلام الدولي، بل إن صحيفة الغارديان البريطانية وصفت الزيارة الملكية إلى روسيا أنها "تحول في هياكل القوة العالمية" لما لها من أهمية على كافة الأصعدة، فالمملكة وروسيا هما أكبر منتجين للنفط، والاتفاق الذي تم عقده بشأن خفض الإنتاج أدى إلى تحقيق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين وإلى استقرار سوق النفط العالمي وهو أمر غاية في الأهمية ينعكس إيجاباً على حركة الاقتصاد الدولي. توازن السياسة السعودية ومكانتها الدولية تساهمان في قيادة العالم إلى وضع أسس الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو أمر دائماً ما حرصت المملكة على تعزيزه وتنميته من أجل عالم أفضل.