باهتمام بالغ تتابع أسواق النفط العالمية الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اليوم إلى دولة روسيا الاتحادية؛ لأهميتها وثقلها على مختلف الأصعدة؛ حيث أولتها الكثير من الصحف الأجنبية التحليل والقراءة في استشرافٍ أولي لمخرجات الملفات المتنوّعة التي قد يتم بحثها خلال هذه الزيارة وفي مقدمتها "النفط". ورمى عددٌ من خبراء النفط التأكيدات التي تشير إلى أن الأسواق النفطية تراقب هذه الزيارة باهتمام كبير؛ لمعرفة القرارات التي ستكون عوامل مؤثرة بالفعل في مسار النفط وأسواقه العالمية، تكللت مساعي الدولتين بالنجاح في شراكتهما الإستراتيجية نحو تعافي مستويات الأسعار لتبقى ضمن حدود مرضية لم تكن كذلك قبل عامٍ تقريباً. حول ذلك قال محلل أسواق النفط الكويتي الدكتور محمد الشطي عندما نتحدث عن زيارة لخادم الحرمين الشريفين إلى روسيا فبلا شك أنها زيارة مهمّة تراقبها الأسواق النفطية عن كثب؛ كون المملكة وروسيا شريكين في اتفاق منظمة الأوبك والمنتجين المستقلين لخفض إنتاج النفط ب 1.8 مليون برميل يومياً انطلاقاً من يناير 2017 م وحتى نهاية مارس القادم للعام 2018 م، ونحن بذلك نتحدث عن شراكة حقيقية بين أكبر دولتين في العالم بالنسبة لإنتاج النفط، حيث تنتج روسيا الاتحادية 11 مليون برميل يومياً والمملكة وصل أعلى إنتاج لها قبل الاتفاق ل 10.8 ملايين برميل يومياً. وذكر الشطي أن المملكة وروسيا تقدمان أكبر التضحيات لاستعادة توازن أسواق النفط فالمملكة تعهدت بخفض 500 ألف برميل يومياً من إنتاجها، وروسيا كذلك تعهدت بخفض 300 ألف برميل يومياً من إنتاجها للنفط الخام، كما أنهما -أي المملكة وروسيا- القوّة المحرّكة لاتفاق التعاون لخفض الإنتاج، والحرص على التزام الدول وزيادة عددها في ذلك الاتفاق، وزيارة خادم الحرمين الشريفين تحظى بأهمية بالغة ومتابعة كمحاولة للقراءة المستقبلية للمؤشرات التي تدور حول قرار تمديد اتفاق التعاون لخفض الإنتاج بعد نهاية شهر مارس 2018م، بالإضافة إلى كيفية تشكيل هذا التحالف الذي أكمل حالياً التسعة أشهر خلال الفترة القادمة التي تلي مارس القادم وما هي آفاق التعاون؟ إلا أن إجابات هذه الأسئلة لا يملكها إلا المملكة وروسيا. وذكر أن هنالك توافقاً على تأسيس صندوق للاستثمار في مشاريع الطاقة وتطويرها وإيصال الطاقة بأمان لأكبر عدد ممكن، والاستفادة من التطبيقات الآمنة لاستخدام الطاقة النووية وكفاءته كذلك البحث العلمي للطاقة. وأضاف بقوله خلاصة القول إن الأسواق النفطية تراقب هذه الزيارة من بدايتها إلى نهايتها؛ لمعرفة القرارات التي ستؤثر على مسار الأسواق واستقرارها، حيث إن الشراكة والإستراتيجية التي نهجتها المملكة وروسيا ساهمتا حقيقةً في تعافي الأسعار لتبقى عند معدلات مرضية لم تكن موجودة خلال عامٍ مضى، كما أن هنالك مشاريع في مجال الطاقة بين المملكة وروسيا اللتين تعدّان من أكبر الدول المنتجة للنفط.