جملة من التطمينات وجاهزية الإجراءات اللازمة هي ما كانت الأسواق النفطية بحاجته، حيث حمل اجتماع قادة النفط في روسيا مساء أمس خريطة الأسواق العالمية لبقية العام الحالي 2017م ووصولاً للثلث الأول من العام 2018م بحسب قراءة خبراء ومختصي أسواق النفط. وجاءت التأكيدات من وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح مشيرة لجاهزية قطبي الإنتاج العالمي المملكة وروسيا لتصحيح مسار الأسواق والحدّ من وطأة العوامل المؤثرة في تعافيها . يقول الدكتور محمد الشطي جاءت أول الردود حول اجتماع روسيا من قبل مؤشر أسعار النفط الذي شهد ارتفاعاً نسبياً، نظراً للأجواء الإيجابية التي تزامنت مع الاجتماع؛ حيث تم الإشادة بنِسَب الالتزام غير المسبوقة باتفاق تعديل الإنتاج خلال الستة أشهر الأولى من عام 2017 وما نتج عنها من خفض في الفائض والمخزون النفطي لبلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 90 مليون برميل مع نهاية شهر يونيو، كما جاءت توقعات بارتفاع النسب خلال الأشهر القادمة مع زيادة التزام الدول الضعيفة في ذات الأمر مسبقاً. وأوضح أن مخرجات الاجتماع شهدت توقعات بالتحسن في أساسيات السوق النفطية خلال النصف الثاني من العام الحالي والتي يرتفع معها الطلب على النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميا، وكذلك الطلب على نفط الأوبك بما يسمح باستيعاب الزيادات المتوقعة في المعروض، بالإضافة إلى التعامل مع آليات جديدة للتأكد من الالتزام باتفاق تعديل الإنتاج تشمل متابعة الصادرات، واقتراح الاستمرار في اتفاق تعديل الإنتاج ما بعد نهاية شهر مارس2018، وهو تطور تم الاتفاق عليه في المؤتمر الوزاري السابق من خلال التأكيد على الاستمرار في اتفاق تعديل الإنتاج لحين عودة المخزون النفطي إلى المستويات الطبيعية، وقد أكدت المملكة دعمها إذا احتاج الأمر الاستمرار في اتفاق التعاون ما بعد شهر مارس القادم. بدوره قال كامل الحرمي -محلل نفطي- اجتماع روسيا كان تعزيزاً لأسس التفاهم المشترك فيما بين قادة النفط لتعزيز سعر البرميل عند معدلات مناسبة في إطار الخمسين دولاراً، وبطبيعة الحال لن يكون هنالك التزام 100%، لذلك وجب توقّع الخروقات في هذا الشأن والعمل على تلافيها وإيجاد الحلول المناسبة حال ذلك. إلى ذلك قال الدكتور فهد المبدّل -خبير نفطي- كان الاجتماع تأكيداً للتوقعات السابقة باستمرارية الاستقرار بداخل الأسواق النفطية؛ حيث إن التعاون الاقتصادي فيما بين كبار منتجي النفط سيساهم استقرار أسواق النفط بقية العام الحالي وربما للثلث الأول من العام 2018 م. وأضاف هنالك عوامل إيجابية ستساهم في تحسن أداء الأسواق من أهمها زيادة الطلب العالمي على النفط 100 مليون برميل يومياً خلال الشهر الجاري.