دفع التزام منتجي النفط باتفاق تخفيض الإنتاج إلى تعزيز قناعة مراقبي الأسواق النفطية العالمية بهذا الالتزام، وهو الأمر الذي ساعد المضاربين بداخل الأسواق إلى تعزيز مراكزهم في الأسواق الآجلة بحسب المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي. وقال الشطي ل"الرياض" ساهمت المؤشرات الإيجابية بداخل الأسواق في حدوث تماسك في أسعار النفط وذلك مع دخول اتفاق منظمة الأوبك حيّز التنفيذ يناير الجاري 2017م، كما أدّت قناعة مراقبي الأسواق بالالتزام التام لمنتجي النفط بالخفض إلى تعزيز مراكز المضاربين في الأسواق الآجلة. وذكر الشطي أن ذلك مما شجع أسعار النفط على التعافي خصوصا مع وجود أنباء حول إخطار المستوردين في آسيا بالخفض في برامج التحميل الشهرية، كذلك المستوردين الآخرين في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، حيث تُظْهر التقديرات الأولية أن دول الأوبك قد قامت بخفض إنتاجها للنفط خلال شهر يناير 2017م عن مستويات الإنتاج في شهر ديسمبر 2016م وذلك تماشياً واتفاق خفض الإنتاج في 30 نوفمبر 2016م، وهو ما دفع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالمملكة المهندس خالد الفالح للتصريح بأنه فعليا قد تم سحب 1.5 مليون برميل يومياً من السوق النفطية خلال شهر يناير الجاري، وبطبيعة الحال يعدُّ تطوراً إيجابياً بالنسبةِ للسوقِ النفطية؛ لأنه يعني عدم ارتفاع الإنتاج، بل تم خفض الإنتاج باتجاه التوازن كما أن هنالك إجماعاً بين المراقبين أن روسيا قد خفضت إنتاجها فعلياً خلال شهر يناير 2017م، ويعزو البعض ذلك بسبب الظروف القاسية التي يفرضها الشتاء وتتأثر معها عمليات الإنتاج، ولكن المهم في نهاية المطاف هو جدية اتفاق الخفض بين المنتجين، وكذلك مسارعة المنتجين للتأكيد على قيامهم بالخفض من خلال إخطار عملائهم، وبدا ذلك واضحاً في التصريحات الصادرة عن المملكة والكويت والعراق. وأضاف الدكتور محمد الشطي يبدو أن الاتفاق يحظى بقبولٍ واسعٍ من قِبَل المراقبين من حيث وجود لجنة مشتركة لمراقبة الإنتاج تهتم بمتابعة التزام المنتجين باتفاقهم في خفض إنتاج النفط وتعقد أول اجتماع لها في فيينا يناير الجاري، كما أنه لابد من النظر في توفير أجواء إيجابية داخل أسواق النفط من خلال توقعات الصناعة التي أكدت تنامي الطلب وتقلص المعروض باتجاه التوازن وسحب المخزون وتعافي الأسعار، وهذا ما ذهبت إليه سكرتارية منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية. ووفقاً لرويترز قال وزراء الطاقة أمس الأول إن دول أوبك والدول غير الأعضاء بدأت خفض إنتاجها النفطي على نحو قوي بموجب أول اتفاق من نوعه في أكثر من عشر سنوات مع سعي المنتجين للحد من تخمة المعروض ودعم الأسعار، وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بعد أول اجتماع للجنة مراقبة الاتفاق "الاتفاق ناجح كل الدول ملتزمة بالاتفاق، النتائج تفوق التوقعات"