بينما كان الإعلاميون في قاعة مؤتمر المدربين ينتظرون من المدير الفني لفريق الهلال الأرجنتيني رامون دياز تعليقا هادئا مثل عادته في كل المؤتمرات السابقة بعد فوز فريقه على القادسية ومواصلته لصدارة الدوري السعودي ب13 نقطة بعد نهاية الجولة الخامسة تفاجأ الجميع بتعليق مقتضب كانت ترجمته أشبه بالقنبلة المدوية التي رماها المدرب في القاعة وانسحب والغضب باديا على عينيه، وكانت عباراته غير سارة لجماهير الهلال، وأتت في توقيت غير مناسب على الاطلاق وأكدت أن السن والخبرة خذلاه في هذا الجانب، ولم يفترض حضوره وهو متوتر وغاضب بشكل لم تعتده منه الجماهير ورجال الإعلام، وكان حريا به الاعتذار عن حضور المؤتمر وانابة ابنه المساعد للتعليق على احداث المباراة، ولم يتحدث وهو في حالة غضب ربما يكون معذورا فيها وربما لا يعذر. حديث دياز نكد على جماهير الهلال فرحة الفوز ومواصلة الصدارة والمؤكد ان الإدارة الزرقاء بقيادة الأمير نواف بن سعد هي الأخرى انزعجت من حديثه خصوصا في اشارته الى انه ربما يرحل بعد نهاية بطولة الأندية الآسيوية وهو تصريح سلبي بكل معانيه ومؤثر على نفسيات اللاعبين ومسيرة الفريق في البطولة القارية والدوري الممتاز السعودي. عتب المدرب على قلة الحضور الجماهيري هو عتب في محله وهو محق فيه، فالجماهير كان يفترض أن تكافئ الفريق بالحضور بصرف النظر عن من يمثله فولاؤها في المقام الأول للكيان ولو كان الفريق الذي اقترب من نهائي القارة ومتصدرا للدوري غير الهلال لملأت جماهيره المقاعد ولم تعق فريقها كما فعلت الجماهير الزرقاء التي اخطأت ايضا بالضغط على المدرب واطلاق عبارات الاستهجان والتدخل غير المبرر في عمله وفي تبديلاته، واذا كانت تريد الانتصار فقد تحقق وبعده ماذا تريد؟! المدرب من جانبه اخطأ في ردة فعله المتعجلة الغاضبة واخطأ قبلها عندما التفت إلى الجماهير وهو في مقاعد الاحتياط واشار لها بالصمت لتنطلق من هنا شرارة المشكلة، لذلك على جماهير الهلال أن تستفيد من الحدث وتجعله درسا في المباريات المقبلة إن كانت فعلا تعشق فريقها وتريد مصلحته وأن تعتذر من المدرب وهو أيضا يبادلها المشاعر ذاتها، ويعتذر ويعملان سويا خلال المرحلة الهامة المقبلة للفريق للفوز باللقب القاري وعلى الإدارة بحنكتها احتواء الموضوع واعتباره حدثا طبيعيا عابرا، وقد اعجب الجميع الرئيس وهو يعلق بخبرته وحنكته على الحدث بطريقة امتصت الكثير من غضب المدرب وغضب الجماهير وهنا دور الإدارة الذكية.