أكد مختصون سياسيون بأن تحريف وكالة الأنباء القطرية وقناة الجزيرة لاتصال أمير قطر الشيخ تميم بولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يكشف أن أمير قطر لا يملك قراره، مؤكدين بأن سياسة المملكة في توضيح الاتصال وتعطيل أي حوار مع قطر بعد هذا التحريف يثبت بأن "تنظيم الحمدين" لن ينجح ولن يحقق أهدافه الخبيثة. وقال وزير الإعلام الأردني السابق والكاتب السياسي د. صالح القلاب ل"الرياض": "إن جميع الوساطات الخارجية والعربية التي جرت منذ بدء الأزمة خلفها قطر، فهي تتنقل من دولة إلى أخرى حول العالم للبحث عن وسيط يتدخل لحل الأزمة، حيث إنها تريد أن تبين للعالم بأن أزمتها مهمة، وكأنها قضية أممية وكأن الكرة الأرضية على كف النظام القطري" ، وأضاف: "بأن النظام القطري إذا كان صادقاً ويبحث عن حل فلا حاجة لكل هذه الوساطات، وعلى الشيخ تميم التوجه فقط للرياض لإنهاء الأزمة، لأن المملكة بقيادتها الحكيمة لن تتردد في العمل لحلها، وذلك لحرصها على الشعب القطري، وعودة قطر للحضن الخليجي والعربي". وأكد القلاب بأن تحريف وكالة الأنباء القطرية لاتصال الشيخ تميم مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يؤكد بأن الشيخ تميم لا يملك القرار، والذي يقود هذه المناورات "تنظيم الحمدين" والده حمد بن خليفة ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم، اللذان يتنقلان بين قطر وبريطانيا ويراقبان الوضع ويقومان بتوجيه تميم، فلو كان تميم صادقاً لكان حسم الأمر مع ولي العهد، لكنه للأسف لا يملك قراره. من جانبه قال المحلل السياسي خالد الزعتر: إن تحريف وكالة أنباء قطر هو محاولة من جانب النظام في الدوحة لإعادة تنظيم الوساطة، خاصة بعد أن نسف وزير الخارجية القطري تصريحات أمير الكويت أثناء زيارته للرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما أن ما قام به أمير قطر أول أمس من اتصال هو محاولة لتأمين الجسور لعدم إفشال الوساطة الكويتية لحل الأزمة، وخاصة بأن قطر لديها إدراك حقيقي بأن فشل هذه الوساطة ليست في صالحها. وأكد الزعتر أن تحريف وكذب وكالة أنباء قطر يبين أن القرار في الدوحة تتنازعه أطراف عديدة تسعى لإدخال قطر في نفق مظلم لا يصب في مصلحة الدولة، مشدداً على أن ما حدث سيرفع سقف المطالب الثلاثة عشر لتصبح أربعة عشر مطلباً، وهذا المطلب الجديد سيتمحور حول مطالبة الدولة القطرية بصياغة سياسة واضحة بعيداً عن السياسية الحالية المتبعة، حتى يكون هناك انفراج للأزمة ويمهد الطريق أمام الحوار الحقيقي بين الدول الأربعة وقطر، لأنه في ظل السياسة القطرية الحالية أي حوار أو اتفاق يتم التوصل إليه سيتلاشى في ظل تواجد "تنظيم الحمدين". من جانبه أكد المحلل السياسي منيف عماش على ما ذهب إليه خالد الزعتر من أن تحريف وكالة أنباء قطر يؤكد وجود صراع قوي في مؤسسة الحكم في الدوحة والخارجية والدفاع، وعزا ذلك إلى تغلغل نفوذ تنظيم الإخوان المسلمين واليسار وبعض أتباع نظام ولاية الفقيه في النظام القطري، مبيناً بأن مشروع الدوحة الذي تأسس 1995 والذي يسعى للسيطرة على المشهد السياسي العربي، أتت عليه المقاطعة العربية وحولت الصراع في داخل الدوحة نتيجة لحنكة إدارة الأزمة من الرباعية العربية، وأكد بأن ما يحدث حالياً يبين أن القوى التي ترغب أن تكون الدوحة في مثلث طهران وأنقرة هي المهيمنة على مفاصل صنع القرار في قطر، كما أن الدوحة في الوقت الحالي أمام مفترق طريق خطير على مستقبل قطر وشعبها، وعلى العقلاء من آل ثاني ومن الشعب القطري أن يدركوا أن عليهم دوراً تاريخياً في إنقاذ بلادهم من مأزقها الخطير جداً، والوصول لحل ينهي أزمتها بالحكمة والتروي والتبصر، لأن استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاتصال الشيخ تميم فرصة تاريخية يجب عدم التفريط فيها. صالح القلاب خالد الزعتر منيف عماش الحربي