أظهر تدخلان مُعلنان جاءا في منعطفين حاسمين، حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد في موقف العاجز. وفجر أول التدخلين أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وأحبط ثانيهما «وهو الأحدث» مبادرة فتح باب النقاش المباشر حول حلها، وأكدا عجز تميم أمام الألاعيب المعلنة وغير المعلنة التي يمارسها الحمدان «حمد بن خليفة وحمد بن جاسم» لإذكاء الأزمة الخليجية. بعدما كذّب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بشأن استعداد الدوحة لتنفيذ المطالب العربية ال13، مبيناً أن حكومته غير مستعدة لها، وأن قطر ترفض الحوار إلا بعد رفض إجراءات المقاطعة، كذّب أمير قطر تميم بن حمد نفسه بعد الاتصال الذي أجراه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتؤكد الدوحة بذلك أنها تعيش حالة ارتباك تتعلق باتخاذ القرار ما بين من يتصدر المشهد السياسي ولا يملك من أمره شيئا، وبين تنظيم الحمدين الذي يدير البلاد من خلف الكواليس، والذي أدت تدخلاته المعلنة وغير المعلنة إلى إظهار تميم بمظهر العاجز. وكانت وكالة الأنباء القطرية لجأت لتحريف نص الاتصال الهاتفي الذي أجراه تميم بن حمد مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما أعلن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، أن ما نشرته الوكالة لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة. وتابع المصدر المسؤول «ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة بقطر ليست جادة في الحوار ومستمرة في سياستها السابقة المرفوضة، فإن السعودية تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح عن موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به. حفظ ماء الوجه أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود، الدكتور عبدالله العساف، في تصريحات إلى «الوطن» أن قطر كانت تبحث عما يحفظ ماء الوجه لها بوجود قوة دولية كالولايات المتحدة على خط الأزمة مع عدم إغفال جهود الوساطة الكويتية واتصال الرئيس ترمب بأمير قطر، موضحاً أن قطر هرولت في جميع الاتجاهات، والجميع أشار عليها بأن الحل هنا في الرياض، مع اشتراط الدول الرباعية قبول الحوار دونما شروط مسبقة. ولفت إلى أن الخطوة المهمة ستكون في ردة فعل الدول الرباعية على الطلب القطري، مطالباً بعدم الإفراط بالتفاؤل حتى تتضح الأمور بشكل جلي، خصوصا بعد التيه والتخبط القطري الذي يؤكد أن التناقض مكون أساسي للسياسة القطرية. المربع الأول أوضح المحلل السياسي خالد الزعتر في حديثه إلى«الوطن»، أن الخطوة التي أقدم عليها أمير قطر بالاتصال بولي العهد، هي محاولة لإعادة ترميم الجسور أمام الوساطة الكويتية، لأنه ليس من مصلحة الدوحة فشلها. ولفت الزعتر إلى أن هذا الاتصال لا يعد مقياسا لمدى جدية الدوحة في الذهاب إلى طاولة الحوار غير المشروطة، لكن وفق التصريح الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية والذي يحمل تحريفا واضحا لمضمون الحديث بين ولي العهد والأمير تميم نجد أن مثل هذه التصرفات تعيد الأزمة إلى مربعها الأول، وتقضي على ما تبقى من الثقة. ودعا الزعتر قطر إلى إعادة بناء جسور الثقة مع الدول المقاطعة إذا ما كانت جادة في الجلوس إلى طاولة الحوار.