منذ تفجر الأزمة الحالية بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، ارتبطت تحركات السلطة القطرية بالخداع والتزييف والمكابرة والعناد، حتى أضحت الدوحة عاصمة ل«المؤامرات والانقلابات»، فسجل «تنظيم الحمدين» الحافل بالتقلبات يرسخ لمبدأ أن السلطة القطرية «ليس لها صاحب». إذ لم تكن صبيحة ال9 من سبتمبر 2017 إلا فصلاً جديداً من مسلسل «الانقلابات والمؤامرات» التي تحيكها السلطة القطرية، ضد أشقائها، فبعد أكثر من 21 عاماً من حياكة المؤامرات والدسائس ضد دول الخليج، لم يكن حال الدوحة اليوم أفضل من السابق، فقد ضاق جيرانها بمؤامرة النظام القطري، وصبر «الأشقاء نفد» من سياسات العقدين الضائعة. وفيما كان على النظام القطري التروي جيدا قبل اتخاذه قرار اللاعودة، استمر في العناد، بعد أن أتيحت لهم فرصة مثالية للتراجع عن التصرفات الصبيانية، شكلت ومضة أمل في الطريق المظلم الذي تسير فيه. واستمرت حملة الهجوم على أفعال الدوحة حتى ساعات الصباح الأولى، إذ أعرب وسيط الخير الشيخ عبدالله آل ثاني، عن أسفه على إهدار قطر فرصة الحوار، وقال آل ثاني في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أمس (السبت): «سعدت بطلب أمير قطر تميم بالجلوس مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحل الأزمة الراهنة بين قطر والدول الأربع»، قبل أن يستدرك بالقول «وحزنت لما آلت إليه الأمور». وباعتبار «نكث العهود والوعود» ماركة قطرية بامتياز، لم تفوت السلطة القطرية الاستفادة من تلك الفرصة للنيل من السعودية، وانقلبت وكالة الأنباء القطرية فوراً بعد الاتصال، وبدأت تتوالى «أبواق الزيف» في ممارسة عادتها الدائمة في تحوير وتحريف مضامين الاتصال. ويبدو أن وكالة الأنباء القطرية باتت عاملاً مشتركاً في تطورات الأزمة الحالية، فبعد أن شكل الاختراق المزعوم في مايو الماضي ضربة قاصمة للسلطة القطرية حينها، اعتبر مراقبون أن خطوة تعطيل المملكة للحوار صفعة جديدة ل«تنظيم الحمدين»، بعد تزييف الوكالة ذاتها للتطورات الأخيرة. ويرى مراقبون أن تقلب الموقف القطري ليس جديداً، فالمواقف السياسية المتخبطة للدوحة تبرهن تلون الأفعى القطرية بحسب من تتفق معه، واتفاقا الرياض يشهدان على تبدل الحال القطري السريع وعدم إيفائها بوعودها، والأكيد أن «الدوحة» اليوم مهما حاولت التواري خلف شعارات زائفة، لن يعود بمقدورها المضي في طريق التزييف والكذب، بعد أن باتت توجهاتها واضحة الملامح.