استكمالاً للموضوع الذي تحدثنا عنه الأسبوع الماضي فقد أصبحت بعض التطبيقات الإلكترونية -مع الأسف- منصة للعديد من الأشعار التي اختلط فيها الغث بالسمين؛ وحرمتنا متعة الإحساس بالعواطف الشِّعرية الرائعة، والتي تجذب كل محب للحرف والجمال.. كما أفسدت إبداعات الشعراء المتميزين والمتمكنين وذلك بمساهمتها في عدم الوعي من قبل بعض المتلقين نظراً لما يتم تداوله من أعداد كثيرة عبر هذه التطبيقات الإلكترونية من الأشعار التي تفتقد للشِّعر الحقيقي. كما تسببت هذه العوائق في عدم قبول الشاعر لدى المتلقي.. فهناك فارق كبير بين أن تقرأ إحساس الشاعر إلكترونياً، وبين أن تسمعه وتشاهده وتعيش معه أجمل لحظات ما يقوله من مشاعر وأحاسيس ومعانٍ جميلة يعيشها الشاعر أثناء تقديم قصيدته وبأسلوبه الذي قد يكون له دور كبير وفعّال في الوصول لأذهان الجمهور، وما يستحسنه من جماليات الشِّعر. وقد كان الشاعر قديماً يرسل مشاعره عبر بعض الوسائل التقليدية أو عن طريق المعارف أوالأصدقاء ويتلقى الرد بعد حين نظراً لصعوبة التواصل في ذلك الزمن.. أو قد لا يتلقاه فيعيش أصعب لحظات الانتظار والشوق، ومع ذلك يكون للحرف جمال وتأثير في النفس تصل إلى كل الاتجاهات، وتبقى في ذاكرة الناس: أرسلت لك ياعزوتي كم مرسول وابطى جوابك يا حبيبي عليّه يا حول انا من بدت الناس ياحول حظي معك دايم عزومه رديّه يا ليت من هو ياهوى البال مقبول عندك بصف اللي لهم قابليّه أرجي لعل الحب ينقاد بسهول وعسى الخوي يفطن لشكوى خويّه أخيراً، كلي أمل أن لا تكون هذه الاحاسيس الإلكترونية التي أصبحت تتداول فيما بيننا عبر الوسائل والمواقع الإلكترونية بديلاً لمشاعرنا التي لها تأثير أكثر في اجتماعاتنا ولقاءاتنا، فما يقوله الشاعر أمامنا مباشرة من مشاعر وأحاسيس يعزز بها مكانة الشِّعر ودوره المشهود في المجتمع، واهتمامه بالفضيلة، والمحافظة على القيم والأصالة فذلك أفضل بكثير من نقله إلكترونياً مما يتسبب في فقد هيبته، وعذوبته، وأصالته، وفقد الكثير من جماليات البوح بالإحساس، وصدق المشاعر. قبل النهاية للشاعر ذيب بن عائض آل سليمان: الأشعار واجد والمواضيع مختلفه وكلٍ يعرف أهداف نفسه وطاريها ولاودّي أرمي رميةٍ مالها هدف وخير السوالف يوم تكمل معانيها