تحدثنا من خلال هذه الزاوية الأسبوع الماضي عن "مراسلو الشوق والحنين" واليوم نستكمل بقية المقال فلا تزال الرسائل منذ العصر القديم وحتى وقتنا الحاضر تُكتب وترسل بين الناس.. والجميل منها لها أثر بالغ في النفوس خاصة إذا تضمنت المشاعر النبيلة والحُب والشوق والاعتزاز فيكون وقعها في النفس كبيراً جداً. أرسلت لك ياعزوتي كم مرسول وابطى جوابك يا حبيبي عليه يا حول انا من بدت الناس ياحول حظي معك دايم عزومه رديه يا ليت من هو ياهوى البال مقبول عندك بصف اللي لهم قابليه ومن أجمل مراسيل الحنين قصيدة محمد أبو دباس المشهورة التي أرسلها لابنه دباس في ديار الغربة يتوجد عليه، ويشتكي إليه الحال، وما واجهه بعده من ضعف وهوان، وكثرة الهواجيس، فكان لهذه الرسالة المؤثرة أثر كبير في نفس الابن الذي أدرك معانيها وما تحمله من شوق وحنين ونجدة نقتطف منها: هذي ثمان سنين من رحت يا دباس لا رسالةٍ جتني .. ولا من بريره يا دباس من عقبك ترى البال محتاس وعليك دمع العين حرّق نظيره وعليك كني في دجا الليل حراس اصبح على حيلي وعيني سهيره اصبح وأنا ما بين طاري وهوجاس وطواريٍ تطري علينا كثيره ومما يؤثر في النفس، ويخيّب الآمال عندما لا تصل الرسالة لأي سبب من الظروف أو الموانع، ولكن إذا حملت مشاعر صادقة، وأحاسيس نبيلة، وأهداف سامية، لابد أن تصل وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر فهد المساعد الذي كتب قصيدة بعنوان "رسالة لن تصل" منها قوله: العلم وما فيه يا أول وآخر أمالي عندي رساله ..ولا ادري كيف أوصلها للي سبتني وأنا من قبلها سالي أبيك توقف معي وتروح تسألها وش فيها تفتح علي أبواب عذالي وتحمّل النفس حاجه ما تحمّلها وتظل الرسالة الجميلة التي تحمل المشاعر والأحاسيس الطيّبة والنبيلة، باقية في قلوب الناس.. ويظل صداها وذكراها من الحنين والشوق في ذاكرتنا، ومراسلو الشوق والحنين من الشعراء والشاعرات دائماً رسائلهم تعبر عن آمالهم وغاياتهم، والتواصل مع الحبيب، ولها معان وكلمات لا يعرفها الكثيرون . قبل النهاية "رسالة من طفلة" للشاعر سعد الخريجي: في طقة الباب يفرح قلبي وعيني اركض عليه أحسبك يا بوي طقيته خمسة عشر عام تاركني وناسيني يا كبر ذنبك على بنتك وسويته أنا ضحية زعل ما بين قلبيني