قال مسؤولون عسكريون ومصادر طبية إن القوات الموالية للحكومة الليبية تقدمت في منطقة أخرى ضمن معركتها لتحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم داعش وإن الاشتباكات أسفرت عن سقوط 14 قتيلا منها. وبعد قتال استمر ستة أشهر وبدعم من غارات جوية أمريكية أوشكت القوات الليبية المتحالفة مع الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس على القضاء على آخر فلول تنظيم داعش في سرت مسقط رأس معمر القذافي. وقال مسؤولون عسكريون إن قتالا عنيفا دار في شوارع منطقة الجيزة البحرية واستخدمت فيه دبابات وعربات مدرعة مزودة بمدافع آلية ثقيلة بالإضافة إلى غارات جوية لاستعادة منازل استولى عليها مقاتلو داعش. وقال أحمد هدية أحد المتحدثين باسم القوات الموالية للحكومة ومعظمها من مدينة مصراتة إن قوات البنيان المرصوص توغلت أمس في الجيزة البحرية وإن طائرات القوات الليبية أصابت سيارة ملغومة. وقال أكرم قليوان المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي إن 14 من القوات الموالية للحكومة قُتلوا كما أصيب أكثر من 20 في الاشتباكات التي دارت هناك. ومن شأن سقوط سرت أن يوجه ضربة أخرى لداعش في الوقت الذي يتعرض فيه التنظيم للضغط في منطقة سيطرته الرئيسية بسوريا والعراق حيث فقد السيطرة على أراض. وسيطر التنظيم على سرت قبل عام مستفيدا من الفوضى التي أعقبت سقوط القذافي عام 2011، وأدى القتال بين الفصائل المسلحة المتناحرة إلى تشكيل حكومتين متنافستين وعدم وجود جيش مركزي للبلاد. وتكافح الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس لتوسيع نفوذها ليشمل فصائل قوية تضم مقاتلين ممن كانوا مناهضين للقذافي ولتسيطر على المناطق المختلفة بالبلاد. وبدأت قوات من مدينة مصراتة الساحلية عملية لاستعادة السيطرة على سرت قبل ستة أشهر وتكبدت خسائر فادحة لانتزاع المدينة، لكنها تقدمت بدعم من غارات جوية أمريكية وفرق صغيرة من القوات الخاصة الأمريكية التي تقدم المشورة على الأرض. ويتحصن مقاتلو التنظيم المتشدد حاليا في منطقة باقية ويتصدون لقوات مصراتة بنيران القناصة والفخاخ. ومع وجود قوات مصراتة في سرت سيطر القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر الذي يعارض حكومة طرابلس على أربعة موانئ نفط رئيسية، وسمح هذا باستئناف صادرات النفط لكنه أجج المخاوف من تجدد الصراع. من ناحية أخرى، دعا خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الليبية المشكلة من قبل المؤتمر الوطني العام من داخل قصور الضيافة بالعاصمة طرابلس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالب الغويل في بيان ألقاه من داخل مقر قصور الضيافة الرئاسية في طرابلس، الذي كان يشغله عبد الرحمن السويحلي رئيس مجلس الدولة الاستشاري، بإيقاف عمل حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً من قبل الأممالمتحدة. وكانت قوة تابعة للمؤتمر الوطني العام السابق قد سيطرت على مقر قصور الضيافة، واعتبر البيان الغويل أن «كل من تم تكليفهم من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق موقوفون عن ممارسة أية نشاطات أو مهام، وأنه سيتم إحالتهم للقضاء وذلك لانتحالهم الصفات غير المخولين بها». كما دعا الغويل الحكومة المؤقتة بالشرق الليبي، التي يترأسها عبدالله الثني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تزامناً مع بيان آخر للمؤتمر الوطني العام أعلن فيه عن عودته إلى مقارّه الإدارية الرسمية. وعلى نفس الصعيد، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دولياً في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بياناً دان فيه استيلاء مجموعة مسلحة على مقره بالعاصمة طرابلس. وأشار المجلس الرئاسي إلى أنه أصدر تعليماته لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتواصل مع مكتب النائب العام لمباشرة إجراءات القبض على من خطط ونفذ هذا الاقتحام.