دارت معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة متناحرة مساء أمس (الخميس) في العاصمة الليبية طرابلس، حيث سمع دوي إطلاق نار وانفجارات في جنوبالمدينة. وتم نشر أسلحة ثقيلة، واتخذت دبابات وعربات «بيك آب» مواقع لها في بعض أحياء جنوب العاصمة الليبية الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من انتماءات مختلفة. وذكرت وسائل إعلام ليبية أن 7 أشخاص على الأقل قتلوا. وتدور معارك شبه يومية بين هذه المجموعات المسلحة التي انخرطت منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في العام 2011، في صراع نفوذ أدى إلى منع الحكومات المتعاقبة من إعادة النظام إلى البلاد في ظل غياب جيش نظامي. وعجزت حكومة «الوفاق الوطني» الليبية المدعومة من المجتمع الدولي عن فرض سلطتها، على رغم أنها تحظى أيضاً بدعم بعض المجموعات المسلحة. وهناك مجموعات مسلحة أخرى معادية لحكومة «الوفاق» و0تدعم رئيس «حكومة الإنقاذ الوطني» السابقة خليفة الغويل الذي يرفض الرحيل. واندلعت المعارك بعد ظهر أمس في محيط مبان يشغلها الغويل بالقرب من فندق «ريكسوس»، قبل أن تمتد إلى أجزاء أخرى من جنوب العاصمة. ولم تتحدد بوضوح أسباب الاشتباكات. وإلى جانب الدوافع السياسية، هناك خصومة بين مجموعات سلفية من جهة، ومجموعات إسلامية أخرى مناهضة لحكومة «الوفاق الوطني» وموالية لرئيس «دار الإفتاء» الشيخ المثير للجدل الصادق الغرياني من جهة ثانية. وتصاعد التوتر بين الجهتين منذ إعلان «دار الإفتاء» الليبية مقتل أحد أبرز أعضائها الشيخ نادر السنوسي العمراني الذي كان خطف قبل أكثر من شهر من أمام مسجد في طرابلس في ظروف غامضة. والسلفيون متهمون من جانب خصومهم بالوقوف وراء خطف العمراني وقتله، الأمر الذي ينفونه. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، تنفيذ غارات جوية ضد مسلحين متطرفين متحصنين في «آخر كتلتين من المنازل» في سرت. وقال الناطق باسم «البنتاغون» القبطان جيف ديفيس، إن هؤلاء المسلحين «قليلو العدد لكنهم (...) يقاتلون حتى الرمق الأخير». وشنت الغارات بطائرات من دون طيار. وكانت واشنطن قالت في بداية حملة الغارات في الاول من آب (أغسطس) إن هذه الغارات لدعم قوات حكومة «الوفاق الوطني» لاستعادة سرت ستكون على الأرجح قصيرة وتحسب «بالأسابيع وليس بالأشهر». وكانت قوات حكومة «الوفاق» بدأت في 12 أيار (مايو) حملة تحرير سرت من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مع محاولة تفادي خسائر جديدة وحماية المدنيين. وتميزت المعارك مع المسلحين المتطرفين بالشراسة حيث سجل حوالى 700 قتيل وثلاثة آلاف جريح في صفوف القوات الحكومية. وينتشر جنود أميركيون حالياً في ليبيا لتسهيل التنسيق بين قوات حكومة «الوفاق» والقوات الأميركية في تنفيذ هجمات، بحسب الناطق الأميركي. وأوضح الناطق أن العسكريين الأميركيين هناك «لا يتولون سوى التدريب والاستشارة والمواكبة» للقوات المحلية مثلما هو الشأن في العراق وسورية.