اجتماع دول اوبك وروسيا (الدول الرئيسة المصدرة للبترول) في الجزائر الأربعاء 28/ سبتمبر كان مجرد اجتماع هامشي غير رسمي تم عقده عرضا على هامش أكبر اجتماع عالمي للطاقة يجمع بين المنتجين والمستهلكين للبترول في الجزائر خلال الفترة 26 – 28 / سبتمبر/ 2016 وهو المنتدى الدولي للطاقة ومقره الدائم في الحي الدبلوماسي في الرياض. الدور الذي يلعبه منتدى الطاقة الدولي (IEF) في أسواق الطاقة العالمية أكبر كثيرا مما يتردد في الأخبار وأكثر كثيرا مما يعرفه الناس عنه من المعلومات فهو أشمل وأكبر من منظمة أوبك التي تجمع الدول المصدرة فقط للبترول وأشمل وأكبر من وكالة الطاقة الدولية التي تجمع الدول المستوردة فقط للبترول. والأبعد من هذا أنه اشمل وأكبر أيضا من المنظمتين (اوبك ووكالة الطاقة) معا لأنه يشمل الدول الأخرى في العالم سواء المنتجة أو المصدرة من خارج هاتين المنظمتين. عدد أعضائه مقارنا بعدد أعضاء اوبك وعدد أعضاء وكالة الطاقة الدولية أكبر من مجموع أعضائهما معاً فبينما عدد أعضائه الموقعين على لائحته (Charter) يبلغ 72 دولة فان عدد دول اوبك يبلغ 14 دولة فقط وعدد دول وكالة الطاقة الدولية يبلغ 28 دولة فقط وهكذا فهو اضافة الى أنه يضم جميع الدول الأعضاء في المنظمتين فانه يضم أيضا بين أعضائه الدول الرئيسة الأخرى التي تلعب دورا جوهريا في أسواق الطاقة كروسيا والصين والهند والأرجنتين والمكسيك. في الوقت الذي يغطي المنتدى الدولي للطاقة جميع قارات العالم الست فهو أيضا يغطي تقريبا جميع (حوالي 96 %) من اجمالي تجارة العالم للبترول والغاز. من نافلة القول أن نقول ان الغرض من انشاء اوبك هو خدمة مصالح الدول المصدرة للبترول وأن الغرض من انشاء وكالة الطاقة الدولية هو خدمة مصالح الدول المستهلكة للبترول بينما الغرض من انشاء منتدى الطاقة الدولية هو لخدمة مصالح الطرفين المنتجين والمستهلكين بالسواء. ولقد وصف بايجاز (على الموقع الرسمي للمنتدى) صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان (نائب وزير الطاقة) دور ووظيفة المنتدى قائلا: بأنه الكيان العالمي الوحيد الذي تحت مظلته يمكن للمنتجين والمستهلكين التعاون فيما بينهما في قضايا الطاقة وتبادل المعلومات وفهم أعمق لكل طرف باهتمامات الطرف الآخر في شؤون الطاقة من أجل تعزيز مصالهحم المشتركة. يسجّل التاريخ أن انشاء الأمانة العامة لمنتدى الطاقة هي فكرة لصاحب الايادي البيضاء على العالم المغفور له – بإذن الله – الملك عبدالله من أجل تفعيل المنتدى ومن ثمة احتضن الفكرة وتولى متابعتها عن كثب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان (مع عدم التقليل من الجهود والانجازات الملموسة لمعالي المهندس علي النعيمي الذي قام بأداء الأمانة والمسؤولية خير أداء). الخلاصة: الطاقة هي المصدر الأساس للنشاط الاقتصادي البشري بشتى أنواعه، والبترول هو المصدر لحوالي 33 % من اجمالي جميع مصادر الطاقة التي يستخدمها الانسان، وبترول المملكة هو المصدر لحوالي 13 % من اجمالي الطاقة الصادرة من البترول في العالم. وهكذا فإن المملكة تعرف مدى اعتماد اقتصاد العالم على بترولها وبأن العالم يعتمد عليها كمصدر موثوق لامداده بالبترول. لذا حرصت وتحرص المملكة دائما على أن تكون السبّاقة لتحفيز التعاون بين دول العالم في مجال الطاقة فعلى سبيل المثال: استضافتها لمقر المنتدى ليس هو الرابط الوحيد للدلالة على ادراكها لمسؤوليتها تجاه العالم فدورها لمد جسور التعاون بين المنتجين والمستهلكين معروف منذ مشاركتها في تأسيس اوبك بانها تقوم بدور حمامة السلام بين أوبك ودول العالم. كذلك دور المملكة الفعّال من خلال احتفاظها بطاقة انتاجية فائضة بين 3.50 – 2.50 مليون برميل في اليوم لمواجهة الطوارئ، ومن المعروف تاريخيا أنه عندما تنخفض طاقة المملكة الفائضة الى أقل من 1.99 مليون برميل يبدأ العالم الصناعي يشعر بالقلق.