دعا وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، جميع الدول، للالتزام بالتعاون مع منتدى الطاقة الدولي، من أجل تحقيق غرضه وتعزيز هياكله على الصعيدين الإقليمي والعالمي. مشيرا إلى أنه بإمكان هذا المنتدى، أن يكون أكثر مرونة وقوة، لأن هناك حججا تدعم الارتقاء بالمنتدى إلى مستوى المنظمات الدولية الكاملة، وهو ما سيعكس ما تتمتع به الطاقة في عالم اليوم من أهمية بالغة. وقال في كلمة أمام منتدى الطاقة الدولي الرابع عشر الذي عقد أمس، في العاصمة الروسية موسكو، تحت عنوان "الجغرافيا الجديدة للطاقة، ومستقبل أمن الطاقة العالمي"، إن العالم يتغير، حيث ينمو الاقتصاد العالمي وتكبر الطبقة المتوسطة على الصعيد العالمي، وهذا المستوى المتصاعد من الرخاء له أثر جوهري على الطلب على الطاقة على المدى البعيد، ولهذا، فمن الواضح أن تحديات الطاقة خلال القرن ال 21 لن تكون هي نفس التحديات المعتادة. وأضاف، هناك مصادر طاقة جديدة بدأت تثبت أقدامها في الأسواق، وتشهد وتيرة الإبداع التقني تسارعا ملحوظا، كما تزداد أسواق الطاقة العالمية تعقيدا أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يعجل التخفيف من حدة انقطاع الإمدادات وفهم نمو الطلب يحظى باهتمام كبير على مستوى العالم بأسره، وبالنسبة للتغير المناخي فليس ثمة سبيل لمواجهته إلا بتضافر الجهود، أما فقر الطاقة العالمي، فليس بإمكان دولة واحدة أن تقضي عليه بمفردها، ويفرض علينا تحقيق هذه الأهداف المشتركة الدخول في عصر جديد من التعاون والشفافية، بفكر جديد وحلول إبداعية. وأشار معالي المهندس علي النعيمي، إلى التعاون والشفافية بين الدول المنتجة والمستهلكة، وقال، لقد تأسست منظمة "أوبك" بهدف خدمة مصالح الدول المنتجة والدفاع عنها، فيما أنشئت وكالة الطاقة الدولية للدفاع عن مصالح المستهلكين، وفي وقت ما لم يكن بمقدور رئيسي أوبك ووكالة الطاقة الدولية الظهور معا في قاعة واحدة، غير أنه يسعدني القول أن هذه الأيام قد ولت إلى غير رجعة، بفضل منتدى الطاقة الدولي، حيث انتقلنا من عالم طاقة مجزأ إلى عالم أكثر تكاملا. وأضاف، قد أدرك المستهلكون والمنتجون أن أهدافهم أكثر انسجاما مما كانوا يعتقدون، وقطع الحوار شوطا طويلا، حيث يضم منتدى الطاقة الدولي في عضويته دولا أعضاء في أوبك ووكالة الطاقة الدولية، وأيضا، وهذا عامل غاية في الأهمية، دولا مثل روسيا والصين والهند والبرازيل، تزداد أهميتها في منظومة الطاقة العالمية بصورة مطردة، وهناك شركات تعتبر من أكبر شركات الطاقة العالمية تلعب دورا نشطا في منتدى الطاقة الدولي، وينطبق ذلك أيضا على مراكز الأبحاث الأكاديمية الرائدة، وهذا ما يجعل من هذا المنتدى ملتقى فريدا من نوعه، لأبرز الأطراف التي تجمع بينها مصلحة أساسية هي الطاقة، فجوهر هذا المنتدى هو تعزيز المعرفة والشفافية عبر الحوار، جوهره هو الأعمال وليس السياسة.