كشف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة تعتزم إنشاء مركز وطني لترشيد الطاقة، ستستضيفه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يعنى بتوفير برامج لترشيد الطاقة من خلال تطبيق التقنيات المناسبة لتحقيق تلك الغاية. وقال سموه على هامش ندوة الطاقة الدولية التي تنظمها وزارة البترول والثروة المعدنية بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الأوبك ان كافة التفاصيل عن هذا المركز ستعلن قريبا بعد استكمال إجراءات إنشاء المركز.الى ذلك أكد سموه أثناء ترؤسه للجلسة الاولى من جلسات الندوة أمس تحت عنوان "العلاقات بين الأوبك والمنظمات العالمية الأخرى" على أهمية الحوار بين المنتجين والمستهلكين للنفط والغاز وكذلك النقاش البناء بين المنظمات الثلاث، منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية والامانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي بهدف ضمان الإمدادات النفطية واستقرار أسعار النفط بمستويات تحافظ على مصالح الجميع وتدعم التنمية المستدامة لشعوب العالم، واعتماد الوضوح والشفافية في الحوار الذي يجب ألا ترافقه مخاوف سياسية للخروج بحلول عملية لمعالجة جميع القضايا التي تحيق بصناعة الطاقة وقضايا المناخ والبيئة، والتوسع في الاستثمارات والبحوث التقنية التي تعظم من استخدامات النفط والغاز وتساهم في دعم البرامج التنموية والبيئية. من جانبه أشار المهندس عبدالله البدري أمين عام منظمة الأوبك الى أن الأوبك واجهت في بداية التأسيس بعض الصعوبات، بيد أنها تمكنت من تخطي جميع العقبات وشقت طريقها نحو التميز وتعزيز دور دول الأوبك في الاقتصاد العالمي، مؤكدا على أن المنظمة تعمل على تعميق الحوار مع المستهلكين وجميع المنظمات الأخرى بهدف إيجاد بيئة مشتركة تضمن الاستقرار للإمدادات ولأسعار البترول بما يحقق الاستفادة من الثروات الهيدروكربونية وتسخير عائداتها للتنمية المستدامة وإصلاح البيئة. من جهة أخرى اقر السيد نوبو تاناكا الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أن تقلبات الأسعار وعدم استقرار السوق ليست في مصلحة الاقتصاد العالمي وأنه يتوجب إيجاد تعاون وثيق بين المنتجين والمستهلكين لتحقيق أمن الطاقة وتفادي تبعات الأزمة المالية ومعالجة مشاكل المناخ والفقر في الدول النامية. وطالب بضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل توفير مصادر الطاقة الى الشعوب الفقيرة، مشيرا الى أن هناك حوالي 1.4 مليار شخص في العالم لاتصلهم الكهرباء وأن 2.7 مليار شخص يعتمدون على الطاقة الحيوية في الطبخ ما يفضي الى مشاكل صحية واقتصادية. وتوقع أن ترتفع مساهمة دول الأوبك في توفير مصادر الطاقة من 41% خلال عام 2009م الى حوالي 52% في عام 2030م وهو ما يعاظم أهمية الأوبك ويحتم التماسك لأن الجميع في قارب واحد. الى ذلك قال السيد نو فان هولست الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي ان المنتدى نشأ لتعميق الحوار بين المنتجين والمستهلكين، وكان للمملكة دور فاعل في تأسيس المنتدى ودعمه. مبينا أن المنتدى يعتمد منهج الشفافية والصراحة وعدم الرسمية في جميع الحوار بين المنتجين والمستهلكين بهدف الوصول الى نتائج مثمرة للجيمع، مؤكدا أنه حقق العديد من النجاحات رغم حداثة تأسيسه حيث تم إنشاء مركز جودي للمعلومات والذي يشتمل على معلومات حديثة عن النفط في الدول المنتجة ، متطلعا الى مزيد من الحوار بين المنظمات الثلاث الأوبك و وكالة الطاقة الدولية والأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي.ولفت الى أن لدى المنتدى لقاءات دورية مع مجموعة العشرين لتطوير شفافية المعلومات والمبادرات الخاصة بالنفط والغاز.كما أن الأمانة العامة للمنتدى تعتزم إجراء مباحثات مع عدد من المنظمات في فبراير القادم للخروج بافاكار تساهم في دعم توضيح حجم الطلب على النفط والغاز. من جانب آخر ابان السيد فوزي بنساسا المستشار في مجال الطاقة الدولية بالمفوضية الأوروبية الحاجة الى التعاون بين المنتجين والمستهلكين لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل ، مشيرا الى ان روح التعاون موجودة لدى الجميع وأن الهوة بين المنتجين والمستهلكين تضاءلت، متوقعا أن يرتفع الطلب على النفط خلال عام 2020م وهو ما يؤكد أهمية الحوار البناء لمواجهة التحديات المستقبلية مشيرا الى أن المفوضية اتفقت مع الاوبك على إجراء حوار في العام القادم 2011م بهدف رفع كفاءة الطاقة وتحسين التقنيات والقضايا البيئية وتوسيع الاستثمارات الطاقوية. وفي الجلسة الثانية للندوة التي ترأسها الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز التويجري رئيس مجلس هيئة سوق المال السعودي تحت عنوان "الدور المستقبلي للأوبك في سوق البترول العالمية". تحدث البرفسور بسام فتوح مدير برنامج النفط والشرق الأوسط بمعهد أوكسفورد لدراسات الطاقة عن الأوبك والأسواق العالمية حيث أشار الى أن الاوبك تعرضت لعدد من الصدمات والأزمات في عام 1986م غير أنها تمكنت من التغلب على هذه العقبات من خلال التفاهم العميق بين أعضائها حيث أصبحت لاعبا رئيسا في أسواق الطاقة العالمية. وألمح الى أن تذبذب الأسعار من أهم العقبات التي تواجه المخططين في أوبك ولذلك يجب أن تعطى عناية فائقة ، داعيا الى أهمية الشفافية في معلومات الطاقة وخاصة حجم الطلب على النفط وضرورة التوسع في الاستثمارات في مجال الصناعات التحويلية. وفي ورقته قال الدكتور رعد القادري المحلل في شركة بي إف سي للطاقة ان النمو الاقتصادي العالمي المتوقع يحتم على الدول المنتجة أن تزيد من استثماراتها في مجالي الصناعات الأولية والصناعات التحويلية.واختتمت الندوة بورقة للدكتور علي العيساوي كبير المستشارين بالشركة العربية للاستثمارات البترولية "ابيكورب" الذي أوضح أن النفط مصدر أساسي للطاقة وسيستمر على مدى السنوات القادمة في مقدمة مصادر الطاقة، ما يعكس أهمية الأوبك ودورها الاستراتيجي في أسواق الطاقة ودعم نمو الاقتصاد العالمي.