لم تعد هواية ركوب الكثبان الرملية العالية والمعروفة ب (التطّعيس) والتي زاد انتشارها في السنوات الأخيرة في المملكة ومنطقة الخليج حكراً على السيارات، فقد دخل مؤخراً على الخط الدراجات النارية ذات الأربعة إطارات، وباتت تنافس السيارات في الهواية ذاتها التي غدت «هوس» كثير من الشباب الذين لا يحلوا لهم قضاء أوقات فراغهم إلا بممارسة التطّعيس أو أضعف الإيمان (مشاهدته) !! هوس الشباب ذلك دفع الكثير إلى قطع المسافات وربما الدول للوصول إلى أفضل الأماكن وأكثرها حضوراً وشعبية لممارسة هوايته ليحظى بتشجيع أكبر قدر ممكن من محبي هذه الرياضة، أو ليدخل في تنافس محموم مع مطعّسين آخرين ليشبع بذلك نهمه في سرق أنظار الجمهور الذين تكتظ بهم أماكن التطعيس والذي يصل فيه الجمهور في تلك الأماكن إلى الآلاف! (الرياض) تتناول تطعيس الدبابات التي على ما يبدو أنها أصبحت المطلب الأول للجمهور هذه الأيام، ساحبة بذلك البساط من تحت السيارات التي أخذت تترنح أمام تنامي شعبية الدبابات !! الدبابات تفوقت من سفح جبل الشعبة (أشهر مكان للتطّعيس في الأحساء) التقت (الرياض) بمجموعة من الشباب يركبون دراجاتهم النارية وهم يتأهبون لركوب الجبل، استوقفناهم لنتحدث معهم ولنسألهم عن رياضتهم .. عباس المهنا «26 سنة» (سائق متمرس للدبابات) أشار إلى أن رياضة التطعيس كانت إلى وقت قريب حكراً على السيارات، لكن هذه الأيام أصبحت الدبابات تنافس وبشكل قوي جداً إلى الحد الذي أصبحت تطعس في نفس الأماكن التي تعطس فيها السيارات ! محمد الشغب «20 سنة» يرى أن الأمر لم يقتصر على التنافس وحسب بل إن الدبابات تفوقت على السيارات وأصبحت أقوى شعبية، وبدأت تنتشر بشكل سريع والناس تبحث عن الأماكن التي تطعس فيها الدبابات وتذهب إليها، ويبين عباس الماجد (19 سنة) سبب تفوق الدبابات على السيارات إلى كون أن الدبابات خفيفة خلال الاستخدام وتتميز بسهولة تعلمها وتعلم التطعيس بها، كما أنها أقل سعراً وبإمكان الكثير من الشباب ذوي الإمكانات المتوسطة من شرائها، ويضيف عباس إلى أن تزويد ماكينة الدباب ليصبح معداً لاستخدامه في التطعيس أقل بكثير من تزويد ماكينة السيارة مما يجعلنا نفضل شراء الدباب والعزوف عن السيارة. مواصفات دبّاب التطعيس عبدالجليل الخليفة «29 سنة» (يملك خبرة عريضة عن الدبابات ويمارس ركوبها منذ 9 سنوات) بين أن قوة الدبّاب مختلفة فهناك 350 حصان، و360 و 400 حصان فكلما زادت قوة الماكينة كان أفضل، كما أن تزويد ماكينة السيارات لتصبح مهيأة للتطعيس انتقل الأمر ذاته إلى الدبابات فبدأ في تزويد مكائنها، وأوضح من أبرز وسائل التزويد في الماكينة تكون في (تغيير القزوز والكدرزات وتومي وتركيب بساتن ذات ضغط عالي حتى يصل الضغط في بعضها إلى 120، كما يتم تغيير رؤوس الماكينة)، و تغيير كذلك الإطارات إلى إطارات جرّافة، وبذلك يكون الدباب قادراً على صعود الكثبان بسهولة دون أن تغور (تغرز) إطاراتها في الرمال، كما أن الدباب إذا وقف في نصف الطّعس فبمجرد الضغط عليه تجده يصعد بسهولة، وبين الخليفة أنه بدأت تصل إلى المملكة مكائن مزودة وجاهزة للدبابات تستورد من أمريكا فإذا ركبت إلى الدباب قد يصل سعره إلى 70 ألف ريال !! محمد الشغب الذي كان يرتدي ملابس خاصة لركوب الدباب طلب من جميع هواة التطعيس لبس الملابس الخاصة الواقية والتي تتوفر فيها جميع اشتراطات السلامة كالخوذة والقفازات والجاكيت الواقي للمفاصل والصدر، وأشار إلى أن بعض راكبي الدراجات لا يعيرون وسائل السلامة تلك أهمية ومن ثم يندمون على ذلك في حالة انقلابهم، وهذا ما أكده حسن الخويتم الذي أدخل المستشفى لمدة يومين أثر انقلابه وتعرضه لكدمات في رأسه لعدم لبسه الخوذة. الحاجة إلى المكان والدعم رغم تزايد الإقبال على ممارسة هواية التطعيس حتى اتسعت وشملت كثيراً من مناطق المملكة، إلا أن المطعسين يشكون بل ويكثرون الشكوى من عدم وجود مكان مخصص يمارسون فيه هوايتهم، عبدالجليل الخليفة، عباس المهنا ومحمد الشغب وعباس الماجد تمنوا على المسئولين في محافظة الاحساء تخصيص مكان ليمكنهم من الاستمتاع بهوايتهم، وبين الخليفة إلى أنهم منعوا مؤخراً من التطعيس في منتزه الأحساء الوطني الذين كانوا يأتون له في يوم الجمعة من كل أسبوع بحجة أنهم يزعجون العوائل خلال خروجهم، نافياً هذا الأمر، وتساءل : أين نقضي أوقات فراغنا إذا لم يكن هناك مكان مخصص للتطعيس؟! وأبدى عبدالجليل أمنيته في توفير مكان وتهيئته خصيصاً للتطعيس، فيما تمنى عباس الماجد في تنظيم مسابقات لتطعيس الدبابات مشابهة للمسابقة التي تنظمها الهيئة العليا للسياحة للسيارات سيما بعد دخول الدبابات بقوة إلى مضمار المنافسة في التطعيس مع السيارات، وأشار إلى أن جبل الشعبة من الأماكن الممتازة جداً ويحتاج إلى اهتمام وتنظيم ولو كان هذا المكان عند غيرنا لأصبح عالمياً بينما هو لا يزال يفتقر لأبسط الخدمات والأمور التنظيمية !! تشهد سفوح جبل الشعبة والكثبان الرملية الذهبية في منتزه الأحساء الوطني خلال أيام عيدي الفطر والأضحى وكذلك طيلة أيام شهر رمضان المبارك حشود كبيرة جداً من المواطنين الذين يقضون أوقات فراغهم للاستمتاع برؤية المطعسين والتنافس الشديد بينهم حتى يسمع صوت محركات السيارات والدبابات من على مسافة عدة كيلو مترات ! المطعسين بدورهم يؤكدون أن وجود الحشود الكبيرة يجعل من ممارسة التطعيس ذات مذاق أكثر حيث نقابل بالتصفيق مما يثير الحماسة أكثر ويخلق روح الإبداع والتنافس فيما بين المطعسين.