استغلت نُهى محمد، إجازة الربيع في ممارسة هوايتها «المُحببة». وإذا كان البعض ينظر إلى علاقتها بهذه الهواية بغرابة، فهي لا تعير تلك النظرات اهتماماً. فتلف لثامها حول الجزء الأسفل من وجهها، وتمتطي سيارة زوجها رباعية الدفع، لتصعد الكثبان الرملية في شاطئ العقير، أو في المناطق الصحراوية الواقعة غرب مدينة الدمام. وتعترف نُهى (27 سنة) بأن «التطعيس» على الكثبان الرميلة، «هواية لا تخلو من مخاطر»، لكنها تؤكد عدم قدرتها التخلي عن هذه الهواية، على رغم أنها أصبحت امرأة «ناضجة»، وأماً لثلاثة أطفال. وذكرت بأنها «أحبت هذه الهواية منذ الصغر، «بعد أن شجعتها نزهات البر العائلية على مزاولتها، مضيفة «أشعر بالتحرر كلما أمسكت في مقود السائق، وصعدت الكثبان الرملية العالية». ولا يقتصر الأمر على نُهى، فعشرات الفتيات السعوديات مارسن خلال الإجازة، هواية «التطعيس» بالسيارات، وحتى الدراجات النارية، بعد أن اختارت أسرهن قضاء الإجازة في البر. ولكن بعيداً عن عيون «الفضوليين». وبدأت منار سالم (16 سنة)، هذه الهواية بركوبها إلى جانب أخوتها الشبان أثناء ممارستهم «التطعيس». وتقول: «دفعتني الحماسة فيما بعد لتجريب ذلك برفقة صديقاتي، كلما خرجنا في نزهة أسبوعية إلى شاطئ نصف القمر، أو لدى تخييم أسرنا في البر». وتعزو سبب حبها ل «التطعيس»، «لما فيه من إثارة كبيرة، وإمضاء وقت مرح بصحبة الصديقات»، لافتة إلى أن الكثير من الفتيات «يفضلن التطعيس بالدراجة، وأن ذلك أصبح شبه متعارف عليه، ولا يبدو غريباً بالمرة، رؤية فتاة في البر، أو على شاطئ نصف القمر تُطعس بالدراجة. فيما الكثيرات يفضلن التطعيس بالسيارة في المناطق النائية، بعيداً عن الناس». وتقول: «أقود السيارة للتطعيس برفقة إحدى صديقاتي، وفي حضور أسرتينا». لكنها لا تخفي ميلها لمزاولة هذه الهواية «برفقة أكبر عدد من الفتيات، لأن ذلك يوفر شعوراً مضاعفاً بالإثارة». بيد أن غزلان عبد الحميد (22 سنة)، التي تعرضت إلى حادثة سير، وطفلها محمد (ثلاث سنوات)، قبل يومين أثناء، قيامها وثلاث من فتيات أسرتها ب «التطعيس» في المناطق البرية القريبة من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، أكدت بأنها لن تكررها. وتقول: «كان طفلي نائماً، فحملته بين ذراعي، ورافقت صديقاتي، في رحلة التطعيس، التي أدمنت عليها منذ زمن». وتتابع «في ذروة حماستنا، وتعالي صرخات الإثارة، والضحك، لم نلتفت إلى وجود هوة (قص)، سرعان ما هوت فيها سيارتنا الجيب»، لافتة إلى تعرضها إلى لوم عدد من أفراد أسرتها، نتيجة تعريض حياة طفلها إلى الخطر، مؤكدة بأن «خوفي عليه هو ما حملني على اصطحابه». وأشارت إلى أن الطفل «أصيب بكسر في القدم، فيما أصبت أنا بجروح، وأصيبت إحدى مرافقاتي بشرخ في الأنف، وتعرضت أخرى إلى جرح غزير في العين»، منوهة إلى أن قائدة المركبة، وهي فتاة في ال18، «خرجت سالمة، ولم تتعرض سوى إلى رضوض بسيطة».