إذا كان الشارع الرياضي السعودي أصيب بالصدمة جراء الأداء الضعيف والنتائج المتواضعة للمنتخب السعودي في بطولة الخليج والتي على إثرها فقد لقبه فإن بعض الأطروحات الصحفية التي واكبت الاخفاق هي الأخرى كانت أشبه بالصدمة كونها أكدت أن (البعض) ما زال يتقوقع وسط دائرة الميول ويرفض الخروج عنها وبسببها يفضل ناديه على المنتخب فبدلاً من النقد بحياد والحديث بواقعية وتشخيص الأخطاء بعيداً عن العاطفة وتأثير الميول فقد ركز البعض وأعني بذلك أولئك المتعصبين لشعارات الأندية على الدفاع عن بعض اللاعبين وحاولوا بشتى الطرق إيجاد الأعذار لهم وتحميل مسؤولية الاخفاق كاملة لأطراف أخرى قد تكون شريكه فيما حدث ولكنها ليست السبب الرئيسي حتى نختلق الأعذار لبعض اللاعبين ونمنحهم المزيد من مساحات الدفاع والشعور بأنهم لم يخطئوا بحق الوطن أولاً وأنفسهم ثانياً مع العلم بأن هؤلاء - أي المنتقدين - وفي مناسبات سابقة لم يوفق خلالها المنتخب لأخطاء مشتركة انبروا لمهاجمة بعض عناصر الأخضر وجعلوهم سبباً رئيسياً في الاخفاق والسبب ان هذه العناصر لا تنتمي لأنديتهم المفضلة. ? نعم أخطأ نور وفشل الدعيع ولم يوفق المنتشري وأخفق العويران وضاع ياسر في زحمة الرقابة وغاب كريري واختفى السويد وهبط أداء الدوخي وكثرت (تجليات) تكر وأهدر الشلهوب ضربات الجزاء وخانت الخبرة وليد عبدربه وبرزت الأخطاء الفنية وظهرت سلبيات اتحاد الكرة ولاحظنا غياب الدور الإداري ولكن يجب ألا نميز عنصراً عن آخر وإذا أردنا أن ننتقد يجب أن نفعل ذلك بعين لا ترى سوى شعار الوطن وليس فانيلات الأندية التي بسبب الدفاع عنها فقد البعض (مصداقيته). ? ليس هناك مانع بأن ننتقد فحرية الرأي حق متاح للجميع وليس من حق أحد أن يصادر الآراء الأخرى ولكن بشرط أن تكون صادقة وهدفها أولاً وأخيراً مصلحة الوطن وليس لصالح الأندية والتعاطف مع اللاعبين المخطئين الذين يضربون بالتعليمات و الانضباط عرض الحائط وهؤلاء لولا أنهم في كل مرة يخطئون ويجدون من يحشد جيوشه للدفاع عنهم وإظهارهم أمام الرأي الرياضي بمظهر البريء لما تجرأوا على الاستمرار في ارتكاب الأخطاء وفي مهمة وطنية وأحسب أن مداخلة الأمير سلطان بن فهد عبر برنامج الزميل سليمان المطيويع الأسبوع الماضي أشبه بذلك الذي يقوم بنزع الأقنعة عن وجوه البعض ويكشفها بلونها الحقيقي أمام الجميع. ? الكل يخطئ ونحن أيضاً قد لا نوفق في كثير من الأمور ولكن أن يتجاوز الأمر مصلحة الوطن إلى (الانغماس) في الميول ومن ثم لا نرى غير لون النادي المفضل وفي وقت كنا في أمس الحاجة فيه إلى النقد الصادق والتكاتف والوقوف يداً واحدة واستشعار المسؤولية سواء كاتحاد كرة أو أندية أو لاعبين أو إعلام أو جماهير فتلك أم المصائب ولن نحصد من ذلك سوى التنافر وتباعد الصفوف وضعف العزيمة وهذا ما لا نتمنى حدوثه فالمرحلة المقبلة مهمة للغاية وتتطلب من الجميع العمل يداً واحداً وروح صادقة ونوايا صافية وليس من المفيد أن نخوض في أمور هامشية كالقول.. لماذا أوقف نور وضحك المصيبيح وارتدى اللاعبون لوناً غير اللون الأخضر، ومن المسؤول عن تشكيلة المنتخب في كأس الخليج؟.. كل هذه الأشياء انتهت بخيرها وشرها مع قرارات اتحاد الكرة الأخيرة والكرة السعودية لا يتوقف عطاؤها بإيقاف لاعب ارتكب الأخطاء واعترف بها واعتذر للمسؤولين لذلك فلننس ما مضى ونضع مصلحة الوطن نصب أعيننا أولاً وثانياً..وعاشراً.. ثلاثة وراء تراجع رياضة الوطن ثلاثة أسباب رئيسية ساهمت مع الأسف في تراجع الرياضة السعودية في الفترة الأخيرة خاصة كرة القدم أولها الفكر الإداري الذي تدار به الأندية وهو فكر لا يعتمد على (الاحتراف) والتفرغ الكامل إنما يعتمد على الاجتهاد والحضور حسب الظروف يلي ذلك نظام الاحتراف الذي اعتمدناه من أجل النهوض بالكرة لدينا وإذا به يضر باللاعب والنادي معاً نتيجة تطبيقه بصورة عشوائية لا من جانب إدارات الأندية ولا من طرف اللاعبين الذين يعتبرونه مجرد (وظيفة) وليس من أجل تطوير الأداء والارتقاء بمستوى وفكر اللاعب إلى الأفضل أما السبب الثالث فهو التحكيم الذي نراه يطبق في المباريات المحلية قانوناً مختلفاً عن قانون كرة القدم المعتمد دولياً ولهذا جاءت سلبياته مزدوجة على اللاعب وضد الحكم السعودي وكلما نأمله ان نبدأ من الآن القضاء على هذه السلبيات وان نعالجها بقرارات حاسمة.