وصف الخبير التحكيمي غازي كيال مستوى الكرة السعودية الحالي بالمتراجع عن باقي منتخبات العالم أو على الأقل منتخبات آسيا في ظل الاعتماد على المهارات الفردية واستعراضية بعض اللاعبين خاصة وأن كرة القدم الحالية تعتمد على اللمسة الواحدة وهو ما شاهده الجميع في كأس العالم الأخيرة، حيث إن لاعبا مثل كريستيانو رونالدو لم يظهر بالشكل المتوقع ونفس الحال للأرجنتيني ميسي لاعتماد المنتخبات الآن على اللعب من لمسة واحدة، مؤكدا أن مستوى الكرة السعودية بحاجة إلى إعادة نظر. وطالب كيال بتشكيل لجنة فنية لتطوير مستوى المنتخب تضم الخبراء الفنيين الصادقين ومدربي الأندية وتقوم بالتنسيق مع المدرب ومناقشته وأيضا يكون لها دور مهم من أجل الوصول لبرنامج موحد لتطوير المنتخب، مؤكدا أنه يحترم ويقدر كثيرا دور الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي عليه أن يشكل هذه اللجنة الفنية التي تضم مختصين وخبراء فنيين على مستوى عال «كما أن على المدرب القائم على شؤون الأخضر التنسيق مع مدربي الأندية للاتفاق على صيغة عمل موحدة يطبقها اللاعب، فمن غير المنطقي أن يتعود اللاعب على أسلوب لعب مع ناديه يختلف عن أسلوب المنتخب؛ لأن هذا يؤثر على مستواه، كما أن على الأندية وإعلامييها ورؤسائها وإدارييها تقديم مصلحة المنتخب الوطني على مصلحة أنديتهم، وخلع ثوب العاطفة والبحث عن صالح الكرة السعودية؛ لأن هناك بعض الإعلاميين وبعض المنتمين للأندية يقدمون مصلحة أنديتهم على مصلحة الوطن، وهذا أمر لا يليق ولا ينسجم مع إخلاصهم المعهود عنهم». الانتقاد الموضوعي مطلوب وطالب الكيال بمنح الحرية للإعلام ليوجه الانتقادات المقبولة والموضوعية، والمقصود هنا الإعلام الصادق الفعال المتزن الذي له دور كبير في التطور في جميع دول العالم فيما يخص الرياضة «أما تكتيف الإعلام بناء على بعض ما ينشر من تصريحات وملاحظات من قلة تجهل مستوى اللعب والتحليل الفني، فلا ينبغي أن يتغلب هؤلاء على الأغلبية التي تهمها مصلحة الكرة السعودية، ومن يخرج عن هذا الإطار فليعاقب وحده، أيضا لماذا يمنع الكل وهم باستطاعتهم معاقبة المخطئ، فإذا ما اتخد واتبع نظام تكتيف من يقومون بتقديم نقد هادف فسيكون ذلك المسمار الأول في نعش الكرة السعودية وسيصبح الحال كالطلبة في الفصل من غير مدرسين». وأعلن كيال تحديه لمن يعارضه وذكر أن على من لديه الخبرة في الرياضة كخبرته أن يبدي اعتراضه على كلامه ومن لا يملك الخبرة الرياضية التي تتوافر لديه، فمن الأفضل ألا يعارضه وسيلتمس له العذر، منوها بأن معظم المقابلات في الفضائيات مع المنتمين للأندية تتفرغ للحديث عن الرواتب وتلميع الإدارات والبحث عن مصلحة الفرق دون النظر لمصلحة الحركة الرياضية بشكل عام. المنتخب هو المقياس وليس الأندية وذكر الكيال في حديثه ل«شمس» أن على الوسط الرياضي أن يكون منطقيا وواقعيا في تقييم الوضع الحقيقي، موضحا أنه من خلال تقييمه الشخصي يرى أن الأجانب الآن يشاركون في الأندية عبر المسابقات المحلية بمعدل أربعة لاعبين في صفوفها «هذا يعني أن مستوى الكرة السعودية لا يظهر من خلال الأندية، بل من خلال المنتخب الوطني؛ ولهذا نجد البعض لا يجد المعادلة متوازنة بين دوري قوي ومنتخب وطني أقل مستوى وأقل قوة، وهذه الأندية سيتراجع مستواها إذا ما استغنت عن اللاعبين الأجانب، خاصة أن الأجانب يتم التعاقد معهم لتلافي نقاط الضعف في الفريق، كما تحرص الأندية على أن يكون اللاعب الأجنبي أفضل من المحلي وبذلك فإنها لا تقدم المستوى الحقيقي للكرة السعودية»، متمنيا من الأندية السعودية أن تسارع للظهور بأفضل صورة من خلال 11 لاعبا سعوديا يمثلون الفريق، مشيرا إلى أن النادي الذي سيقدم على هذه الخطوة سيكسب تأييد الجماهير، لافتا إلى أن ما يتحدث به لا يتعارض مع الاحتراف، لأن الاحتراف موجود، ولكن ليس فرضا على الأندية التعاقد مع اللاعبين الأجانب، خاصة أن هناك أندية تجامل هؤلاء بإشراكهم رغم مستوياتهم المتواضعة رغبة منها في تحليل المبالغ المدفوعة لهم «لدينا ثغرات مفتوحة لا يمكن معالجتها؛ لأن غالبية اللقاءات الفضائية تستضيف أشخاصا ليس لهم دراية كافية ويتعرضون لأمور تافهة، وحتى بعض المسؤولين توكل لهم مهام وهم لم يمارسوا كرة القدم بل كانوا مشاهدين لها». طريقة خطأ لعقاب الحكام وعن التحكيم- وهو الخبير التحكيمي المعروف- أبدى عدم رضاه الكامل عن أن يكون هناك قرار بمعاقبة الجميع وجلب حكام أجانب عندما يخطئ حكم محلي، رافضا في الوقت نفسه ربط الوطنية بصفة المدرب أو الحكم حيث يقال «مدرب وطني» أو «حكم سعودي»، قائلا بأن الدول التي سبقتنا أيضا تجلب مدربين وحكاما من الخارج وأن هناك حكما سعوديا وهو فهد المرداس يفوق بعض الحكام الذين تم جلبهم، ويجب أن يمنح الفرصة وألا يقتل «الحل يكمن في التعاقد مع خمسة حكام مميزين من عدة دول، واختيار نخبة الحكام المحليين بحيث توزع بينهم مباريات الموسم، لا أن يتم جلب الحكم الأجنبي في مباريات مهمة أو النهائيات لأنه حتى المباراة التي تحدد الهابطين من الدوري الممتاز تعتبر مهمة لهم»، وأرجع سلبيات التحكيم إلى فتح المجال أمام جميع خريجي التربية الرياضية، بل يجب اختيار الحكم المناسب والمتخصص وأن يكون مارس كرة القدم على الأقل أربعة أعوام في أندية درجة أولى، وعاد كيال ليؤكد أن بعض النقاد والمحلليين يقومون بدور المحاماة لأنديتهم على حساب مصلحة الرياضة والكرة السعودية