كشف مدير إدارة الدفاع المدني في مدينة جدة، العميد عبدالله جداوي، عن تعصبه الشديد للنادي الأهلي، مبيناً أنه هجر حضور المباريات في الملعب؛ بسبب الشد العصبي الذي يواجهه، حتى أصبح يتابعها بطقوس خاصة داخل المنزل، تصل حدّ ترك المباراة والهروب إلى الشارع إلى حين انتهائها وظهور نتيجتها. “الشرق” كشفت العديد من الجوانب الرياضية في شخصية جداوي في هذا الحوار الشائق. تستهويني الطائرة – بما أنك متابع جيد للرياضة، ما أكثر الألعاب التي تستهويكَ، سواء بالممارسة أو المتابعة؟ كنت أمارس سابقاً كرة الطائرة في منتخبات المدارس، ومازالت تستهويني إلى الآن، حتى أنني أفضل مشاهدتها على كرة القدم في بعض الأحيان، وأعشق رياضة التنس الأرضي، وأشاهدها باستمرار، بالإضافة إلى متابعتي لكرة السلة وكرة القدم. أما الممارسة، فالوقت لا يسمح لي الآن إلا بممارسة الرياضات البسيطة، كالجري بشكل شبه يومي. أهلاوي متعصب - سمعنا أنك مشجع للنادي الأهلي، فهل أنت متعصب؟ ومن لاعبك المفضل؟ نعم متعصب وبشدة للأهلي، وبالنسبة لي، كل لاعبي الأهلي نجوم، ولكن تيسير الجاسم له روح ونكهة، ويعطي الفريق بقوة، ولا ننسى اللاعبين الأجانب في الأهلي؛ فهم أيضاً نجوم. – هل أجبرت أحد أبنائك على تشجيع فريقك نفسه؟ لا، أبداً، ولست من هذا النوع، فلهم حرية اختيار النادي الذي يريدون، ولكن أحد أبنائي أهلاوي متعصب مثل أبيه، والبقية لا يميلون لفريق. – من وجهة نظرك، ما أسباب انحدار مستوى الأهلي في السنين الماضية، على الرغم من أن له قاعدة قوية يستند عليها؟ في نظري، النادي الأهلي تحسن كثيراً عن السنين الماضية؛ ففي العام الماضي، وفي الدوري في مرحلته هذه حصل على 11 نقطة فقط، أما في العام الحالي فقد حصل على 27 نقطة، وهذا إنجاز وفارق كبير في المستوى، وهذا حال جميع الأندية، لابد من النجاح والإخفاق ما بين وقت وآخر، ومن خلال متابعتي الجيدة للنادي الأهلي، أرى أن إخفاقه كان بسبب مروره بمرحلة تجديد وظروف أخرى. أهرب للشارع - ما طقوسك في متابعة المباراة؟ في الماضي كنت أذهب إلى الملعب لمشاهدة المباراة، لكن الآن لا أستطيع؛ أولاً بسبب ظروف العمل والضغوطات التي أواجهها، وثانياً لتعصبي وتوتري أثناء مشاهدة المباراة، خاصة لفريق الأهلي، وأفضل مشاهدتها في المنزل بمفردي، وأغلق الباب؛ لكي لا أرى أحداً حتى انتهاء المباراة، بالإضافة إلى أنني لا أتحمل مشاهدة الأستديو التحليلي أثناء المباراة وبعدها، وفي آخر مشاهدة لي لمباراة بين فريقي الأهلي والاتحاد، لم أستطع إكمالها، وخرجت أمشي بالقرب من منزلي، حتى وصلني “مسج” مضمونه (مبروك فوز الأهلي). – ما ردة فعلك في حال انهزم فريقك؟ لا أتناول وجبة العشاء في ذلك اليوم، وفي اليوم التالي أبتعد عن الصفحات الرياضية في الصحف، وفي حال انتهت المباراة ينتهي كل تعصبي معها؛ فالكرة متعبة بالنسبة للجماهير أكثر من اللاعبين، وأتمنّى أن يشعر اللاعبون بما نشعر به كمشاهدين ومشجعين. علامة فارقة - من النجم الذي ترى أنه علامة فارقة في الكرة السعودية؟ هناك أكثر من لاعب، ولكنني أرى أن محمد نور هو الأميز، وهو من النجوم، ويستطيع أن يغير أشياء كثيرة في الكرة السعودية، إضافة إلى محمد الشلهوب؛ فهو نجم مميز أيضاً. – هل تتوقع أن يحقق النادي الأهلي الآسيوية؟ وما الذي ينقصه؟ إلى الآن المسألة صعبة، ولايزال مرمى الأهلي سهلاً لخصومه، وينقصه الدفاع القوي، فحتى الآن دفاع الأهلي يواجه ضعفاً كبيراً. الأندية قسمان - ما رأيك في مستوى الأندية السعودية؟ تقريباً الأندية بدأت تتحسن في هذه الفترة، ولكنها لاتزال منقسمة بين قسمين؛ أحدهما يصل للأعلى، والآخر لايزال يصارع بدون نقاط ولا تقدم، والنادي الذي يملك راعياً يموله ويمده باللاعبين هو الذي يصل. – هل تقتنع بنظام الاستثمار في الأندية السعودية؟ ومتى تتوقع أن تتم الخصخصة؟ نعم، أقتنع بنظام الاستثمار، ومن خلال مشاهدتي للدوريات المختلفة، فإن جميع الأندية الأجنبية تصرف آلاف المليارات لوصولها للقمة، ولايزال هناك وقت حتى تتم الخصخصة. سلاح ذو حدّين - نظرتك للاحتراف، هل أسهم في نجاح اللاعب، أم لم يزل “محلّك سر”؟ كوجهة نظر خاصة، الاحتراف يتطلب أن يكون لدى اللاعب وعي وثقافة؛ فالبعض ليس مهيأ لهذه الملايين والشهرة ومواجهة الإعلام، ولا يعرف كيف يتعامل مع هذا الوضع الجديد بالنسبة له؛ فالاحتراف قد يكون سلبياً عليه، ويؤدي إلى إخفاقه؛ فالاحتراف والشهرة يحتاجان إلى وعي وعلم وثقافة، فلابد من اختيار الشخص المناسب والوقت المناسب للاحتراف؛ فالشهرة مثل الفلاش، إما تُحرق أو تُبرز. – أسباب تراجع المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة؟ أراها أسباباً محيرة؛ لأن كل الإمكانات متوفرة، أفضل المدربين وأفضل اللاعبين، ولكنني أستغرب وأنا أشاهد هذا المستوى، وأسأل نفسي “ما الذي يحدث؟”، هل الاحتراف والشهرة والملايين التي يجدها اللاعب في ناديه لا يجدها في المنتخب؟ أم إن كل لاعب يلعب على أساس مجموعته وفريقه، ويغلّب مصلحة ناديه على مصلحة وطنه. خطأ فادح - ما مرئياتك حول فقدان المملكة لنصف مقعد في آسيا؟ وهل الحضور الجماهيري سبب مقنع؟ أصبح النصف مقعد متعباً بالنسبة للفريق السعودي، فهو كما سمعت خطأ إداري، لكن خطأ كهذا سيحمل الفرق السعودية الشيء الكثير حتى تصل. – جملة واحده تصف فيها الكرة السعودية؟ مازالت تحتاج الكثير. نحن موجودون - ما دوركم كدفاع مدني أثناء المباريات والأحداث الرياضية؟ لنا وجود كبير داخل الملاعب، خاصة في المباريات الكبيرة كالكلاسيكو والديربي، فهناك تنسيق بين الدفاع المدني ورعاية الشباب فيما يتعلق بالطاقة الاستيعابية للملعب، وخطط الإخلاء، وبشكل عام لسلامة المُنشأة والمداخل والمخارج والمولدات الاحتياطية في المباريات المسائية، وهناك لجنة مكونة من الدفاع المدني والشرطة والمرور والدوريات ورعاية الشباب لمتابعة الحدث، بالإضافة إلى فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف ومفتّشي السلامة؛ لمراقبة الوضع والتدخل في الأمور المهمة، وأضيف لذلك حوادث السير والاحتجازات والحرائق التي تحدث بعد انتهاء المباراة، تكون هناك فرق إنقاذ وإطفاء قريبة من الموقع للتدخل في الوقت اللازم. العميد جداوي