يخطئ كثيراً من يعتقد أن سبب خروج المنتخب السعودي من كأس آسيا بدون نقاط هو مدرب المنتخب السيد بيسيرو ..لكن هذا المدرب كأن آخر مسمار ُدق في نعش الكرة السعودية.. وحكاية إخفاق المنتخب والكرة السعودية عموما في العقد الأخير بدأت من سقوط الأخضر المدوي في مونديال 2002 .. وما تلاها من لجنة تم تشكيلها برئاسة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله..وضمت الكثير من الخبرات والمتخصصين الذي شخصوا الداء ووصفوا الدواء لمعالجة سقطات الكرة السعودية..ولكن توصيات تلك اللجنة كان مصيرها الأدراج المغلقة...لتتوالى المسكنات والمهدئات من مسيروا المنتخب دون أن يكون هناك معالجة للسبب وليس العارض.. ليأتي السقوط الأخير في كأس آسيا وقبله في التأهل لكأس العالم 2010 مدوياً ..ويزيد من الاحتقان والإحباط في الشارع الرياضي..مما يتطلب تدخلاً سريعا لتصحيح الأوضاع بشكل جذري وليست على طريقة اللجان والمستشارين.. وبلا شك فان ما حدث للمنتخب السعودي هو نتاج طبيعي لوضع ضل طويلاً تحت المواربة والمداراة من المتنفعين الذين تسيرهم مصالحهم لبقاء الوضع على ماهو عليه لكسب اكبر وقت وتحقيق الفوائد.. ولو اردنا أن نذكرعلى عجالة بعض الأسباب يمكن أن نوجزها بما يلي: * ضعف الدوري السعودي ..والدوري الضعيف ينتج منتخب ضعيف. * عدم تطبيق الخصخصة للأندية رغم مطالبة الجميع بذلك مرارا وتكرارا. * النقطة السابقة افرزت بقاء ملكية الأندية تحت سيطرة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتتحكم بايراداتها ومواردها المالية. * عدم وجود استراتيجية واضحة وهدف معلن للمنتخب السعودي . * سوء اختيار مدربين المنتخب وعشوائية القرارت لاقالتهم.. * عدم محاسبة إدارة المنتخب على اخفاقاتها واختيار البديل المناسب. * عدم كفاءة وقدرات بعض العاملين في اللجان والمناصب المؤثرة في اتخاذ القرارت في الرياضة السعودية ..وطغيان المحسوبيات احيانا في اختيارهم. * سيطرة الميول والتعصب للأندية على الإعلام الرياضي وتطبيق فكر الإقصاء للأغلبية لحساب مجموعه تدير مصالح معينه. وبالتأكيد ففي ظل وجود مثل هذه الملاحظات والعيوب فانه سينتج عنها وجود بيئة خصبه للفساد تقدم مصلحة الفرد على المجموعة ..وهو في هذه الحالة الوطن. وفي رأيي فإن المسألة تحتاج إلى شجاعة كبيرة من اصحاب القرار لمعالجة وتصحيح الواقع السيئ للكرة السعودية ..فليس من المعقول أن العالم من حولنا يتطور ويتقدم ونحن لازلنا ندور في حلقه مفرغه نتغنى بانجازات ماضية ونتسابق في تعليق اسباب الخسائر والإخفاقات على شماعات متناوبة.. مرة بالتحكيم ..وأخرى بعوامل الجو ..وثالثه بخطأ مدرب بالتغيير.. دون أن نكون صادقين مع انفسنا ونسمي الأشياء باسمائها ونحمل المتسببن الحققيين في النتيجة... باختصار : * احد مشاهد الفساد لدينا أن يُعرض على منتخبنا مقابلة منتخبات قوية مثل البرازيل وروسيا في ايام الفيفا..ويتم رفضها حتى لاينكشف الحال السئ للمنتخب !!! * جميع المنتخبات بالعالم تُعتمد التشكيلة وتعلن من خلال المدرب.. إلا المنتخبات السعودية لابد من المصادقة الإدارية على الاختيارات والاسماء!! أليس ذلك من الأخطاء الإدارية وتداخل المسئوليات ؟؟ * عندما ترفع اسماء المنتخب السعودي للاتحاد الآسيوي وتخلوا من اسم لاعب ما ..فيكون التبرير أنه مصاب ..وتفاجئ بأن الاسماء تم رفعها قبل اصابة اللاعب بيومين ..ألا يسمى ذلك فساداً إداريا ؟ * من اختار المدرب ..ومن شكل اللجان ..ومن اختار اللاعبين الغير جاهزين دون محاسبة هو من يتحمل اخفاق المنتخب. * عندما يتم حجز مستحقات الأندية من الدعم ودخول المباريات والنقل التلفزيوني لتسديد مرتبات مدربيها ومنسوبيها..ومن ثم يتم إيقاف تسجيل اللاعبين المحترفين أليس ذلك فساداً إدارياً ؟ * لا اتصور أن المنتخب يحتاج لاعب مشهور مثل ماجد أو سامي أو الهريفي .. لأنه وبسبب ثقافتنا سيخلق مشكله تغذيها نار التعصب.