تعزز المسار التصاعدي لأسعار النفط أمس إلى ما فوق 61 دولاراً لخام ناميكس القياسي التي بدأته منذ مطلع الأسبوع الماضي تدعمها عدة عوامل محفزة منها تقارير وكالة الطاقة الدولية والتي أشارت فيه إلى بقاء نمو الطلب قويا في الأعوام الخمسة المقبلة رغم ارتفاع الأسعار، متوقعة أن معدل النمو السنوي سيكون في المتوسط بين 1,8 مليون ومليوني برميل يومياً حتى عام 2010. وكذلك ارتفاع وتيرة الاستهلاك في الدول التي تقع شمال الكرة الأرضية مع اشتداد البرودة وتنامي الحاجة إلى وقود يقي سكانها لسعات موجات الصقيع. وكانت الأسواق البترولية تنتظر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أعلنتها مساء أمس وأوضحت فيها أن إنتاج المصافي الأمريكية التي كانت تعمل بنسبة 89,6٪ من طاقتها الإنتاجية هبط بمقدار 188 ألف برميل يومياً لتصل إلى 15,2 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 9 ديسمبر الحالي حيث هبط إنتاج الجازولين إلى معدل 8,7 ملايين برميل يومياً بينما هبط معدل إنتاج نواتج التكرير إلى معدل 3,9 ملايين برميل يومياً، وهو ما شكل حافزاً لأسعار وقود التدفئة التي ارتفعت إلى 1,85 دولار للجالون كما تحمست أسعار الجازولين وصعدت إلى 1,68 دولار للجالون. و هبط معدل كمية النفط الأمريكي المستورد بمقدار 150 ألف برميل يومياً إلى 10,4 ملايين برميل يومياً عن معدله خلال الأسبوع الفارط ، غير أن المخزونات التجارية الأمريكية من النفط الخام ( عدا تلك التي في الاحتياطيات البترولية ) ارتفعت بمقدار 900 ألف برميل عنها في الأسبوع ما قبل الماضي إلى 312,2 مليون برميل وهي في مستوياتها العليا وتفوق كمياتها في نفس الفترة من العام الماضي. وكان الصعود الأبرز لسعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية الذي تخطى 60 دولاراً لأول مرة منذ عدة أشهر حيث سجل 60,09 دولار للبرميل متأثراً بتقارير الأرصاد الجوية التي تنبأت بدرجات حرارة منخفضة على أجزاء عديدة من القارة الأوروبية كما تبعه في الارتفاع خام برنت القياسي الذي ارتفع إلى 59,50دولاراً في وسط التعاملات اليومية وحافظ على هذا المستوى المرتفع حتى نهاية التداول. وسجل سعر الغاز الطبيعي رقماً قياسياً جديداً بعد أن تجاوز 15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وسط تدافع كبير على هذا النوع من الوقود الذي يجد إقبالاً شديداً من المستهلكين لكونه يعد صديقاً للبيئة وسهل الاستعمال رغم ندرته وصعوبة تصنيعه ونقله إلى أسواق الاستهلاك. أما المعادن النفيسة فقد منيت أمس بنكسة سعرية بسبب ارتفاع سعر الفائدة الذي أعاق عمليات التمويل رغم انها كانت مرشحة إلى الصعود في ظل انخفاض سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى ، وكان التراجع الأكبر لسعر البلاتين الذي هبط بمقدار 24 دولاراً للأوقية ليصل إلى 971 دولاراً بينما هبط الذهب إلى 515 دولاراً وتراجع سعر الفضة إلى 8,48 دولارات للأوقية.