خمسة مواسم انقضت منذ إقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح للأندية بالتعاقد مع لاعب آسيوي رابع، وعلى الرغم من تجارب كل موسم إلا أن غالبية الأندية لم تحسن التعامل بعد مع هذا القرار، كونها تجلب لاعبين آسيويين يكلفون خزينتها ملايين الريالات ولا يقدمون المأمول منهم، حتى أن عدداً كبيراً منهم سجلوا أرقاماً قياسية في قيمة عقودهم مقارنة بالدقائق التي شاركوا فيها، وهناك لاعبون مستوياتهم أقل بكثير من اللاعب المحلي، مما يلغي الفائدة منهم. جريفتس وسوك وبيونغ أكبر الراسبين.. والحوسني والمطوع «فايف ستارز» ومنذ اعتماد قرار اللاعب الآسيوي الرابع كانت ال"مقالب" كثيرة، وأرهقت خزائن الأندية، لعل أبرزها مدافع الاتفاق الكوري لي جونغ (لم يلعب سوى 18 دقيقة)، ولاعبا وسط الشباب الأسترالي آدم جريفتس والكوري الجنوبي سونج جونغ، ولاعبا وسط النصر الكوريان لي تشن سو وكيم بيونغ سوك، ومهاجم الهلال الكوري يو بيونغ، ومواطنه مهاجم الأهلي سوك، ولاعبا الاتحاد والوحدة الفلسطينيان الشقيقان أنس الشربيني وأحمد الشربيني، ومدافع الاتحاد البحريني عبدالله عمر، ومهاجم القادسية البحريني محمد حبيل، وغيرهم من المقابل، ويلعب "السماسرة" دوراً كبيراً في وقوع أنديتنا في فخ "المقالب"، إضافة إلى تفرد بعض رؤوساء الأندية بالرأي من جهة، ووضع ثقتهم في مستشارين فنيين سيئين من جهة ثانية. في المقابل استفادت بعض الأندية من عنصر المحترف الآسيوي خلال المواسم الماضية، إذ جلبوا لاعبين استطاعوا أن يرجحوا كفة فرقهم ويقدموا مردوداً فنياً داخل الملعب بمقابل مادي أقل من اللاعبين الأجانب من خارج "القارة الصفراء"، امثال مهاجم الأهلي العماني عماد الحوسني، ومهاجم النصر الكويتي بدر المطوع، ومدافع الهلال الكوري لي يونج بيو، ولاعب وسط الشباب القطري طلال البلوشي، ولاعب وسط الاتحاد العماني أحمد حديد، ولاعب وسط نجران والتعاون السوري جهاد الحسين. عمر السومة هداف الدوري مع الأهلي وفي الموسم الماضي اضطرت عدد من الفرق إلى تغيير اللاعب الآسيوي أكثر من مرة سواءً في فترة الانتقالات الصيفية أو الشتوية، كما أن هنالك من استعان بأكثر من لاعب آسيوي في ذات الوقت، ومن الفرق أيضاً من استقطب لاعبا آسيويا مميزا حتى أنه تفوق على الجميع، وإذا ماذكرنا ذلك فإن الأضواء تتجه مباشرة إلى هداف دوري "عبداللطيف جميل" مهاجم الأهلي السوري عمر السومة. ولا يمثل نجاح اللاعب الآسيوي في ملاعبنا الموسم الماضي سوى 26 في المئة، وهو رقم يثبت فشل تجربة اللاعب الآسيوي في الملاعب السعودية، وعجز الأندية في استقطاب اللاعب المميز، وإن كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد قرر قبل أيام منع التعاقد مع اللاعبين الأجانب بسبب ديون الأندية، فإن اتحاد القدم قد يصدر يوماً قراراً بإلغاء الاستعانة باللاعب الآسيوي بسبب عدم استفادة الأندية منه وتكبد خزائنها خسائر بالملايين. ومن بين اللاعبين الآسيويين ال23 الذين تواجدوا في الموسم الماضي لن يبقى إلا سبعة لاعبين فقط هم مهاجم الأهلي السوري عمر السومة ومدافع النصر البحريني محمد حسين ومدافع الهلال الكوري كواك ولاعب وسط التعاون جهاد الحسين ومهاجم الرائد العراقي أمجد راضي ومواطنه لاعب وسط هجر سيف سلمان الذي قدم من الاتحاد ومدافع الخليج الأردني ابراهيم الزواهرة، أما البقية فحصلوا على تذاكر ذهاب دون عودة سواءً خلال الفترة الشتوية أو بعد نهاية الموسم. جهاد الحسين أبرز الآسيويين حسين والنصر.. علاقة جديدة بطل الدوري النصر فضل في الموسم الماضي الإبقاء على مدافعه البحريني محمد حسين بعد مستوياته التي قدمها قبل موسمين وساهمت في تتويج النصر بلقب الدوري وكأس ولي العهد، واستطاع حسين فعلاً أن يقدم مستويات جيدة ساهمت في استمراره للموسم الثالث على التوالي. وعلى الرغم من ردود الأفعال التي رافقت الإعلان عن تعاقد إدارة الأهلي مع المهاجم السوري عمر السومة كونه كان قبل ذلك لاعباً "مغموراً" في الكويت، إلا أن رد السومة كان في المستطيل الأخضر بعد أن قدم مستوى أكثر من مميز توّجه بلقب كأس ولي العهد مع الأهلي، ونيله لقب هداف الدوري، وبالتأكيد أن الإدارة الأهلاوية ودون أدنى تفكير قررت إبقاءه وتجديد عقده. ولا يزال المدافع الكوري الجنوبي كواك متمسكاً بمكانته في قلوب الهلاليين كونه صمام أمان الفريق من خلال مستوياته الكبيرة في المناطق الخلفية، ويعتبر كواك من أفضل اللاعبين الآسيويين الذين حضروا لملاعبنا في المواسم الأخيرة. الاتحاد أحضر في بداية الموسم الماضي المدافع الأردني محمد الدميري، إلا أنه لم يقدم مايشفع له بالاستمرار اتحادياً، وهو ما أجبر الإدارة على استبداله في فترة الانتقالات الشتوية بلاعب الوسط العراقي سيف سلمان، لكن الأخير أيضاً كان دون طموحات الاتحاديين الذين فضلوا بعد نهاية الموسم نقل خدماته إلى هجر. محمد حسين اثبت وجوده مع النصر ولم يكن الشباب موفقاً في اختياراته الآسيوية، إذ تعاقد مع المدافع الأردني طارق خطاب لكنه لم يظهر بتلك المستويات التي كان يقدمها مع منتخب بلاده، وظل مع الشباب أسيراً لدكة الاحتياط خصوصاً وأنه لم يستغل الفرص التي سنحت له للمشاركة أساسياً، واستعانت إدارة الشباب أيضاً بلاعب آسيوي آخر هو لاعب الوسط الكوري بارك تشو، الذي حضر في بداية فترة الانتقالات الشتوية، وغادر أسوار الشباب مع نهاية الفترة. واستقطب الفتح مع بداية الموسم الماضي المدافع السوري أحمد ديب، بيد أنه لم يقنع الفتحاويين بمستوياته، وهو الأمر الذي جعلهم يستبدلونه خلال فترة الانتقالات الشتوية بالمدافع البحريني حسين بابا، ولن يتواجد بابا مع الفريق في الموسم المقبل إذ فضلت الإدارة الاستعانة بالمدافع العراقي سلام شاكر. وفضل الفيصلي الاستعانة بلاعبين آسيويين هما لاعب الوسط الأردني خليل بني عطية والمهاجم الفلسطيني أشرف نعمان، واستمر عليهما طوال المواسم بسبب تقديمهما مستويات مقنعة إلى حد كبير خصوصاً نعمان، لكنه بعد نهاية الموسم اختار الاستغناء عنهما واستبدالهما بلاعب الوسط السوري محمود المواس. وتعاقدت إدارة الخليج مع ثلاثة لاعبين آسيويين جميعهم يحملون الجنسية الأردنية هم المدافعان شريف عدنان وإبراهيم الزواهرة والمهاجم حمزة الدردور، وفي الفترة الشتوية رحل شريف بناءً على تقرير المدرب، فيما أكمل الزواهرة والدردور مشوارهما مع الفريق، ومع نهاية الموسم أعلنت الإدارة رحيل الدردور وبقاء الزواهرة الذي جدد عقده وسيستمر مع فريقه الموسم المقبل إلى جانب لاعب آسيوي أخر هو المهاجم العراقي مروان حسين. وبدأ التعاون موسمه بلاعبين آسيويين هما لاعب الوسط الأردني شادي أبو هشهش ولاعب الوسط السوري جهاد الحسين، واستمر اللاعبان مع الفريق حتى نهاية الموسم، إلا أن هشهش لم يفلح في إثبات وجوده مما جعل الإدارة تستغني عنه، بينما كان الحسين أحد نجوم الموسم وهو ماجعل التعاونيين يتمسكون به من أجل الدفاع عن شعار الفريق في الموسم المقبل. ومثل لاعب الوسط الأردني علاء الشقران هجر خلال الموسم الماضي كلاعب آسيوي رابع، واستطاع أن يحجز له موقعاً في تشكيلة الفريق طوال الموسم، بيد أن ذلك لم يشفع له بالبقاء إذ فضلت الإدارة استبداله باللاعب العراقي سيف سلمان. الرائد مثله في بداية الموسم المدافع الأردني أنس بني ياسين، وفي فترة الانتقالات الشتوية استعانت الإدارة بالمهاجم العراقي أمجد راضي، إذ قدم مستويات مميزة جعلته يستمر للموسم المقبل. ولم يفلح المهاجم الأردني مصعب اللحام مع نجران إذ لم يلعب سوى ثماني مباريات سجل خلالها هدفا واحدا، وهو ماجعل الإدارة النجرانية تستغني عنه، واستقطبت عوضاً عنه لاعب الوسط الأردني بهاء عبدالرحمن. الهابطان إلى دوري "الدرجة الأولى" الشعلة بدأ موسمه بلاعب الوسط الأردني ياسين البخيت، لكنه استبدل في فترة الانتقالات الشتوية بالمدافع القادم من تيمور الشرقية جونيور الفيس، اما العروبة فاكتفى بالمدافع الكويتي مساعد ندا الذي قدم مستويات جيدة.