أحسن الاتحاد السعودي لكرة القدم صنعاً عندما واكب في عام 2008م قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالسماح بمشاركة أربعة لاعبين أجانب في المسابقات الآسيوية بطريقة (3+1) والتي تجيز للفرق الآسيوية التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب ورابع آسيوي، وتقبلت الفرق السعودية في ذلك الوقت القرار بترحيب كبير خصوصاً تلك التي تشارك في دوري أبطال آسيا طمعاً في تدعيم الفريق بلاعب أجنبي رابع في منافسات البطولة. إلا أن آمال وتطلعات جماهير أغلب الفرق السعودية خابت كون تلك الفرق لم تستفد من القرار جيداً إذ أصبح عكسياً عليها بسبب سوء اختيار اللاعب الآسيوي من قبل الأجهزة الفنية أو إدارات الأندية، حتى أصبح اللاعب الآسيوي الرابع بمثابة العالة على فريقه، ولا أبالغ ان جزمت بأن إدارات الأندية جلبت لملاعبنا لاعبين آسيويين إمكانياتهم أقل بمراحل من تلك الإمكانيات التي يتميز بها اللاعب المحلي والغريب أنها تدفع لهم الملايين فيما تستكثرها على لاعبين محليين مميزين. تلك الاختيارات السيئة للاعب الآسيوي الرابع أدت إلى خسائر خزائن الأندية السعودية ملايين الدولارات خلال المواسم الأربعة التي طُبق فيها القرار، إذ جلبت الفرق السعودية أكثر من 50 لاعبا آسيويا لم ينجح منهم إلا عدد بسيط لم يتجاوز أصابع اليدين، ومن اللاعبين الآسيويين الذين حضروا للملاعب السعودية بعد تطبيق القرار ولم ينجحوا في فرض أسمائهم على مدربي فرقهم المدافع العماني خليفة عايل (الاتفاق)، والمدافع الأردني بشار بن ياسين (الحزم)، ولاعب الوسط الأسترالي آدم جريفتس (الشباب)، والمدافع البحريني حسين بابا (الشباب والوحدة)، والمهاجم البحريني محمد حبيل (القادسية)، ولاعب الوسط الكوري الجنوبي لي تشن سو (النصر)، ولاعب الوسط الكوري الجنوبي سونج جونغ (الشباب)، واللاعب الأردني محمد منير (الأنصار)، واللاعب السوري محمد اسطنبلي (الأنصار)، والمدافع البحريني عبدالله عمر (الاتحاد)، واللاعب البحريني عبدالوهاب علي (القادسية)، ولاعب الوسط الكوري الجنوبي كيم بيونغ سوك (النصر)، والمهاجم الكوري الجنوبي يو بيونغ سو (الهلال)، والمدافع الفلسطيني عبداللطيف البهداري (هجر)، والشقيقان الفلسطينيان لاعب الوسط أنس الشربيني (الاتحاد) والمهاجم أحمد الشربيني (الوحدة). قرار السماح باللاعب الآسيوي الرابع طُبق في موسم 2009-2010م وأستفادت منه فرق دوري "زين" بالتعاقد مع لاعبين آسيويين بيد أن الفائدة الفعلية داخل المستطيل الأخضر من هذا القرار ذهبت لمصلحة ثلاثة فرق فقط وهي الأهلي والاتحاد والهلال بتعاقدها مع ثلاثي آسيوي مميز فالأهلي استفاد من خدمات لاعب الوسط العماني أحمد كانو والغريم التقليدي (الاتحاد) استفاد أيضاً من لاعب الوسط العماني أحمد حديد أما الهلال فوفق في التعاقد مع الظهير الأيمن الكوري الجنوبي لي يونج، بقية الفرق لا أبالغ إن أكدت بأن استفادتها من اللاعب الأجنبي كانت معدومة باستثناء الفتح والوحدة كونهما لم يكلفان خزينتها بالتعاقد مع لاعب آسيوي رابع في الأصل. اختيارات سيئة وسقوط في «فخ» السماسرة أرهقا خزائن الأندية.. واللاعب السعودي تفوق عليه الموسم التالي كان الحال فيه أفضل إذ ارتفع عدد الفرق التي نجحت في التعاقد مع لاعبين آسيويين مميزين، فالنصر جلب المهاجم الكويتي الهداف بدر المطوع ووفق كثيراً معه، والهلال أبقى على مدافعه الكوري الجنوبي المميز لي يونج، وهو الحال ذاته بالنسبة للاتحاد الذي أبقى على لاعب الوسط العماني أحمد حديد. الأهلي تخلى عن لاعب الوسط العماني أحمد كانو لمصلحة الفتح ووقع مع مواطنه المهاجم الهداف عماد الحوسني، فيما وقع الاتفاق مع المدافع العماني حسن مظفر كخامس لاعب عماني كان يلعب في الدوري السعودي في ذلك الوقت، أما بقية التعاقدات فكانت متواضعة جداً كون اللاعبين الذين جلبتهم بقية الفرق لا تختلف مستوياتهم كثيراً عن اللاعب السعودي. في ثالث المواسم لقرار السماح بالتعاقد مع لاعب آسيوي رابع استطاع الشباب أن يُحضر للملاعب السعودية أفضل لاعب آسيوي وهو لاعب الوسط الأوزبكي جيباروف، وأبقى الأهلي على المهاجم العماني عماد الحوسني، فيما فرط الهلال في المدافع الكوري الجنوبي لي يونغ وتعاقد مع مواطنه المهاجم يو بيونج، وهو ذات الحال بالنسبة للنصر الذي فقد خدماته مهاجمه الكويتي الهداف بدر المطوع، ومن اللاعبين الآسيويين الذين استحقوا الإشادة في موسم 2011-2012م لاعب وسط الفتح الأردني شادي أبو هشهش ولاعب وسط نجران السوري جهاد الحسين إذ قدما مستويات كبيرة مع فريقيهما، ولعل أكثر الصفقات الآسيوية لفتاً للنظر في ذلك الموسم وأكثرها غرابة هي تعاقد الاتفاق مع المدافع الكوري الجنوبي لي جونغ هو الذي لم يلعب سوى 18 دقيقة ألغت عقبها الإدارة الاتفاقية عقده!. في الموسم الماضي لم ينجح من اللاعبين الآسيويين سوى مهاجم الأهلي العماني عماد الحوسني الذي أكمل موسمه الثالث مع فريقه، ومدافع الشباب الكوري الجنوبي كواك، ولاعب وسط نجران السوري جهاد الحسين، ولاعب وسط الفتح الأردني شادي أبو هشهش، ومهاجم التعاون العماني عبدالعزيز المقبالي، أما البقية فظهروا بمستويات أقل من عادية. إذا ما استمر الحال على ماهو عليه قد نجد أنفسنا نطالب اتحاد القدم بإلغاء قرار السماح بالتعاقد مع لاعب آسيوي رابع طالما أن جُل الفرق لم تستفد من القرار بشكل جيد بسبب سوء اختيارها للاعب الآسيوي وهو ما يُرهق خزينة النادي دون أدنى فائدة. بمناسبة الحديث عن التعاقدات الأجنبية، قبل بداية كل موسم نطالب الفرق السعودية بحسن اختيار اللاعبين الأجانب ودراسة ملفاتهم من وقت مبكر حتى لا تجد إدارات بعض الأندية نفسها مجبرة على التوقيع مع أشباه لاعبين في الساعات الأخيرة من فترة التسجيل الصيفية إلا أن تلك الأندية أصبحت تكرر ذات الأخطاء وكأنها هواية مفضلة لها إذ تبحث عن حسم الصفقات في الساعات الأخيرة بهدف التعاقد مع اللاعبين بقيمة أقل وهذه نظرة قاصرة للأسف تؤكد جهل بعض إدارات الأندية، وبالرغم من تحذيرنا من بعض السماسرة ووكلاء أعمال اللاعبين غير مرة إلا أن هنالك أندية لا تزال تقع ضحية لهم ولمقاطع "اليوتيوب" المدبلجة التي يوفرونها لمسيري بعض أنديتنا بعد أن ذاع صيتهم بأن تعاقداتهم تعتمد على "اليوتيوب" بشكل كامل، ومن مسببات فشل الصفقات الأجنبية هو تعاقد إدارات الأندية مع اللاعبين دون إستشارة الجهاز الفني أو مشاورته وهو ما يُحدث تصادم بين الأطراف الثلاثة ويقع الفريق ضحيته. كل ما نتمناه أن تستفيد أنديتنا من دروسها السابقة وأن تُحسن خياراتها الأجنبية لأن ذلك سينعكس إيجابياً على مستوى المسابقات المحلية بالإضافة إلى أنه سيدعم الفرق المشاركة في البطولات الخارجية. جيباروف كيم لي يونج