سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشار وزير البترول: الترابط العالمي بين المراكز التجارية والمالية أعطى الإعلام أهمية كبرى وتأثيراً على حركة الأسواق خلال جلسات ملتقى الإعلام البترولي لدول الخليج:
أكد مستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم المهنا توسع استخدام البترول سنة بعد أخرى وازدياد الاهتمام الإعلامي به، مبينا أن هذا الاهتمام يكبر مع الأزمات مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، والأزمات في مناطق الإنتاج مما رفع أهمية البترول من قبل المواطنين في الدول الغربية المستهلكة، وفي الدول المنتجة على حد سواء. وقدم المهنا في الجلسة الأولى لملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد حاليا بالرياض ورقة عمل حول "البترول والإعلام والخليج: نظرة عامة"، مبينا أن الصحافة البترولية المتخصصة ذات الطابع الدولي بدأت تظهر بعد الحرب العالمية الثانية ولعل من أهمها نشرة بتروليوم انتلجنس ويكلي، ونشرة ميدل إيست اكونميك سيرفي، لافتا إلى أن التحول الكبير الثاني في الإعلام البترولي والعلاقة بين الجانبين حدث في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بالتزامن مع الأحداث السياسية التي أثرت على تصدير البترول، وتذبذب أسعار البترول بشكل حاد من 40 دولاراً في عام 1980 إلى 10 دولارات في عام 1985م. ونبه إلى أن الأهم من ذلك هو ظهور السوق المستقبلية للبترول الخام ومشتقاته، وهو ما يعني تحول جزء كبير من المبيعات والمشتريات البترولية تقدر بنحو 70% من بيع وشراء براميل بترول حقيقية إلى عقود آجلة على الورق مع دخول عدد كبير في أسواق البترول ويشمل البنوك والمستثمرين والمضاربين من شركات وأفراد وشركات غير بترولية مثل شركات الطيران بهدف أخذ الحيطة. 70% من مبيعات ومشتريات البترول تحولت إلى عقود آجلة على الورق وأبان مستشار وزير البترول والثروة المعدنية أن السوق المستقبلية تعني البيع والشراء آجلاً عن طريق الشاشة أو الوسطاء داخل سوق المبادلات في نيويورك ويتم ذلك في الدقيقة والثانية، ومنها تزايدت أهمية الإعلام بوسائله المختلفة وسرعة توصيله للخبر واختلطت وسائل الإعلام البترولي بعضها البعض بحيث أصبحت بعض النشرات البترولية ومراكز الأبحاث تتصرف وكأنها وكالات أنباء تنقل الخبر والمعلومة بسرعة بما أسهم في هذا التغيرات، إضافة إلى تطورات السوق تطور وسائل الاتصالات وقيام وكالات الأنباء العالمية بإنشاء أقسام خاصة بالبترول والطاقة أصبح الهدف الرئيس فيها سرعة الخبر وليس بالضرورة دقته مما زاد الاهتمام من قبل العاملين في السوق بالشائعات ونظريات المؤامرة مدعية معرفة خبايا السياسة البترولية في بعض البلدان. الترابط العالمي بين المراكز التجارية والمالية وأوضح المهنا أن ما زاد الأمر تعقيداً وأعطى الإعلام أهمية أكثر هي مهمة الترابط العالمي الكبير بين المراكز التجارية والمالية فالسوق المالية العالمية تبدأ يومها من طوكيو التي تضع الاتجاهات الأولية العالمية بناءً على إغلاق سوق نيويورك وحتى تفتح سوق لندن يبدأ زخم مختلف بناءً على المعلومات والأخبار والتحليلات التي استجدت خلال الساعات السابقة يشارك فيها عدد ضخم من الأفراد والشركات وخلال هذه الدورة المستمرة، وتقوم وسائل الإعلام بكافة أنواعها، الجيد منها والرديء، بدور رئيس في تعزيز حركة الأسواق أو حتى تغيير اتجاهاتها. ونوه إلى الترابط بين السلع والعملات العالمية المهمة، وأن أسعار البترول تؤثر في الاتجاه السعري للعديد من السلع والمعادن، وكذلك التطورات والأحداث السياسية والاقتصادية المختلفة لها تأثير كبير على أوضاع جميع الأسواق بما فيها السوق البترولية بشكل حقيقي، مشيراً إلى أن هناك أحداثا أخرى تؤثر على اتجاه السوق بشكل كبير بحيث تنخفض أو ترتفع الأسعار ما بين 20-30%، وفي حالة تصاعدية أو تنازلية قد تستمر لعدة أشهر، وأنه خلال الأربعين عاماً الماضية حدث 12 تقلباً رئيساً في أسعار البترول تقريباً نصفها يعود إلى أسباب سياسية وعسكرية. وتطرق خلال الجلسة إلى اهتمام وسائل الإعلام بالشأن البترولي، مبيناً أن الإعلام يركز على الإثارة وجلب انتباه القارئ والمستمع، ومن يعمل في السوق البترولية، وبالذات المستقبلية، ويبحث عن الحقيقة والتوقعات، كما أنه يبحث عن الإشاعات والأفكار والإثارة التي قد ترفع السعر أو تخفضه، مشيراً إلى أن الأسوأ من ذلك أن بعض المسؤولين والخبراء والصحفيين يستخدمون الإثارة، والمبالغة والحديث عن نظريات المؤامرة لجلب الاهتمام من أجل أن تتناقل وسائل الإعلام أقوالهم. البعض يستخدم الإثارة للحديث عن نظريات المؤامرة بهدف أن تتناقل وسائل الإعلام أقوالهم وتساءل قائلا هل بالإمكان إنشاء إعلام بترولي خليجي له دور وأهمية دولية مع الأخذ في الاعتبار أن مراكز الأبحاث والمتخصصين والخبراء هم جزء مهم من العملية الإعلامية، مجيبا بقوله نعم بالإمكان ولكن بتحقيق أربعة شروط وهي وضوح الهدف من إنشاء هذا الإعلام، وتدريب كوادر بشرية إعلامية خليجية جيدة ذات ثقافة ومعرفة في قضايا البترول والطاقة، واستقلالية وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الصحفية، وتعاون المسؤولين الحكوميين والشركات البترولية مع وسائل الإعلام الخليجية. تغطية الأحداث النفطية وفي الجلسة الثانية أكد الدكتور أنور الرواس من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان أنّ صناعة الطاقة تشهد ازدهارا كبيرا في مختلف دول وأسواق العالم وتتحرك بسرعة كبيرة في اتجاهات عديدة، وذلك من خلال استخدام مصادر جديدة وإمدادات جديدة وتكنولوجيا، وطرق جديدة للتفكير، مبيناً أنّ الشركات الرائدة في هذا المجال تعتمد على وسائل الإعلام اعتمادا كبيرا ومتزايدا للحفاظ على حصتها السوقية وتنميتها باستمرار، وهو ما يجعل المعلومات في هذا القطاع سلعة ذات قيمة كبيرة لدى الشركات العاملة فيه. وتطرق الرواس خلال جلسة الشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي عن أول مؤتمر دولي حول النفط والغاز والذي أقيم لمدة يومين في أذربيجان 2012، والذي خلص إلى اتفاق عام بين المتحدثين حول أحقية المواطنين في الحصول على معلومات دقيقة حول النفط والغاز وأن حرية الصحافة في القطاع النفطي ليست قضية خاصة بدول العالم الثالث كونها ممتدة ويعاني منها الصحافيون في مختلف الدول الغربية كالولايات المتحدة التي يواجه الإعلاميون معوقات كبيرة في تغطية الأحداث النفطية. وعرض الرواس في ورقته تفصيلا لمحادثات المؤتمر الأول في 2012، إذ ناقش المؤتمر المخاطر والجوائز التي تعود على وسائل الإعلام من تغطية قضايا النفط والغاز خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات وسباقا محموما بين الشركات الكبرى، عوضا على ما يجب على الحكومات أن تمد به وسائل الإعلام والصحفيين من معلومات عن النفط والطاقة، ودور الصحافة في الرقابة على عمليات الاستكشاف والإنتاج والأمان، مبيناً أنّ المؤتمر لم يتجاهل البعد الاجتماعي لقضية النفط والغاز متمثلا في أسئلة من نوع "بلدي غني بالنفط فلماذا أنا فقير؟"، مثمنا دور الصحافة الاستقصائية في التوصل إلى إجابات عن أسئلة تتعلق بالدور الاجتماعي لشركات النفط ومسؤولياتها الاجتماعية. واستدل الرواس بأمثلة على أهمية قضية الطاقة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقع في الأسبوع الثاني من تنصيبه في 2009 وثيقتين تتصلان بتحسين كفاءة وقود السيارات، عوضا عن كون استطلاعات الرأي الأمريكية تشير إلى أن قضية الطاقة تحتل لدى الأمريكيين المركز السادس في ترتيب أولويات القضايا وتأتي مباشرة بعد الأمن القومي وتسبق في الأهمية قضايا الرعاية الصحية، مشيراً إلى أنّ إشارة أوباما كانت نقطة تحول ليس فقط في إصلاح قطاع الطاقة ولكن أيضا في تغطية الصحافة لشؤون الطاقة التي تزايدت بشكل واضح خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود وزيادة الوعي الشعبي بتأثير النفط على الاقتصاد والأمن القومي، ومن هذا المنطلق اكتشفت الصحافة أهمية وجود محررين متخصصين في شؤون الطاقة. وطرح الرواس في ورقته مسألة إدراك الدول للتغيرات التي ستطرأ عليها إثر دخولها إلى المنظومات العالمية وتحديدا تحت مظلة الأممالمتحدة ومن خلال الهيئات الدولية خاصة وأن عبارات سري، وسري للغاية، ومحدود التداول، انقرضت في عصر الفضاء المفتوح، واضعاً ثلاثة شروط لتطبيق شفافية الإعلام المتعلقة بوجود العديد من مصادر المعلومات المتنافسة فيما بينها، ومعرفة الكثير عن وسيلة توصيل المعلومات، وأن يكون تمويل الإنتاج الإعلامي متاحًا بشكل علني. وعرف الرواس صحافة الطاقة بأنها "نوع من الصحافة المتخصصة التي تهتم بتقديم الأخبار والمعلومات حول استكشاف وإنتاج وتوزيع الطاقة بمختلف أنواعها وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية على المجتمعات الإنسانية"، معددا كل الوسائل التي تهتم بتقديم محتوى متخصص يتعلق بالطاقة، إذ شكل بروز الطاقة كأولوية جماهيرية في السنوات الأخيرة قدم للصحافة فرصا عديدة، كونها أصبحت مظلة للقصص الصحفية عن الاقتصاد والأمن القومي والمناخي. ووجه الرواس عددا من المقترحات إلى الصحف لتغير استراتيجياتها في تغطية الأحداث النفطية، مشددا على ضرورة إنشاء أقسام صحفية متخصصة في الطاقة، وزيادة التعاون مع المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية المتخصصة في الطاقة وتوقيع اتفاقيات معها لتشارك في المحتوى، إضافة إلى إشراك محرري الصحيفة من التخصصات المختلفة في تغطية شؤون الطاقة، إذ تتميز تغطية شؤون الطاقة بتعدد الزوايا التي تضمنتها وتأثيرها وتأثرها بالأوضاع السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية وحتى الأمنية، عوضا عن ربط تغطية شؤون الطاقة بالحياة اليومية للمواطنين من خلال عدم الاقتصار على التقارير الإخبارية الخاصة بالأسعار والاكتشافات الجديدة والتوسع في التحليل والتغطية الاستقصائية. تعاون المسؤول مع الإعلام وأكد الزميل نائب رئيس التحرير الدكتور أحمد الجميعة على أنه لا يمكن تحقيق الشفافية النسبية من دون تعاون المسؤول مع الإعلام، موضحاً أن غالبية المسؤولين عن قطاع الطاقة يطالبون بوجود إعلاميين مختصين في النفط والغاز، ولكنهم لم يطالبوا أنفسهم فهم المهنة الصحفية القائمة على الصناعة والمنافسة والنزعة الربحية، مشيراً إلى أن الفجوة بين مؤسسات الطاقة ووسائل الإعلام راجعة إلى عدم الثقة، والدليل أن الأخبار المهمة لا تزال تسرّب لوسائل إعلام غربية، بينما الإعلام الخليجي المحلي لا يزال ناقلاً للمعلومة التي تهم مصدره الوحيد للدخل. وقال د.الجمعية إن المسؤول الذي لا يتجاوب مع الإعلام حتماً لديه شيء يخفيه، مشيراً إلى أنّ المسؤول الذي يعتقد أن الإعلام هو الذي في حاجته لا يزال يعيش في عصر مضى، مؤكداً على أن التعتيم على المعلومات لم يعد مفيداً، كون المجتمع بات أكثر وعياً في حصوله على المعلومات، وتعدد مصادرها، بل أصبحت اليوم عابرة للحدود، مستدلاً بمناقشة الإعلام الغربي أدق تفاصيل النفط السعودي، مطالباً بالتخلي عن ثقافة الاستهلاك وفهم قيمة المنتج، موضحاً أن العقل الخليجي أصبح قادراً على تحليل المعلومة. وأضاف أنّ هناك عدة عوامل مؤثرة في تحقيق الشفافية، أهمها توجهات ومواقف النظام السياسي، والتنظيمات والسياسات الإعلامية، وحرية الرأي والتعبير، ورؤية المسؤول، والعلاقة مع المنظمة الدولية «أوبك»، مشيراً إلى أن الحديث عن الشفافية لا يمكن أن يتطور ولدينا سياسة إعلامية في المملكة منذ العام 1402ه، إلى جانب المادة التاسعة من نظام المطبوعات والنشر التي كبلت الصحفي في تحديد ماهية النقد الموضوعي، واختتم د.الجميعة مناقشته بأنه لا يمكن الوصول إلى تطبيق مفهوم الشفافية دون احترام وتقدير دور وأهمية الإعلام، ولا يمكن الوصول إلى الحقائق والمعلومات والصحفي لا يزال يعتقد أنه يتسول، ولا يستقصي، أو يعتقد أنه يواجه نفسه أو غيره، وليس واقعه الذي يجب أن يساهم في تغييره. وقال الزميل فهد العجلان نائب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة إن مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية ذات أهمية بالغة في الوصول إلى الحقائق، مشيراً إلى أن مركز الملك عبدالله للدراسات البترولية هو من يعوّل عليه في لعب دور الوسيط بين المؤسسات الإعلامية وقطاعات الطاقة في الوصول إلى الحقائق والأرقام، وتحليلها، مشيراً إلى أن الصحفي المتخصص في مجال الطاقة هو حل أمثل لمواجهة خلل الممارسة اليوم. د. أحمد الجميعة د. إبراهيم المهنا د. أنور الرواس فهد العجلان