أكد وزير الطاقة البحريني الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا، أن الخليج يفتقر للخبرات والكوادر الإعلامية والصحفية المتخصصة في الإعلام البترولي، مقارنة مع الدول الأخرى، ملقياً باللائمة في ذلك علي مسؤولي الطاقة والإعلاميين في دول الخليج، داعياً في هذا الصدد إلى تهيئة الكوادر الشابة في هذا المجال، مطالباً الصحفيين في مجالات النفط والغاز بنقل الأخبار بطريقة صحيحة، أو اللجوء للمصدر اذا كانوا غير متأكدين من أخبارهم، مشيراً إلي أن من الأفكار الجديدة التي ستطرح في المستقبل تعيين متحدث إعلامي في كل وزارة وجهة معنية بالنفط والغاز. وقال "ميرزا" ل "سبق"، خلال مشاركته مساء أمس الأحد، في حفل الافتتاح الرسمي لملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي الذي دشنه وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، بمشاركة وزراء البترول والطاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله: " لدينا كوادر ذكية ومتخصصة لكنها قليلة جداً، واللوم يقع علي الجانبين، جانب صناعة الطاقة والمسؤولين عن الطاقة وعلي الجانب الإعلامي والصحفيين كذلك".
وأضاف: "يجب تلاقي وجهات النظر، ويكون ذلك إذا أوجدنا كوادر صحفية شابة متخصصة في هذا المجال بحيث تنقل الأخبار بطريقة صحيحة وتحلل المعلومات بطريقة صحيحة عن النفط والغاز، اللذان يعدان المصدر الرئيسي لإيرادات أي دولة في دولة الخليج، لذلك يجب أن تكون المعلومات دقيقة وصحيحة".
وأوضح الوزير البحريني: "الجميع يلاحظون أن أي وزير بالطاقة عندما يتحدث أو يصرح فكل كلمة لها معني، فهو يتمعن في طريقة الكلام، ولذلك يتوقع من الصحفي أن يلتقط الكلمات بصورة صحيحة بدلاً من أن يعممها بطريقته لعدم درايته بتقنيات الصناعة النفطية".
واردف: "الصناعة النفطية صناعة معقدة وتحتاج إلى خبرة، فلذلك يجب نحن أن نهيئ الكوادر الشابة بحيث تكون متخصصة في هذا المجال، مضيفاً: "لا ألوم الصحفيين بل أقول يجب علي الجهتين التعاون –مسؤولو الطاقة والإعلاميين- وإذا كان الصحفي غير متأكد من نقل الخبر يجب عليه اللجوء للمصدر الذي أعطاه المعلومة للتأكد".
وعن افتقاد الإعلاميين والصحفيين لقنوات إعلامية للتواصل مع وزرات البترول والطاقة لعدم وجود متحدثين إعلاميين في تلك الوزرات قال الوزير: وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي خلال حلقة نقاش أكد علي ذلك وأوضح باننا نحتاج إلى لجنة أو جمعية إعلامية للمختصين في مجال النفط والغاز، فالأفكار الجديدة التي تطرح في المستقبل أن يكون في كل وزارة وفي كل جهة معنية بالنفط والغاز متحدث إعلامي يتكلم ويصرح عن النفط والغاز، مشيراً إلى أن كثير من الشركات توجد لديهم إدارات وأقسام العلاقات العامة، لكنها الشركات تنظر إليها من الناحية الاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، ولا تنظر لها من الناحية التقنية، تقنية معلومات النفط والغاز وهذا ما ينقصنا نحن مقارنة مع الدول الأخرى، هي موجودة لكن ينقصنا عدد كبير لذلك يجب التركيز عليها".
يشار إلى أن جلسات أعمال ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة حاليا بالرياض تواصلت، اليوم الاثنين، بثلاث جلسات: "الجلسة الأولى: (الإعلام والبترول: نظرة عامة) قدمها الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز المهنا مستشار وزير البترول والثروة المعدنية ورأسها محمد بن فرج التونسي رئيس تحرير صحيفة الرؤية الإماراتية وشارك في مناقشة ورقة العمل المقدمة الدكتور حمد بن عبدالعزيز السهلاوي أستا ذ الاقتصاد والمالية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكيت دوريان محرر أول في مجلة Middle East Economic Survey، و سميرة قعوار محررة شؤون الشرق الأوسط في أرغوس ميديا بالمملكة المتحدة".
وكانت الجلسة الثانية بعنوان: "الشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي"، وقدمها الدكتور أنور بن محمد الرواس رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بعمان، ورأس الجلسة الخبير الإعلامي بوزارة البترول والثروة المعدنية يوسف بن إبراهيم المحيميد وشارك في مناقشة الورقة كل من نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض الدكتور أحمد بن محمد الجميعة والرئيس التنفيذي لشركة الثقة الدولية للاستثمار بعمان احمد بن سعيد كشوب، ونائب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة فهد عبدالله العجلان.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان: "دور المؤتمرات والندوات البترولية في تعزيز الثقافة البترولية" للدكتور ربيعة بن صباح الكواري رئيس قسم الإعلام في جامعة قطر، ورأس الجلسة لمشرف على الإدارة العامة للعلاقات الجامعية والإعلام الدكتور إبراهيم عبدالعزيز البعيّز، وشارك في مناقشة الورقة كل من الدكتور محمد جعفر الصياد مدير إدارة الدراسات والعلاقات الدولية بالهيئة الوطنية للنفط والغاز بالبحرين، والدكتور علي بن دبكل العنزي الأستاذ المساعد في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، وفيصل أبو زكي نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والإعلام بلبنان.
ويختتم الملتقي أعماله، غداً الثلاثاء، بثلاث جلسات الأولى: "صورة العرب والبترول في الإعلام الأجنبي" يعرضها الدكتور بسام فتوح مدير برنامج النفط والشرق الأوسط في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة والثانية، و"تأهيل الإعلاميين في مجال البترول والثقافة البترولية في دول الخليج (دور الحكومات والشركات والجامعات ووسائل الإعلام) يقرأها الدكتور رمضان الشراح أمين عام اتحاد الشركات الاستثمارية بالكويت، والثالثة "البترول والإعلام الجديد" يقدمها رئيس قسم العلاقات في أرامكو الدكتور عبدالله بن احمد المغلوث؛ حيث يتم تكريم المشاركين في الملتقى في ختام الجلسات.