أكد رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بعمان الدكتور أنور الرواس أن صناعة الطاقة تشهد ازدهارا كبيرا في مختلف دول وأسواق العالم وتتحرك بسرعة كبيرة في اتجاهات عديدة , وذلك من خلال استخدام مصادر جديدة وامدادات جديدة وتكنولوجيا وطرق جديدة للتفكير . وأوضح خلال الجلسة الثاني الملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون بعنوان " الشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي " إن الشركات الرائدة في هذا المجال تعتمد على وسائل الإعلام اعتمادا كبيرا ومتزايدا للحفاظ على حصتها السوقية وتنميتها باستمرار,مشيراً إلى أن ذلك جعل المعلومات في هذا القطاع سلعة ذات قيمة كبيرة لدى الشركات العاملة فيه. وطرح الدكتور الرواس في نبذة تاريخية عن أول مؤتمر دولي حول النفط والغاز الذي أقيم لمدة يومين في أذربيجان 2012، وخلص إلى اتفاق عام بين المتحدثين حول أحقية المواطنين في الحصول على معلومات دقيقة حول النفط والغاز وأن حرية الصحافة في القطاع النفطي ليست قضية خاصة بدول العالم الثالث كونها ممتدة ويعاني منها الصحافيون في مختلف الدول الغربية كالولايات المتحدة التي يواجه الإعلاميون معوقات كبيرة في تغطية الأحداث النفطية ,مستعرضاً في ورقته تفصيلا لمحادثات المؤتمر الأول في 2012، الذي ناقش المخاطر والجوائز التي تعود على وسائل الإعلام من تغطية قضايا النفط والغاز خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات وسباق محموم بين الشركات الكبرى، عوضا على ما يجب على الحكومات أن تمد به وسائل الإعلام والصحفيين من معلومات عن النفط والطاقة، ودور الصحافة في الرقابة على عمليات الاستكشاف والانتاج والامان. وأضاف أن المؤتمر لم يتجاهل البعد الاجتماعي لقضية النفط والغاز , مثمنا دور الصحافة الاستقصائية في التوصل الى اجابات عن اسئلة تتعلق بالدور الاجتماعي لشركات النفط ومسؤولياتها الاجتماعية ,إلى جانب محور حول ازدهار ادوات وسائل الإعلام الاجتماعية والامكانيات التي تتيحها لتحديث الاخبار والتي دفعت إلى تحقيق مزيد من الشفافية وحولت النمط الإعلامي إلى جعل الشفافية أسلوب سائدا وليس حالة استثنائية ,مستشهداً بأمثلة على أهمية قضية الطاقة وذلك بتوقيع الرئيس الأمريكي في الأسبوع الثاني من تنصيبه في 2009 وثيقتين تتصلان بتحسين كفاءة وقود السيارات. وعلى صعيد آخر طرح الدكتور الرواس الرواس في ورقته مسألة إدراك الدول للتغيرات التي ستطرأ عليها إثر دخولها إلى المنظومات العالمية وتحديدا تحت مظلة الأممالمتحدة ومن خلال الهيئات الدولية خاصة وأن عبارات سري، وسري للغاية، ومحدود التداول، انقرضت في عصر الفضاء المفتوح ,واضعاً ثلاثة شروط لتطبيق شفافية الإعلام متعلقة بوجود العديد من مصادر المعلومات المتنافسة فيما بينها، ومعرفة الكثير عن وسيلة توصيل المعلومات، وأن يكون تمويل الإنتاج الإعلامي متاحًا بشكل علني. وقال رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بعمان صحافة الطاقة "نوع من الصحافة المتخصصة التي تهتم بتقديم الأخبار والمعلومات حول استكشاف وإنتاج و توزيع الطاقة بمختلف أنواعها وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية على المجتمعات الإنسانية"، معددا كل الوسائل التي تهتم بتقديم محتوى متخصص يتعلق بالطاقة، إذ شكل بروز الطاقة كأولوية جماهيرية في السنوات الاخيرة قدم للصحافة فرصا عديدة، كونها اصبحت مظلة للقصص الصحفية عن الاقتصاد والامن القومي والمناخ. وقدم عددا من المقترحات إلى الصحف لتغير استراتيجياتها في تغطية الأحداث النفطية ,مشددا على ضرورة إنشاء أقسام صحفية متخصصة في الطاقة، وزيادة التعاون مع المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية المتخصصة في الطاقة وتوقيع اتفاقيات معها لتشارك في المحتوى، إضافة إلى إشراك محرري الصحيفة من التخصصات المختلفة في تغطية شؤون الطاقة ,مختتماً ورقته بأن صحافة الطاقة التي تبدو للناظر من بعيد على أنها صحافة جافة ليس فيها ما يثير اهتمام القارئ العادي لاعتمادها على الارقام والمصطلحات العلمية الصعبة، يمكن أن تتحول إلى صحافة جاذبة عبر صحفي ناجح ينظر الى دوره على أنه راوي لقصص الحياة الحقيقية وتفسير ما يحدث في العالم مما يقع خارج التجربة المباشرة للجمهور.