رحّب وزراء النفط والطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي بإنشاء جمعية متخصصة للإعلام البترولي، وهي المبادرة التي اقترحها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي مساء أول من أمس خلال افتتاح فعاليات الملتقى الثاني للإعلام البترولي. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن عقد الملتقى بحد ذاته تأخر، ولم يكن هناك إلى وقت قريب اهتمام بالإعلام البترولي، ولكن مع ما تواجهه دول مجلس التعاون أصبحت بحاجة إلى إعلام متخصص ملمّ بكل جوانب الصناعة النفطية وتحليلاتها. وأكد المزروعي خلال أعمال الملتقى أن «المعادلة بين مسؤولي النفط والإعلاميين كانت تعاني من أزمة ثقة. نحن نتحفظ أكثر من اللازم، وهناك أزمة ثقة حقيقية بيننا، ونحن كمسؤولين قد نثق ببعض التقارير إذا كانت مبنية على أخبار صحيحة مصدرها صناع القرار، والمهم أننا سنعمل الآن على إعادة الثقة من جديد». من جانبه، قال وزير النفط الكويتي علي العمير، إن الإعلام هو المحرك الحقيقي للسوق النفطية، خصوصاً في الأوقات الحساسة من تقلبات الأسعار، ويكون للتقارير الإعلامية أثر بالغ في الاقتصاد والسياسة ككل، مضيفاً: «نحن في دول الخليج ينظر إلينا باهتمام بالغ كدول تنتج 30 مليون برميل من أصل 96 مليون يومياً، وأصبحنا اليوم بحاجة بالغة إلى إعلام متخصص ينقل ما نريد قوله للعالم بدقة وموثوقية عالية». بدوره، أكد وزير الطاقة القطري الدكتور محمد السادة أن الإعلام البترولي قد يؤثر في صنع القرار، خصوصاً إذا كان مصدر الإعلام ذو صدقية عالية، إذ تبرز الحاجة الملحة في هذا الوقت لوجود إعلام بترولي يخدم المستهلك والمنتج، مشدداً على أهمية مبادرة المهندس النعيمي لإنشاء جمعية متخصصة بالإعلام البترولي. وشدد وزير الطاقة البحريني عبدالحسين ميرزا على ضرورة دعم إنشاء كيان يُعنى بدعم الإعلاميين البتروليين بدول مجلس التعاون، منوهاً بدور الإعلام البترولي باعتباره إضافة مهمة للعوامل المؤثرة في صناعة النفط في المنطقة، مؤكداً أهمية أن يكون للإعلام البترولي دور في صناعة النفط مستقبلاً، وحاجة بعض العاملين على الأخبار النفطية إلى التأهيل بسبب عدم الدقة وتضارب التحاليل والأخبار، حاثاً على تضافر الجهود مع وسائل الإعلام المختلفة. وعلى صعيد متصل، قال مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الدكتور إبراهيم المهنا إن أهمية الإعلام البترولي تأتي مع ظهور السوق المستقبلية للنفط الخام ومشتقاته، ما يعني تحول جزء كبير من المبيعات والمشتريات النفطية وتقدر بنحو 70 في المئة من بيع وشراء براميل نفط حقيقية إلى عقود آجلة على الورق مع دخول عدد كبير في أسواق النفط، ويشمل المصارف والمستثمرين والمضاربين من شركات وأفراد وشركات غير نفطية مثل شركات الطيران بهدف أخذ الحيطة. وأوضح المهنا أنه خلال القرن ال20 توسع استخدام النفط سنة بعد أخرى وزاد الاهتمام الإعلامي به، مبيناً أن هذا الاهتمام يكبر مع الأزمات مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، والأزمات في مناطق الإنتاج، مما رفع أهمية النفط من المواطنين في الدول الغربية المستهلكة، وفي الدول المنتجة على حد سواء. وقدم المهنا في الجلسة الأولى لملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقد حالياً بالرياض ورقة عمل حول «البترول والإعلام والخليج: نظرة عامة»، مبيناً أن الصحافة البترولية المتخصصة ذات الطابع الدولي بدأت تظهر بعد الحرب العالمية الثانية، ولعل من أهمها نشرة بتروليوم انتلجنس ويكلي، ونشرة ميدل إيست اكونميك سيرفي، لافتاً النظر إلى أن التحول الكبير الثاني في الإعلام البترولي والعلاقة بين الجانبين حدث في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بالتزامن مع الأحداث السياسية التي أثرت في تصدير النفط، وتذبذب أسعاره بشكل حاد من 40 دولاراً في عام 1980 إلى 10 دولارات في عام 1985.