لم تكن جامعة فقط وإنما تعتبر صرحا علميا متقدما ولد على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله، لأنه يرحمه الله كان شغوفا بأن يحقق لوطنه وشعبه تنمية تعتمد على العلم والنبوغ وتتجاوز بالوطن حدود المكان والزمان للوصول إلى مواقع النجوم والدخول إلى مصاف الدول المتقدمة علميا ليحقق لوطنه الذي يعشقه الريادة في كل المجالات ويحقق لشعبه الذي يحبه التقدم والازدهار من خلال الأخذ بحظ وافر من العلم الذي هو دعامة تقدم الشعوب ونموها. جاءت جامعة الملك عبدالله (كاوست) لتجسد ميلاد جديد لعصر علمي وتعليم جامعي متقدم في المملكة فهذه المدينة الجامعية التي جاء ميلادها من فكر ورؤية ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين لتعيد لهذه البلاد وهذه الأمة صولجان العلم الذي سادت به العالم وقدم من خلاله العلماء المسلمون في عصر المجد الإسلامي أساسيات العلم التي استفاد منها العالم بأسره ولهذا كان الأساس الذي اسست عليه الجامعة أن تكون جامعة متخصصة للأبحاث والدراسات العليا وأن تفتح أبوابها لجميع العقول المبدعة والواعدة من جميع أنحاء العالم. (1200) طالب من أكثر من ستين جنسية والنسبة الأعلى للسعوديين كان يوم افتتاح الجامعة على يدي الملك عبدالله يرحمه الله وبحضور عدد كبير من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة وعدد كبير من الشخصيات الدولية المرموقة ميلاد عصر جديد للتعليم الجامعي يولد على ثرى هذا الوطن وكان الملك عبدالله يرحمه الله في غاية الفرح والسرور وهو يشاهد مع ضيوفه أقسام الجامعة ويستمع لشرح مفصل عنها لأن خادم الحرمين يرحمه الله في تلك اللحظة يشعر بشعور كل مواطن في هذه الأرض وهو يرى هذا الصرح العلمي العملاق يتحول من مجرد حلم وفكرة إلى واقع ملموس سيساهم في المستقبل في تخريج أعاد كبيرة من العلماء الذين سيساهمون التنمية الحقيقة في بلادنا وبلدانهم على حد سواء وسيكون الشاب السعودي الذي سيتخرج من رحم هذه الجامعة هم طلائع العلماء الذين بإذن الله ومشيئته سيحققون النقلة العلمية للوطن. هذه الجامعة التي افتتحها الملك عبدالله يرحمه الله في شهر سبتمبر من عام 2009 ميلادية تعد من أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم تتجاوز مساحتها (36) مليون متر مربع وتشتمل الجامعة على العديد من مراكز البحوث المتطورة التي تتيح لطلابها أجراء أبحاثهم في أجواء علمية مميزة كما تحتوي على الحاسوب العملاق "شاهين " الذي لا يوجد في العالم إلا عشرين حاسوبا بقوته ودقته وتشتمل الجامعة على مدينة سكنية داخل حرم الجامعة تتوفر فيها جميع الخدمات التي يحتاجها القاطنين فيها كالمدارس العالمية والمركز الصحي والمدن الترفيهية والملاعب.. ومن أهم ماتشتمل عليه الجامعة متحف العلوم الإسلامية ويضم العديد من المعروضات التي تبرز دور المسلمين في العلوم والتقنية التي فتحت للعالم الكثير من أبواب المعرفة. وتعتمد الجامعة على مناهج علمية تعتمد على البحث يتم من خلالها منح درجتي الماجستير والدكتوراه في أحد عشر تخصصا وهي الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب والعلوم البيولوجية والعلو الكيمائية وعلو وهندسة الأرض والهندسة الكهربائية والهندسة البيئية والهندسة البحرية وعلوم وهندسة المواد والهندسة الميكانيكية..وتحتوي الجامعة على مختبرات تعد الأحدث على مستوى العالم لتمكين الباحثين من تحقيق اكتشافات علمية كبرى بالإضافة إلى العديد من مراكز البحث التي تخدم المجتمع كما ترتبط بعدد من الاتفاقيات مع المعاهد العالمية في مختلف المجالات وتحتل الجامعة حاليا المركز الثاني عشر بين ثلاثة ألاف جامعة على مستوى العالم. ويصل عدد طلاب الجامعة حاليا إلى مايقارب الف ومائتي طالب من أكثر من (60) جنسية في العالم حيث تهتم الجامعة باستقطاب العقول الواعدة من طلاب المملكة والدول الأخرى وتهدف المملكة من ذلك أن يساهم هؤلاء الطلاب من خلال أبحاثهم في وضع حلول ناجعة للعديد من الجوانب العلمية والتنموية والمساهمة في خدمة التنمية المستدامة. ولم تتوقف رؤية الملك عبدالله يرحمه الله عند حدود الجامعة وتميزها وأنما وضع لبنة أخرى من لبنات رفاهية المواطن وتقدم الوطن بإنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لتكون مخرجات الجامعة رافدا لها لإحداث النقلة الصناعية التي تأملها المملكة من أجل تعدد مصادر الدخل للوطن وفتح مجالات أرحب لتوظيف شباب الوطن المؤهل علميا وتقنيا. أصحاب الجلالة والسمو خلال مشاهدتهم مجسم جامعة الملك عبدالله للعلوم جامعة «كاوست»