غيوم داكنة سوداء كانت تبحث في داخله عن أنشودة ماء .. جاءت وتبخرت بعد أن أعلنت تباشير ربيعه انتحارها حول ضاحية النسيان. عصبية مطلقة كان يمتلكها تسربت بكل قلق إلى مسامه المنتفخة ليس من شدة الماء بل من هواء ما يكتنزه داخل انفعالاته التي قلما تصيح وسط حنجرة ذلك الوجه المرتعش. فقد كانت تسايره بأضلاع متوازية تقف عندما يريد لتجابه ظلال تلك الألوان البليدة والقانية من مسيرة حياته وتعبر ايضاً عندما يشتهي لها أن تعبر من خلال أضواء بلهاء مخضرة لتغادر إلى الوراء في منظر قد يصيب من يراه بالتأكيد بقشعريرة الحزن الصامت. الحزن الصامت. الحزن لدى فئة من يطرق الحب بابه قد يكون صادقاً إلى درجة السمو مع الوحدة أما حزنه الزمهريري المبلل بدموع من حوله فيأخذه إلى عالم آخر مزروع هو فيه قد لا تكون فيه بهجة الحياة وفطرة المواقف .. يتمايل بشهوة بغيضة قبل أن يصل إلى حد الاكتئاب ومن حوله في غزلة عن سنابل القمح وعروق الشجر يهتفون ، يتقاذفون ، يحلمون ، يشتهون ، والقلب بلا قلب وفي العيون تراب وحجر. يحاول أن يرى بهلع ذلك الموقف من خلال ما تبقى من انسانيته التي انسكبت عراها عند اطراف الرصيف. البرد خارج رؤيته يعبر أمام عينيه الثقيلتين إلى ابتسامة الدفء التي لم ولن تهرع إليه .. ترنحت اقدام من حوله وبدأت تحبو ثقيلة تجر ما بها من اصابع متورمة ولا دم يحيط بها وبدأ يخطو معهم ولكن إلى أين؟سؤال زاويته حادة نابع من روح غارقة اجابته قد تكون قريبة على مرمى حجر ولكنها ضاعت في زحمة أبواب الترف الذي رسم بيديه خارطته اليابسة وبدون جغرافية الحياة. أيعقل ان يكون هو الفعل والفاعل في زمان تغيرت فيه ابجدية المواقف قد يكون كذلك فقد تفجر الصمت في ذاكرته ولم يكترث وصاح صوب نفسه بصوت فحيح .. ايتها الحسناء أقدحي فينا شرارة العبث الراكد من خلال أوردتنا اللاخجولة ودعينا نحيا فقط بما تجود به الأيام علينا فموسم الصيد قد بدأ والصياد قد ترجل في الوحل وبدأ يكتب بالطين مراثينا الجديدة ولكن أيها السادة من تكون الطريدة؟!! من تكون الطريدة؟!!.