القمر يثرثر على شباك وقته ويزدهر الليل ليغتال خيط السكون وزوايا الزمن غارقة في الإصغاء تشتهي الماء وتسأل عن دمع العيون . هكذا هى تلك الأسطورة التي تتألق على صدر عاشقيها وتترنح ما بين خيال وجمال وظلال بعده لحن الزوال .. هكذا هى أيها السادة نمرح في (...)
انتفض قلبه من شدة العطش للحنين السخي الذي يبحث عنه ولا زال يجهل مكانه في زمن تسللت فيه الظلمة بعمق لزج على كل تلك التجاعيد الجميلة تلك التجاعيد التي لاتملك إلا أن تتمرغ في حزنها وتتكئ فقط على أطلالها فخجل قد طغى على ملامح وجهه وهو يناظرها بتوحد مع (...)
صامتة قد يراها ذلك الغائب عن بحر الحقيقة فقد تغيظ من لم يعرف مسالكها الوحيدة وقد تحتضر أمام عينيك بغموض عميق يبحث عن القبور البعيدة ولكنه بالرغم من ذلك فقد حاول أن يركض بقراءة متأنية مع كل نقطة لون بين أدوات مفرداتها داخل إطارها وذلك ماشدّه بتعجب (...)
الناي خجول في يديه يعزف أغنية الرماد واللغز شارخ في البعد يكسوه السواد وأطرافه مقوسة لم تجاهر بما قد يعتريها من انتفاضة حزينة هي تعرف مسبقاً بأنها لا ترضي المسالك المضيئة لجواهر ما قد يعتري تلك التي تنبض بفطرة سوية ولا تأبه إلا بها . آلام عدة توكأت (...)
تأمل وهو في أحشاء ظلمته ماقد يفوح من رائحة العطش ذلك العطش الباهت الغريب الذي قد يقوده إلى منحنيات أضواء جافة لاتعرف غير الوهم وصرير الذعر . فقد أطرق برأسه ولم يعبأ بمرآة زمنه التي كان يجاورها وأبحر وهو في حالة هذيان نحو المجهول تارةً هنا وتارةً (...)
أزهار غضّة طرية نثرت عبقها على ظلال تلك الروضة الندية حتى فاقت الأحلام ماكان يتمنى فالهواء البارد النابع بإرتقاء من رابية الحبل لامس وجهه وهو في طريقه الذي قد يراه غيره بأنه سرمدي لاحياة فيه موحش خاصة بعد الغروب فمن يتكلم كثيراً دون أن يدرك مايقول (...)
فاتنةٌ كالشفق تسافر عبر ضجيج الليل لترسم المأوى على ظل اليقين ، لتذيب أغنية الشتاء وهي تبحث عن إناء لزهور ظامئات في التيه ونزوات الحنين . فقد أوصدت تلك الكتلة الذهبية المشعة بشفافية متناهية على حيرتها وصدرت منها بشكل هستيري قهقهات ذات دوائر مفرغة (...)
انسابت دموع شموعه مهزومة الأفواه تجري وراء خطوات متعبة ثكلى تئنّ من انكسار الجرح وهو عاكف يستجمع التفكير من ذيل العذاب وحيدٌ بين الغياب ومتاهات السراب . فقد حاول أن يسترجع الذكرى حتى نهاية عمقها واتساعها فتقاسيمها كانت مزروعة في ضوء الشمس وعشقها (...)
يرقص كالذئب ويهمس لقطيع الماعز “ أنا شبحٌ سأمر من هنا لأبعد عنكم صراخ وحشٍ قاتل فهلموا في حضني ولا تخافوا فأنا رمز المناضل “ فقد زمجر الكذب في جسدٍ لم يحتفل قط بالحب جسدٍ تلبدت داخل روحه أروقة الهلاك فقامته مسلولة النبضات مسامات كل شبر فيها مترهلة (...)
لم ينل من رحلته وغايته إلا بقايا عمر مرتعش وحنان أنفاسه تكسرت على ملامح القهر وخطوات الصمت المنفرد . مبادئ ذات سلوكيات مادية جافة وجوفاء انغرست في تلك المضغة الرقيقة على مدى الأيام بجرعات تزيد يوماً بعد يوم حتى أضحت قاسية قبيحة متهيجة بشرر نحو كل (...)
حيرة صحت من فرط ماشابها حتى أضحت على حافة اليأس . فقد حاول أن يتشبث بالضوء الذي فرّ هارباً من بين يديه ولكن هيهات له أن ينشد أغنية الشمس فقد عبرت أمامه إلى ركن دافئ منعزل في مجرى البحر . فالغيوم الداكنة السوداء كانت تبحث في داخله عن أنشودة ماء .. (...)
احتفل به والغزل يقاسم أنفاسه وتتمدد داخله تلك النشوة العارمة فيتلوى ويتلذذ ويعيش أضواءها فخياله خصب حياله فقد كان يعشقه في حلمه حتى الثمالة . لايعرف إلى الآن كيف وصل إليه فحينما استراح عليه قبَّله من غبطة فرحته وهو يعلم مدى حزنه عليه أو ربما انخدع (...)
رائحة البنفسج جرفته إلى تلك التلال البعيدة لم يثرثر حينها فقد كان ظمآناً لغيمة تسحر الورد وشوق يموج بدفئه ليطمئن المد فالأمواج في الساحل القريب تتسكع بالجزر من المهد إلى اللحد والقلب يتدفق منه الهوى وذاكرة السكون تنثر ماتبقى من العشب الأخضر على (...)
ظلمة اعترتها وهي تتخبط في وحدة الدرب الطويل حاولت أن تزحف باطمئنان لتتخطى وعورة ذلك الصمت الجميل فقد تبعثرت خطواتها الجريئة في اتجاه ماتبقى لها من موسم الحصاد بعد أن كادت أن تقع نظراتها الموسمية المستكينة على أرضية الصمت المباح .. كانت لاتملك شيئاً (...)
قدموا وقد لبسوا القناع قدموا وأنشودة الذئب ترتسم على أوراق شفاهم الزرقاء مابين الزحام والضياع ، بعضهم يحمل الأحداث في جعبته والبعض ممسوخ الشعاع قدموا من كل حدبٍ وصوب يسيرون بأقدامهم البطيئة كانت جيوبهم منتفخة كبطونهم .. جاؤوا لتقديم الواجب ونسوا أو (...)
تأبط الماضي قبل أن تتسرب الدهشة لديه إلى لا منتهى لها بدءاً من شعيرات من يرفع جهتك إلى الأعلى لتفاخر بإنسانيتك حتى أخمص قدميك . أنت من هذا المنطلق لم تفعل شيئاً ولم تحاول أن تفعل بل أكاد أن أجزم لم تستطيع أن تفعل مع هذه الأعين الحاقدة التي تتربص بك (...)
عبث جامد عانق جسده وطعم الغبار قد لامس صفحة وجهه فقد صحا قبل أن يتيقظ من نوم غير هادئ جلب له أحلاماً مزعجة تركض خلف ظهره بوحشية يتبرأ منها كل من يشاركنا العيش فيها على هذه الأرض الفسيحة من مخلوقات لازالت تحافظ على كرامة بني جنسها ولكن هل هذه أحلام (...)
أسرفت في الحلم وهي تمضي على جدار الوقت ووقفت بحنين على أديم الأرض وحملت معها حاضرها قبل أن تتدلّى خلف عناقيد المساء .. حينها وهي كذلك كانت تترقب بنمو شفاه أحلامها المبعثرة في قلق الإنتظار .. حاولت أن تخرج من غياهب الوقت فقط لتفصح عن ماكانت فيه .. قد (...)
نشوةٌ استوعبت كل ضجيج الحياه بأنينها وشوكها وسماء فرحها تبخترت حتى حبت بوله فوق هام السحب لذلك الفرح الشامخ الذي كانت تحمله بين جنباتها فقد حاولت بخجل أن تخبئه بين أحضان عينيها التي كانت في حيرة من أمرها حيث كانت تستجيب لذلك الشعاع الذي كان يبرق من (...)
فاقت وهي تبحث عن اليقين والشتاء حولها لازال يحمل ذلك الوجه القديم فإنتفاضتها الحزينة المرئية خرجت بعنفوان من تلك البصيلات الشعرية المليئة بفوضى الحيرة والتعجب. قبل أن تغادر رطوبة ذلك المكان كان الصمت مطبقاً على ما قد يعتري تساؤلاتها فقد كانت تعرف (...)
تراقصت الغيوم بكل تنهد أمام عينيه حتى رأى سرب تلك العصافير تمتص رحيق ذلك المكان الواسع الماطر فاللهاث الباذخ قد يغري ما تبقى من رفاقه أما ذلك الشامخ فقد لملم ما تبقى من عواطفه الإنسانية الصادقة وحزمها في تابوت جسده ورحل بها إلى حيث الهدوء والبرودة (...)
لهفة المرافئ العاشقة لم تختفِ في مساء حنينه فكل خاطرة لديه كانت تلبسه ثوب الشوق لكل الأيام الجميلة التي لا تستطيع الذاكرة أن تنسفها لتنطفئ . تعب منحوت في قصيدة صوته فقد كان آخر مقطع من ترنيمة صمته سؤال يزمجر بين شفتيه هل سيموت يوماً الوفاء فقد جادت (...)
ومضت تلك الفاتنة مضت وهي تسكب بوحها على انتشاءة الحنين مضت ببراءة نحو آفاق السعادة اللامتناهية رُبما إلى شمال سعيد أوجنوب أسعد في ظل مشاعر وضاءة تبعد عنها التيه لنشد اللقاء الصادق ، مضت وهي تلتحف السماء بنداء مدهش يتوق إلى هدير البحر وشهوة البكاء ، (...)
حاصرته الأيام وهو يفتش عن رحيق زائف ثأر قديم حاول أن يعبر منه ولاجنى منه غير الدوار فقلبه معلب وفارغ من كل القيم التي يهوى أن يتشدق بها فطرق وعره عديدة اختارها بمحض إرادته لتكون درباً مميزاً لمسلكه فقد تخندق في بوتقه قد لاترى النور الذي يراه كل (...)
يدحر نشر الحب فقد علمته الحياة أن يلتفت إلى الوراء وأن يتأمل بصرير غامض أضواء الأحشاء المرتعشة والتي تئن في مخيلته تحت وطأة الوميض في معابد الظلام ، ولاغرابة في ذلك فهوطبل أجوف يقرعه الآخرون من حيث لايدري . تمتد أحاسيسه المادية أحياناً كثيرة وهو (...)