أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للدعوة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الوزارة ستدرس إمكانية تنظيم الندوة الثانية للمواقع الدعوية السعودية الإلكترونية بعد سنة من الآن وفي موضوع متخصص من الموضوعات الدعوية ذات الصلة بمواقع الإنترنت ، وقال : إنه سيكون لكل ندوة موضوع متخصص لكي يكون فيه عمق في النظر والتحليل والدراسة ، وهذا يقتضي المكاشفة والوضوح لأن النصيحة الشرعية هي النصح والخلوص من كل شأن ، كما يقتضي ما يسمى بلغة العصر الشفافية ، ويقتضي منا أن نكون لينين بأيدي إخواننا . ونوه معاليه في تصريح صحفي عقب اختتام أعمال الندوة الأولى ل (المواقع الدعوية السعودية الإلكترونية ) في الرياض أمس الأول بما شهدته الندوة من مناقشات ومداخلات لمحاورها المختلفة من قبل المشاركين فيها من أصحاب المعالي والفضيلة ، والقائمين والمشرفين على المواقع الدعوية , مؤكداً معاليه أن هذا الحضور الكبير والمشاركة الفعالة أثرت الندوة إثراءً كبيراً أكثر مما كان متوقعاً لها كندوة أولى ، وهذا ولله الحمد يدل على حسن ظن الجميع بعضهم ببعض والحرص على أن ينتفع بعضنا من بعض ، لافتاً إلى أن المهمة الدعوية لابد أن تلتقي فيها الجهات الرسمية مع الجهات الأهلية والخيرية والأفراد ، لأن مهمة الدعوة واحده تتمثل بها الجهات الرسمية بما لها من اختصاص ، ويتمثل فيها الناس في مواقعهم الدعوية ، أوفي أعمالهم الخيرية والإسلامية بما يتمثلون فيه من انطلاق واختصاص ، فمد الجسور والجهود والتعاون على الخروج بالدعوة الإسلامية إلى قوة متكاملة في الفكر والعمل هذا من المهمات الكبيرة . وأشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن الندوة سميت بالأولى تفاؤلاً بأن يتبعها ندوات مماثلة ، وقال : لاحظنا في الندوة الأولى العموم وأنها نظرت إلى المواقع الدعوية بعمومها ، مقترحاً معاليه على وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد بأن تكون الندوة الثانية في العام القادم بإذن الله في نفس التوقيت على أن تكون في موضوع متخصص من الموضوعات الدعوية ذات الصلة بمواقع ( الإنترنت ) . ورأى معاليه أن في التوجه العام اليوم سواء كان في الدعوة على الانترنت ، أو كان في الدعوة العامة ، أو في الطرح الفكري أن هناك صراعاً كبيراً لاقتناص العقول ،وصراعاً كبيراً لاقتناص القلوب ، والعقل هو المفكر في الحياة ، وهو الذي عنه تنتج التصرفات والقناعات ، والقلب هو صاحب الإرادة وصاحب التحريك فيما يكون فيه من معاني وإرادات , مشددا على أن يكون الدعاة حريصون أولاً على النفوذ إلى العقول وإلى القلوب بقدر ما يستطيعون ، والحرص على العقول لابد أن يكون بمنهج للتفكير ، بمعنى أن اضطراب عقول المسلمين ، أو بث دعوة بغير نمط تفكير سليم هذا يشق الصف أكثر ، ويكثر الأفكار . وأكد معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن إصلاح العقل الذي نطلبه يتم بوضع منهج صحيح للتفكير للنظر في الواقع المعاصر لأن الداعية أو طالب العلم أو المهتم إذا لم يكن عنده منهج للتفكير فإنه كل يوم يكون له جهة , داعياً معاليه القائمين على المواقع الدعوية إلى وضع لبنات سليمة معتمدة على منهج صحيح وقواعد واضحة لأن الفكر كما يقال موارده لا تنزح ، ومراياه لا تنتهي صورها ، فلابد من منهج يعصم التفكير من الخطأ ، وهذا مهم في وضع النظرة العامة لمسيرة الدعوة إلى الله وخاصة عبر “ الانترنت “ لأن الانترنت فيها زخم هائل من الأفكار . وقال معاليه : إن من التجديد الكبير في هذا العصر أن نجدد للناس منهج التفكير وفق منهج أهل السنة والجماعة ، وقواعد السلف الصالح ، وما جاء في دلائل الكتاب والسنة التي أخذ منها الأئمة ذلك ، فإصلاح العقل معه إصلاح القلب ، فإصلاح العقل بالنظر في الملكوت وأتباع الدلائل الصحيحة ، وإصلاح القلب بالمنهج والعبادة واتباع السنة والمعرفة بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وشدد معاليه على وجوب التزام المقصد الشرعي في إصلاح الناس ،والوصول بالناس إلى ما يريده الله جل وعلا بالمقاصد الشرعية والمصالح العليا بما يحقق الاجتماع ، وعدم الافتراق ، مؤكدا أهمية الحرص على أن نرتقي بالتفكير ، وبوسائلنا الدعوية ومواقفنا وما نحن فيه إلى رؤية الصالح العام .