أحسبُ أن الدكتور محمد زايد يوسف، الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز، وُفق في الكثير مما أورده في كتابه القيم: (رؤية جديدة،لإعادة بناء الهيكل التعليمي بالتعليم العام بالمملكة العربية السعودية) ..والكتاب - كما أشير إليه في الغلاف الأخير : (يُلقي الضوء على الخلل في بناء الهيكل التعليمي / بالتعليم في المملكة العربية السعودية ، الذي تمس تطبيقاته جميع الصور والأشكال التعليمية، إذ لم يتجرأ أحد الدخول إلى عمق الهيكلة ذاتها، ولم يتجرأ أحد بعد بهدم وإعادة بنائه من جديد...). ويضيف الدكتور محمد زايد يوسف: (أن إلقاء الضوء على الهيكل التعليمي في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية يعني مشكلة تربوية حقيقية قد يسهم حلها في تسريع تطوير التعليم والمناهج التعليمية، قد يكون من شأنه مساعدة الباحثين والمسؤولين المهتمين بأوضاع التربية والتعليم على وضع أيديهم على مكمن الخلل الذي يستدعي الاهتمام والتنقيح والتقويم). |وقد أثنى معالي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي على هذا الكتاب، ووصفه بالمحاولات الجادة (استهدفت الخروج برؤية بناءة لإعادة بناء الهيكل التعليمي، فقصد الإصلاح ما استطاع إليه سبيلاً، وما ذهب إليه في رؤيته، ومنه ما ذهب إليه الآخرون ، وقد نقل عنهم ، هو نقاش اقتضته طبيعة ما سرده من نماذج وأمثلة لما ينبغي مراجعته بما يؤدي إلى تصحيح المسار وأداء الخطة التعليمية لمقاصدها وأهدافها لما يرجوها...). | يضم الكتاب سبعة فصول: في الفصل الأول يوضح الباحث كيف أن التعليم قضية عالمية، أصبح لها أبعادها بسبب ما شهده العالم من تغيرات حضارية وتحولات تكنولوجية، وفي الفصل الثاني يتحدث عن التعليم في اليابان، وكيف أصبح الدرس رقم واحد للولايات المتحدةالأمريكية، وفي الفصل الثالث يُسلط الضوء على واقع المناهج (المقررات الدراسية) في المملكة العربية السعودية ويتناولها بالنقد الصريح. ويُركز في الفصل الرابع على (قضية شغلت أذهان المربين جميعاً ، وهي قضية المناهج التعليمية الدينية ، التي تجذرت في مقرراتها الدراسية بعض التأويلات الخاطئة لبعض المفاهيم ...) وفي الفصل الخامس (يقدم رؤية جديدة لتطوير الهيكل التعليمي بمراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية) ، كما يقدم في الفصل السادس : (رؤية جديدة وشاملة لإصلاح المناهج الدينية وتجديد خطابه وفكره ..) وفي الفصل السابع (يقدم رؤية أخرى لفك عزلة التعليم الفني والتقني..). | وبعد انتقاد الباحث الأكاديمي للنظام التعليمي بالمملكة (خاصة فلسفة النظام وأهدافه وطبيعته ..) يؤكد على ضرورة أن يفكر المسؤولون في تطوير النظام التعليمي ، وإعادة بناء هيكلته من جديد، وأن يكون هذا التطوير مسؤولية مجتمعة ، قبل أن تكون مسؤولية جهة محددة على الرغم مما تقوم به تلك المؤسسات من دور في التطوير والتحسين). - لا شك أن هذا الكتاب سيجد عناية المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، والأخذ بما تراه صالحاً للتطبيق ..وتحية للدكتور محمد زايد يوسف على هذا الجهد الطيب الذي يمثل طرحاً جريئاً لا تنقصه الصراحة، والله الموفق.