رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مساء أمس، حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد.. روح القيادة» التي ينظمها أبناء وأحفاد الملك فهد -رحمه الله- بالتعاون مع «دارة الملك عبدالعزيز»، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأصحاب السمو الملكي الأمراء محمد وسعود وسلطان وخالد أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وأحفاده. إثر ذلك افتتح خادم الحرمين الشريفين معرض الندوة العلمية عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وتجول فيه، واستمع لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض، حيث يحتوي المعرض التفاعلي الذي يستعرض سيرة الفهد منذ ولادته وحتى وفاته، مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، وأفلام وثائقية و1000 صورة، بعضها تنشر للمرة الأولى. بعدها دشن خادم الحرمين الشريفين موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-؛ التي أصدرتها دارة الملك عبدالعزيز بهذه المناسبة في عشر مجلدات يزيد عدد صفحاتها عن 5700 صفحة، توثق لحياة الملك فهد (1340 1426ه -1920 2005م)، وسيرته العطرة وإنجازاته قبل وبعد توليه الحكم، كما تشمل خطبه وكلماته وحواراته الصحفية وأحاديثه الإعلامية، وشهادات تاريخية لمن عاصروه أو عملوا معه أو قابلوه من الوزراء السعوديين والمفكرين والساسة الدوليين والإعلاميين، إلى جانب ببلوجرافيا للكتب المطبوعة عنه باللغات المختلفة في عهده، ومعجمًا لموضوعات الموسوعة، وصورًا مختارة من مراحل حياته تعكس مراحل إدارته شؤون البلاد. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية عبارة عن لوحة تشكيلية من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم يشرفني في هذه الليلة أن أكون بينكم لنحتفي بوالدي الثاني فهد بن عبدالعزيز، لقد تربيت من صغري تحت ظله ورعايته، وأشكر أبناء الملك فهد الذين عملوا هذا الحفل وأقول: إنني أعتز وأفتخر أن أكون أخًا للفهد وأن أحضر بينكم هذه الليلة وأشكر أبناء الملك فهد على هذا المجهود، وشكرًا». ومن جانبه ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين والحضور، وقال: وفاؤكم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظكم الله- للتاريخ الوطني ولإخوانكم الملوك -رحمهم الله- يتواصل هذا المساء في هذه الندوة الملكية الرابعة عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- التي تلت الندوات الملكية الثلاث عن الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- التي تعكس مدى الحرص على توثيق الإنجاز وحفظ التاريخ والاستفادة منه وتذكير الأجيال بمفرداته وأحداثه. وأردف قائلا: فبالأمس القريب رعيتم الاحتفاء بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة التي هي فكرتكم ورؤيتكم وفاءً منكم للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله - ولرجالاته في أنحاء الوطن ولإخوانكم الملوك الذين واصلوا مسيرة البناء والتنمية؛ فقد ضخت تلك المناسبة التي كنتم -حفظكم الله- الداعي والراعي والموجه لها الحيوية والنشاط والفاعلية في شرايين تاريخ الوطن. وقال: «لقد أسستم -حفظكم الله- مرحلة جديدة ردت الاعتبار للتاريخ الوطني وللذاكرة الوطنية وهذا دليل على وعيكم وحرصكم ووفائكم، وامتدت عنايتكم لتشمل دارة الملك عبدالعزيز التي أعدتم لها الحيوية ورفعتم من شأنها وغيرتم من حالها لتكون مرجعًا موثوقًا في تاريخ البلاد، ومكانًا لائقًا لمصادره المتنوعة التي تم المحافظة عليها وتوثيقها من الداخل والخارج، وتسهم في خدمته بأعلى المستويات، وأضاف: هاهي اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة يتم العمل على صياغتها برؤية واعية ودقيقة ومخلصة وتطلعات تسابق التجارب الدولية لتتجاوزها بإذن الله في المهنية والتأثير وذلك من خلال لجنة تنفيذية وجهتم -حفظكم الله- ببدء العمل فيها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين -وفقه الله- لترفع إلى أنظاركم الكريمة الرؤى والمسارات الجديدة للتوجيه حيالها. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا كلمة أبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- قال فيها: «إن لكل وطن ضمير، لكي تكون ضمير وطن عليك أن تعرف رموز وتاريخ الوطن وتتعلم منهما، وإن تاريخ الوطن هو دعوة إصلاحية مباركة قادها الذين حولوا الفكر إلى دولة ومازلنا ولله الحمد نتمتع بالإيمان والقوة، قال تعالى: «وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا». ورفع شكره لخادم الحرمين الشريفين على الرعاية الكريمة وأصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء الملك فهد رحمه الله سعود وسلطان خالد وعبدالعزيز ودارة الملك عبدالعزيز وكل من أسهم في هذا الإنجاز المبارك متطلعًا أن تعمم هذه الفعاليات على المملكة. بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلمًا وثائقيًا عن تاريخ الملك فهد -رحمه الله- وإنجازاته الخالدة. ثم تسلم -حفظه الله- هدية تذكارية من أبناء الملك فهد -رحمه الله- قدمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وهي عبارة عن مجموعة من الصور التاريخية للملك فهد مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. بعدها التقى خادم الحرمين الشريفين بمجموعة من الأطفال، كما وقع -أيده الله- على شهادة برنامج تدريب الشباب.