يشهدُ التاريخُ بأنَّ له رجالاً أوفياءَ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، وليسَ بمستغربٍ على مولاي خادمِ الحرمين الشريفين الذي فضَّله اللهُ سبحانَه بنعمةِ الحكمةِ وآتاه من العدلِ ما لم يؤتِ غيرَه، وهو الراعي لحقوقِ الآخرين خارجَ مملكتِنا الحبيبةِ بينَ أشقاء وفرقاء، أن يولي رعاية كريمة من لدنه لإعادةِ صياغةِ تاريخِ مملكتِنا الحبيبةِ معطيًا لكل حاكمٍ حقَه في هذا التاريخِ، أذكر هذه اللفتةَ الكريمةَ للأبِ الحنونِ أبي متعب بمناسبةِ افتتاحِ أولِ معرضٍ لتاريخِ الملكِ سعود -رحمه اللهُ- خارج المملكة بمبادرةٍ كريمةٍ من جلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة ملكِ مملكةِ البحرين الشقيقة، ولا يسعُني في هذا المقامِ إلا رفع أسمى آياتِ الشكرِ والتقديرِ لمقامِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبدالله بن عبدالعزيز ولجلالةِ ملكِ مملكةِ البحرين الشقيقةِ لكل ما قدماه من دعمٍ لتحقيقِ هذه الخطوة، خطوة الوفاء لأولِ ملكٍ للسعوديةِ بعد المؤسسِ الملكِ عبدالعزيز رحمه الله. ومنذ تولي خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبدالله بن عبدالعزيز حفظه اللهُ مقاليد الحكم حرصَ أن يحققَ حلمَ أنجالِ الملكِ سعود رحمه اللهُ بافتتاحِ معرضٍ يضمُ تاريخَ الملكِ سعود لإعادةِ صياغةِ التاريخِ الحديث، فقدْ بدأتْ خيوطُ هذا المشروعِ في عهدِ الملكِ فهد رحمه الله بإشرافِ صاحبِ السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بالتعاونِ مع صاحبةِ السمو الملكي الأميرةِ فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز رئيسةِ الجمعيةِ الفيصليةِ النسويةِ بنسجِ مشروعِ تجميعِ وتوثيقِ تاريخِ اليد اليمنى للمؤسسِ رحمه الله، بإشرافِ مؤرخِ تاريخِ الملك سعود الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبدالعزيز الذي أعطى جلَّ وقتِهِ وجهدِهِ لإنجاحِ هذا المشروع وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة الذي لم يدخرْ جهدًا لمتابعةِ المشروع، وكل أبناءِ وبناتِ الملك سعود رحمه الله الذين شكَّلوا فريقًا متناسقًا ويدًا واحدةً للتنسيقِ وترتيبِ المشروعِ والعملِ على إنجاحِهِ بإشرافِ دارةِ الملكِ عبدالعزيز بالرياض التي يرأسُها صاحبُ السمو الملكي الأميرُ سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض، والذي سهَّلَ كلَّ العقباتِ لتنظيمِ أولِ معرضٍ لتاريخِ أخيه الراحلِ الملكِ سعود قبل عامين، إيذانًا لانطلاقِ هذا المشروع من الرياض إلى جدة ثم الشرقية تحت رعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين حفظه اللهُ وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فقد حاربَ الملكُ سعود تحت رايةِ أبيه المؤسسِ كأكبر أولاده وساعده الأيمن مع إخوانه في بدايات القرنِ العشرين للميلاد لتوحيدِ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ تحت رايةِ التوحيد، وللأسفْ لم توثقْ أو تؤرخْ أعمالُه إلى أن تولى خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ عبدالله حفظه الله سدةَ الحكمِ وأعطى إشارةَ البدءِ لإعادةِ كتابةِ تاريخِ المملكةِ الحديثِ ليعطي كلَّ ذي حقٍ حقه ويوفي كلَّ ملكٍ من إخوانِهِ حقه في تاريخِ المملكة. وأتوجَهُ عبرَ هذه الزاويةِ الصغيرةِ بالأصالةِ عن نفسي ونيابة عن أولادِ وبناتِ الملكِ سعود بكلمةِ شكرٍ لصاحبةِ السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود التي كرَّستْ جلَّ وقتها وجهدها لهذا المشروعِ لتظهِرَهُ بالشكلِ الذي رأيناه في كلِّ المعارضِ وكلمة شكر لكل أولاد وبنات وأحفاد وحفيدات سعود بن عبدالعزيز -أبو خيرين- رحمه الله ومن ساعدهم من مؤرخين وإعلاميين ومواطنين الذين كانوا الجنودَ المجهولين وراء كل معرضٍ داخلَ وخارجَ المملكة وجاهدوا بالمالِ والوقتِ لإنجاحِ هذا الإنجاز المهم لتاريخِ الوطنِ العزيز، والذي أتمنى أن تتولى وزارةُ الإعلام المعرضَ ليتنقلَ بين مختلفِ الدولِ ليشهدَ العالمُ الجوانبَ التي لم تعرفْ عن تاريخِ السعودية. كلمةُ وفاءٍ للهِ ثم للتاريخِ لقائدِ مسيرتِنا الأب الحنون والقائد الحكيم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سلطان الخير الأمير سلطان بن عبدالعزيز رعاهما اللهُ وكل من شارك في نجاح هذا المشروع من أمير ومواطن. ********************** * كاتبة في صحيفة "المدينة"0