أصبح من أسهل الوسائل لإسكات طفل يبكي اليوم هو أن تقدم له جوالك ليلعب به أو تقدم له أي جهاز الكتروني أو تفتح له التلفاز على إحدى قنوات الأطفال لينشغل بما تقدمه له من أفلام، ويحرص أولياء الأمور على القيام بمثل هذه الخطوة متجاهلين بأنها قد تساهم في إدمان هؤلاء الأطفال على مثل هذه الأجهزة الإلكترونية. لقد أثبتت العديد من الدراسات بأن أطفالنا اليوم يعيشون جهلاً اجتماعياً نتيجة العزلة التي فرضتها عليهم تلك الأجهزة الإلكترونية والتي يقضون معها الساعات الطوال، فهذه الأجهزة لا تؤثر عليهم فقط على المستوى الاجتماعي بل وحتى على المستوى الصحي فكثير منها يساهم في إجهاد العين وآلام في فقرات الرقبة كما أن ما تبثه تلك الأجهزة من موجات كهرومغناطيسية أكدت بعض الأبحاث بأن لها أثرها على الأجسام، كما أوضحت دراسات أخرى بأن إصابة الأطفال في السابعة من العمر بمشكلات في الانتباه والتركيز تزداد بزيادة أوقات مشاهدتهم للتلفزيون من عمر سنة إلى 3 سنوات، وأوضح الباحثون أن كل ساعة يومياً يقضيها الطفل قبل عمر 6 سنوات في مشاهدة التلفزيون، تزيد خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10% وتؤدي للعزلة الاجتماعية بنسبة 37% كما لا يخفى على الجميع ما في بعض تلك الألعاب من مشاهد عنف وقتل ودماء يكون لها علاقة وثيقة لتصنع طفلاً عنيفا أو مجرماً -لا سمح الله- . ان مثل هذه الألعاب تساهم أيضاً في صنع طفل أناني يحب نفسه فقط ويحرص على أن يستمتع باللعب منفرداً دون النظر لغيره بعكس الألعاب الأخرى الجماعية ككرة القدم أو غيرها والتي تساهم في تنمية روح التعاون والجانب الاجتماعي لدى الطفل، كما أن إدمان الأجهزة الإلكترونية يسيء إلى تغذية الطفل لتجعله رافضًا للأكل رغبة في الاستمرار في اللعب. إن التهاون في السيطرة والتحكم على استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية وإيجاد العذر بأنها مفيدة لوقف بكائهم وإزعاجهم قد تكون لها مضاعفات خطيرة على أبنائنا وما لم نحرص على متابعتهم وتنظيم أوقات اللعب لهم فستكون العاقبة خطيرة وسنندم على عدم قيامنا بحمايتهم من الإدمان على مثل هذه الأجهزة. [email protected]