أكد مختصون أن للأجهزة التكنولوجية -رغم فوائدها- تأثيرات سلبية على الذاكرة على المدى البعيد، فالجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة، قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة، خاصة الذاكرة الطويلة المدى، بالإضافة إلى إجهاد الدماغ، كما أن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا، قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية لدى الفرد، ويسبب الاكتئاب، وقد تتسبب الأجهزة التكنولوجية في أمراض عديدة وخطيرة كالسرطان، الأورام الدماغية، الصداع، الإجهاد العصبي والتعب، مرض باركنسون (وهو المرض العصبي الذي يتميز صاحبه بارتعاشات عضلية، وثقل في الحركة، والكآبة النفسية)، كما تشكل خطراً على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية وأكثرها تعرضاً للخطر هي العين. أوجاع العنق أوضح استشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور محمود سيف الدين، أن استخدام الأطفال للأجهزة المحمولة كثيرا ما يترافق بانحناء في الرأس والعنق مقارنة مع أجهزة الكومبيوتر العادية التي تستخدم في المكاتب، لذا فهي تثير قلقاً حقيقياً حول تشكل أوجاع في العنق والكتفين، حيث تنصح بعض الدراسات الأمريكية بتفادي استخدام هذه الأجهزة اللوحية عبر حملها في الحضن، أقله عند مشاهدة شريط مصور، من جهة أخرى، فإن استخدام الجهاز اللوحي المرتفع جداً للنقر على شاشته، قد يخلف تأثيرات سلبية مضرة، ويشير إلى ما أظهرته دراسات سابقة أن 90% من الأشخاص الذين يستخدمون الحاسوب يعانون مشكلات في العين، كما قد تتسبب الأجهزة التكنولوجية في أمراض عديدة وخطيرة كالسرطان والأورام الدماغية. وفي هذا المضمون وجدت دراسة جديدة أن الهواتف الذكية التي تستخدم فيها شبكة الإنترنت يمكن أن تتسبب في إجهاد العين وجفافها وبالصداع ، كما أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في ألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال. وأكد أن للأجهزة التكنولوجيا أشعة كهرومغناطيسية قد تؤثر في صحة الطفل، حيث تسبب الصداع المزمن والتوتر والرعب والانفعالات غير السوية والإحباط وزيادة الحساسية بالجلد والصدر والعين والتهاب المفاصل وهشاشة العظام . ميول العنف ولا تقف الآثار السيئة للأجهزة الإلكترونية على الصحة الجسدية وحسب، بل تتعداها للصحة النفسية. حيث أوضح استشاري الأمراض النفسية والعصبية الدكتور مجدي أحمد أنه من الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب بناء ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، كما تسبب اضطرابات النوم والفشل على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة، وحدوث الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال بالإضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد، وأشار إلى ضرورة وجود الأهل مع أطفالهم لتوجيههم وتوعيتهم بالاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة، وإيجاد بدائل تخفف من استخدام الأجهزة التكنولوجيا، وإعطاء الأهل بعضا من وقتهم لأبنائهم من خلال الجلوس واللعب معهم بدل التوجه لهذه الأجهزة، بالإضافة لتحديد فترة زمنية محددة لا تزيد عن الساعتين لاستخدام الأبناء لتلك الأجهزة، وغرس الميول الرياضية والفنية لدى الأبناء لإبعادهم عن الإدمان على الإلكترونيات.